قال خطيب الجمعة في البحرين «سماحة الشيخ محمد صنقور» إنّ الإفراجات الأخيرة والواسعة أحدثت بهجةً عارمة لدى قطاعٍ عريضٍ من أبناءِ الوطن، وعمَّ التفاؤلُ في الأوساط الاجتماعيَّة، لكنَّها أحدثت شعورًا بالغَبن لدى عوائل السجناء الذين لم تشملهم هذه الإفراجات وضاعفت من الحزن والقلق في قلوبهم.
وأكّد سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، يوم الجمعة 19 أبريل/ نيسان 2024م أنَّ الحزنَ حين يعمُّ تخفُّ وطأتُه، وحين يتركَّز وتضيقُ دائرته تشتدُّ وطأتُه على القلوب، لذلك فالمنتظَر هو استكمال هذه الخطوة بالإفراج عن بقيّة السجناء وتطمين عوائلهم، وإغلاق هذا الملفِّ الإنساني الملحِّ والشروع بعده في معالجة الملفَّات السياسيَّة والمعيشيَّة، لافتًا إلى أنّ ذلك هو ما يُسهم في المزيد من الاستقرار المنتِج لتركيز الجهود في التطوير والبناء والإعلاء من شأن الوطن وأبنائه وقيمِه وثوابته.
وحول الردِّ المشروع على العدوان الصهيونيّ الغاشم والغادر على القنصليَّة الإيرانيَّة، والتي هي بحسب الأعراف الدوليَّة ومواثيق الأمم المتَّحدة مُنشَأَةٌ دبلوماسيَّة تحظى بالحماية والحصانة الكاملة بموجب اتفاقيَّة فيينا للعلاقات الدبلوماسيَّة، رأى الشيخ صنقور أنّ استهدافها من قبل الكيان الصهيوني يُعدُّ انتهاكًا سافرًا وخطيرًا للقانون الدوليّ ولحرمة دولةٍ ذات سيادة، لذلك كان الردُّ المباشر على هذا العدوان مشروعًا ومبرَّرًا، مضيفًا أنّ هذا الكيان المارق لا يفهم سوى هذه اللَّغة، وليس مِن متابعٍ إلا وهو يُدركُ أنَّ لجوء هذا الكيان المرذول لهذه الخطوة الهوجاء نشأ عن شعوره بالصَغارِ والفشلِ الذريع في حربِّه على أهل غزَّة الكرام الذين أذاقوه مرارة الهزيمة، ومرَّغ رجال المقاومة على طريق القدس أنفَه في الوحل.
وشدّد سماحته على أنَّ هزيمة الاحتلال الصهيونيّ الشاملة والماحقة واندحارَه من أرض الإسلام هو المآلُ الذي سينتهي إليه، فالدعمُ غير المحدود الذي يحظى به لن يستنقذه من هذا المصير البائس، وفق تعبيره.