قال خطيب الجمعة في البحرين «سماحة الشيخ محمد صنقور» إنَّ أكثر ما يُؤرِّقُ الناسَ خصوصًا في هذا الظرف هو ملفّ السجناء الذين لم تشملهم الإفراجاتُ الأخيرة.
ورأى سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، يوم الجمعة 26 أبريل/ نيسان 2024م أنّ هذه الخطوة، وحيث إنّها لم تُستكمل، فتحت جُرحًا غائرًا وعميقًا كان يَنتظِرُ التضميدَ منذُ ما يزيدُ على العقدِ من الزمن، فهو ملفٌ مُلحٌّ وإنساني ورغم أنَّه كذلك يمنعُ من تصفيةِ الأجواء والشعورِ بالتعافي، وهو في الوقت ذاته يضرُّ بسمعةِ البلد في المحافل الدوليَّة، ويحولُ دون القدرةِ على الانسجام الذي يحتاجُ إليه البلد للمزيد من الاستقرار وتركيز الجهود في البناء وإعلاء شأنِ الوطن.
وشدّد على أنّ مثل هذا الملفِّ رغم كونه إنسانيًّا لكنَّه ينعكسُ على مجمل مفاصل الحياة في البحرين، والبلد بحاجةٍ ماسةٍ وملحَّةٍ إلى إزالة بؤر التوتر وعلى رأسِها ملفُّ السجناء، فبإغلاقه سوف تسودُ أجواءُ التفاؤل ويُصبحُ المناخُ صالحًا لمعالجةِ الملفات العالقة بأريحيَّة، مضيفًا «فالمنتظَر هو المبادرةُ إلى إطلاق سراح بقيةِ السجناء والاستراحة من التبعات الثقيلة والمضنيةِ لهذا الملف».
وحول غزّة قال الشيخ صنقور إنّه مضى على العدوانِ الهمجي من الكيان الغاصب عليها ما يزيدُ على مئتي يومٍ، وقد راح ضحيّة هذا العدوان ما يقتربُ من الأربعينَ ألفًا معظمُهم من النساء والأطفال، وخلَّف ضِعْفَ هذا العددِ من الجرحى، وبات مِعظمُ سكانِ غزَّة بلا مأوى بعد أن دمَّر الكيانُ الغاشمُ مساكنَهم وأحياءَهم ومراكز إيوائهم، هذا مضافًا إلى تدميره مختلف أسباب الحياة من المستشفيات والأسواق والمؤسَّسات الخدميَّة والمزارع وحصارِه الخانق الذي أفضى إلى حرمانِ أهل غزّة من المياه الصالحة والغذاءِ والدواءِ والوقود، كلُّ ذلك بمرأى ومشهدٍ من العالم الذي يقفُ عاجزًا أمام هذا الاستهتارِ المريع والوحشيةِ المتناهيةِ في الخسَّة والدناءة، تحت غطاءٍ من الدولِ النافذة التي يظهرُ أنَّها تنتظرُ من «إسرائيل» القضاء – نيابةً عنها- على المقاومة ولو مِن طريق إبادةِ أهل غزَّةَ عن آخرِهم.
وأكّد سماحته أنّ ما يشغلُ اهتمام هذه الدول هو ألّا يبقى من أحدٍ يُخشى منه على «إسرائيل» الراعيةِ لمصالحِهم والضامنةِ لبقاءِ نفوذهم وهيمنتِهم، تلك هي حقيقةُ ما يجري، فـ«إسرائيل» إنَّما تخوضُ حربًا بالنيابة عن الدول النافذة، وقد أوعزوا لها أنْ تفعل كلَّ شيءٍ في سبيل القضاءِ على المقاومة، غير أنّ الذي أظهرته الوقائعُ على مدى الشهورِ السبعة أنَّها رغم الدعمِ المفتوح عاجزةٌ عن تحقيق غايتهم ومأربِهم من هذه الحرب المسعورة، فالمقاومةُ ما زالت بخير وستُرغِم إسرائيلَ وداعميها على الخضوع للأمر والواقع والإقرار بالهزيمة والفشل، وفق تعبيره.