السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاد الله الجميع إن شاء الله في خيرٍ وعزٍّ وصحّةٍ وعافية وسلامٍ وأمان ونصرٍ عزيزٍ مبين يعمُّ كلَّ بقعةٍ من بقاع الأرض الإسلاميّة الطاهرة.
على الأمّة كلّ الأمّة أن تشكر ربّها العظيم أنْ وفّقها لأداء فريضةٍ كبرى من فرائض الإسلام، وكلّما أدّى فردٌ أو جماعة أو الأمّة فريضةً من الفرائض، كلّما كان عليهم أن يشعروا بنعمة الله عزَّ وجلّ بهذا التوفيق.
وإلتزام منهج الله تبارك وتعالى والنجاح في تطبيقه، والالتزام به؛ سرُّ أيّ حركةٍ إيجابيّةٍ قادرة يمكن للأمّة أن تسلك طريقها.
البداية الصحيحة، ولا بداية صحيحة غيرها، لطريق النجاح وطريق العزّة والكرامة والنصر، هو التزام منهج الله تبارك وتعالى.
النصر الدنيوي يأتي ويذهب، ويذهب ويأتي، لكنّ النصر الدائم في غلبة النفس، وفي تحكيم إرادة الله في إرادتنا، هذا النصر لا انقضاء له، وليس محدوداً بحدود العطاء في هذه الدنيا، وإنما تمتد عطاءاته إلى اليوم الآخر.
ما حدث من خطوة في البحرين -هذه الخطوة التي حصلت في اليومين السابقين- يعتزُّ بها المؤمنون.
وقد أكدّتُ في كلمة أخيرة أنّ هذه الانفراجات، والتي أخذت إطاراً لا زال ضيّقاً، وهذه الخطوة الانفراجيّة المحدودة إنّما هي من استمرار عمليّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله، وبُيِّن أنّ ما أدخل السجناء السجن وهو جهادهم وحمايتهم للإسلام واعتزازهم بالكرامة الإنسانيّة وإصرارهم على المطالبة بالحقوق، وشعورهم بذواتهم الشريفة العاليّة -الشرف المقتبس أو المُنعكس من روح الإسلام- هذا الذي أدخلهم السجن هو الذي أخرجهم من السجن، ودخلوا عزيزين بهذا الانتماء وبهذه العقليّة والنفسيّة والشعور المتدفّق بالإيمان والشعور بالعزّة والكرامة، هذا الذي أدخلهم السجن شرفاء أعزّاء كراماً، يُفدّيهم الشعب، هو الذي أخرجهم أيضاً من السجن في وضعٍ من العزّة والكرامة والشموخ وعدم الانكسار.
لم يدخلوا السجن منكسرين ولم يخرجوا من السجن منكسرين برغم كلّ المحاولات المستمرة والشرسة والبارعة في الباطل التي كانت تريد أنْ تُركّعهم وأنْ تغيّر من نفسيتهم ومن عقليتهم ومن شجاعتهم.
هتاف الحضور: لن نركع إلا لله..
هتاف سماحة الشيخ: لن نركع إلا لله..
هذا بالنسبة للأمس واليوم، فماذا بالنسبة لغدٍ والمستقبل القريب والبعيد؟
لن يجدَ أحدٌ على وجه الأرض طريقاً للعزّة والكرامة وحفظ الشرف والعدل والشعور بالإباء والشعور بالشموخ والشعور بالقوّة، ولن يوجد عدلٌ ولا علمٌ صحيح، ولا اجتماعٌ صحيح، ولا بنية حياتية صحيحة؛ إلا وأن يكون المنطلق هو الإسلام، وأن يكون المنهج العملي هو الإسلام.
فإذا فكّرنا في وضعنا اليوم، ودرسنا صحيحه وسقيمه وقوّته وضعفه فسنجدُ تماماً أنْ ليس لنا من قوّة إلا بالإسلام.
وإذا طالعنا مستقبلنا فعلينا أن ندرس قيمة الإسلام في ذاته وقيمة المبادئ الأخرى لنرى حقَّ هذه الأمور من باطلها، ولنبحث عن أكبر مصدر للقوّة، التي تبني ولا تهدم، التي تقيم العدل وتهدم الباطل، التي تنشر الأمن وتقضي على الخوف، هذه القوّة لن نجد لها مثيلاً كما فيه عطاء الإسلام، وكما أُهِّل للإسلام من ربِّ العالمين إلى أن يُعطي ما يُعطي.
هذا الشيء الذي فرح له المؤمنون كثيراً، هو جزءٌ بسيطٌ من حقّهم المسلوب، وكما تقدَّم أنّ الحقّ لا يقفُ طلبه حتّى يتمّ بأكمله.
حصول شيءٍ من الحقّ لا يعني العدل. العدلُ أن يتمّ إعطاء ذي الحقّ حقّه، وأن يُقام العدل كما هو وبتمامه.
قبل أن تصحّ الدنيا في كلّ أوضاعها يبقى السعي مطلوباً وواجباً، وقبل أن يُطبّق الإسلام كلّه وقبل أن تُرفع راية الرسول الأعظم “صلَّى الله عليه وآله” على يد آخر الأئمة وتُحقِّق الانتصار الشامل؛ فالجهاد قائم والسعيُّ دائم، والصبر مطلوب، والإرادة لا تفتر.
والشيء الذي يحصل من النصر اليوم أو غد، يجب أن يدفعنا في اتّجاه الأمام بدرجةٍ أكبر وأصلب وبدرجةٍ من الجدّية أضعاف ما نحنُ عليه.
يجبُ أنْ لا تلين العروق وأنْ لا تلين القدم، وأنْ لا يقنع القلب، وأنْ لا يتلّهّى الإنسان المؤمن بشيءٍ صَغُر أو كَبُر من النصر وقبل أن يتمّ النصر الشامل.
وأتدارك أنّي -وأعوذ بالله من قولة أنا- في الكلمة البسيطة الأخيرة أشرتُ أيضاً إلى أننا لسنا طلاّب فوضى، ولسنا ممن ليس يقدّر الأمور، ولسنا نريد الفتنة في الأرض، ولا إتعاب المجتمع الإنساني.
هناك صورتان أو حالتان لقيام العدل: إمّا أن يقوم العدل -وهو طريق صعب وكلّ الطرق لإقامة العدل صعبة- عن طريق التحاور مع شرط أن تكون الانطلاقة بقصد العدل وبقصد الأمن الصحيح الشامل، وبقصد الهداية الشاملة، وبقصد ضمان السعادة -وَلْيُقارِن المقارن بين سعادةٍ في الدنيا محدودة وسعادةٍ في الآخرة لا أمد لها ولا حد-.
المنطلق هو هذا: الأمن للجميع، العدل للجميع، الهداية للجميع، العزّة للجميع، الكرامة للجميع، أن يعمَّ الأرض الهدى، أن تكون كلمة الله في الأرض هي العليا، وأن يكون الطريق إلى ذلك هو الحوار، والرجوع إلى العلم، والرجوع إلى الحكمة، وهذا طريقٌ لا يفضله طريق، ولا يرتفع إلى قيمته طريق، ولكن الحياة في الغالب لا تمشي هكذا، والأشقياء في الأرض كثيرون، فإذا امتنع هذا الطريق، فلا تنازل عن طريق البذل والجهاد والتضحية والسعي العنيد في سبيل إقامة الحقّ، ولا سبيل إلا (أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة) بمعناها الشامل، بالمعنى الشامل للقوّة، وعلى كلّ المستويات، وعلى كلّ الأصعدة.
وإذا كان هناك طلاّب سلامٍ فنحن من أوّل طلاّب السلام، وحين نريد قوّةً لا نريدها لشقاء الإنسان وإنّما نريدها لعزّة الإنسان كلّ إنسان، ولراحة الإنسان كلّ إنسان، ولأمانه ولكرامته ولعزّته ولشبعه، ونريدها له لا لدنيا قصيرة فقط، لا نريد السعادة للإنسان للدنيا فقط وإنّما السعادة الكبرى هي للآخرة على أنْ لا يكون شقاءٌ ما أمكن وبكلّ جدٍّ في هذه الحياة الدنيا لنفسٍ واحدة على الأرض إلا نفسٌ تأبى إلاّ أن تشقى.
—————–
لا يملككم -شباب- التطلُّع إلى نزول البحرين، ولتكُن قلوبكم دائماً مع طلب النصر للإسلام أوّلاً، ليكُن همّكم أن ينتصر الإسلام وتنتصر العدالة وينتصر الحقّ في الأرض، والأوطان محبوبة حبيبة لأهلها، وكلنا نحتفظ بحبّ الوطن وبتقدير الوطن، ولكن ليس الوطن الأرض و التراب، القيم العالية للوطن، الدين الحقّ للوطن، العدل المقام في الوطن.
نحن أبناء معنويات أكثر منّا من أنّنا أبناء ماديات، على أنّ المادة نقّدرها ونطلبها ونحرص عليها وعلى القوّة فيها، ولكن الهدف قبلها هو المعنى. هو قيمة الإنسان هو قيمة مضامين، نفسيته، عقليته، روحيته، قلبه.
حبُّك لأمّك التي تشتاق إليها كثيراً، يجب أن يُترجم بحبّ الاستقامة لها واحتفاظها بالشرف والعزّة والكرامة وأن تملك نفساً أبيّة، هذا العشق يجب أن يسبق عشقك للقائها والاجتماع بها، أهمّ من هذا العشق -عشق اللقاء والاجتماع والجلسات الحبيبة- أهم من هذا أن تهتدي أنت وتهتدي هي، أن تشمخ هي وأن تشمخ أنت، وأن تكون العزيزة الكريمة في نفسها وإنْ حاول الذلُّ أن يمسّ ذيلها -ذلّ الخارج-.
فأقول، حبُّنا للأمّهات لا يعني أن نكون في أحضانهن دائماً، قد يتطلّب الحب أن نكون بعيدين عن أحضان الأمهات وعن فيء الآباء.
هي هذه النفسيات هي التي تحقّق الطريق الصحيح إلى النصر، عندما لا يستطيع أن يفارق وطنه للضرورة لأي مدّة هو ضعيف، هذا سبيل من سُبل إذلال النفس، يعني قد يكون حبّي لوطني وقربي لأهلي هو سبيل من سُبل إذلال النفس وإخضاعها للباطل.
-شايف أنّه ما يقدر يفارق ولده، وولده يحتاج عملية صعبة جدّاً، في ألمانيا، في بلد من البلدان، ولكن لعدم استطاعته أن يفارقه يقول ما تروح تتعالج، هذا النظر صحيح؟ مو صحيح-.
إذا كان الدواءُ مرّاً فعليَّ أن أقبل بالدواء. الدواء المُشفي ولو كان مُرّاً يُطلَب -تشتريه بفلوس، بأغلى ثمن وهو مرّ، ويدخل العملية الصعبة المخوفة برجاء أن تدفع خوفاً أكبر-.. فلنتعلّم من الحياة.
سؤال أحد الحاضرين: شيخنا.. ما هي الرسالة اللي توجهونها للأمهات خصوصاً اللاتي لا يزلن ينتظرن أبنائهن داخل السجون؟
أولاً يستقربوا فرج الله لأنّه الله، ثانياً أن لا يكرهوا ما يريده الله.
يعني الله عزَّ وجلّ كان ولا يزال قادراً على الاستجابة لدعوة كلّ مؤمن فعلا ًحالاً، وعلى أيّ تقدير، لكن هذا معناه أن تكون إرادة الله دائماً من إرادة العبد.
استجابة الدعاء لا تعني أنّ إرادة الله هي من إرادة العبد، وأن العبد يخلق إرادة الله، دعائي لا يخلق إرادة الله، يعني يُغيّر إرادته، دعائي سبب من أسباب استجابة الطلب، وهو دائماً مستجاب في الحقيقة، ولكن ليس بالصورة التي أحددها أنا، استجابة الدعاء ليست دائماً بالصورة التي يحددها الداعي، أريد الآن أشفى وأقوم وأركض، إذا لم يتحقق هذا يعني الله لم يستجب دعائي، ليس هكذا. هذا يعني أنا أكون الحاكم، يعني تكون إرادتي فقط أن أقول كلمة فينفذها الله عزَّ وجلّ لأني أتيت بها باسم الدعاء، ليس هكذا، لله مقاديره، لله حكمته، قد تكون حكمته في موت هذا النبي العظيم الآن، وقد تكون حكمته في بقاء يزيد كذا سنة، أنت لو دعوت الآن لهزيمة في دقيقة واحدة للعالم الكافر كلّه، هل يتمشى هذا مع إرادة الله؟ لا.. الدنيا دنيا امتحان، دنيا ابتلاء، الله أوجد الهداية والضلال، سمح تكويناً -يعني أعطى فرصة- لأن تقوم دولة الكفر، وأن تقوم دولة الإيمان، طبعاً وأوجب على أهل الإيمان أن لا يسمحوا لدولة الكفر أن تقوم، وأن يتخذوا كلّ الأسباب الموضوعيّة من أولها لآخرها سبيلاً لإقامة دولة وهدم دولة، إقامة دولة الحق وهدم دولة الباطل، هل هو محتاج أن يستعين بالناس؟ الله قادر عزَّ وجلّ بأن يمحو دولة الباطل في لحظة، ويُبقي دولة الحقّ، إذن أين الابتلاء؟ أين التمحيص؟ أين الاختبار؟ أين الدور الكفاحي الذي يرتفع بمستوى المؤمنين؟ أين دور تنضّج التجارب؟ تسلّق المرتقى العلمي؟ هذا كله يحتاج لامتحانات.
فهذه الأم الشفيقة تتلوّع بلا أدنى إشكال، بعض الأمهات الآن التي لها ثلاثة أولاد في السجن، جيرانها بالضبط زغردات وما إلى ذلك في هذين اليومين، وهي تذهب للمجالس وتبارك، تحتاج إلى قلب طبيعي لأنّ أولادها في السجن، لكن هذا هو شأن المؤمن، وإلا يكون نصف الجيش الذي مع الرسول، إذا ذهب نصف الجيش أو ربع الجيش، المجتمع الإسلامي فرح بالنصر، وهؤلاء كلّهم يقيمون المآتم وليست لهم صلة بفرحة المؤمنين، كانت الأخلاق هكذا في المجتمع الإسلامي؟ لا.. كانت الفرحة تعمّ والد الشهيدين أو والدة الثلاثة شهداء وما إلى ذلك.
على كل حال، تسليم من جهة، أمل في الله لا ينقضي من جهةٍ أخرى، عدم الشعور بالخسارة لتأخّر النصر يا إخوان.
هذا في البحرين الصغيرة، لو بدأ الحراك المطلبي السلمي وحصل الانتصار بعد ستّة أشهر، يصيب شعب البحرين غرور أو ما يصيبه؟ كثيرون سيصيرون هم الله وأنهم هم الذين حققوا النصر.
أي حركة بأي مستوى، هل من الممكن أن تتسلم شؤون دولة بعد شهر أو شهرين؟ ماذا لديها من خبرة؟ من تجربة؟ من رجال؟ ألا تحتاج للزمن؟ نحن نريد شهرين فقط كثير علينا، الله يقول ليس شهرين لازم عشرين سنة، علمي لو علم الله؟ نأخذ الناس بعلمي لو علم الله؟
المرأة، والأب، والأخ، الكلّ.. هذا الذي تأخّر حبيبه في السجن أو استشهد يعتبر نفسه منتصراً، لأنّ ولده ليس مسجوناً لسرقة، ليس مسجوناً بزنا، بقتل، مسجون لأنّه حامل لراية الحقّ.
هذا الذي استشهد.. ألا يقارن بين قتله سارقاً وبين قتله واستشهاده مجاهداً؟ يشعر بهذا.
فعلى كلّ حال، العبد العارف بعبوديته وبربوبية ربّه، يرضى بما قسم الله ولا يحمل شيئاً على أنه من ظلم الله أو عجز الله عز وجل أو غفلة الله تبارك وتعالى، فلنكن أقوياء ولا مصدر للقوة بقدر ما هو الإيمان. بمقدار ماهو الإيمان يكون مصدراً أقوى وأقوى للقوة.
-أظن نابليون قالوا عنه في هزيمة من هزائمه، رايح جاي في قاعة طويلة حيران ماذا يفعل، ذاك البطل العنيد. الخميني أعلى الله مقامه لو أصابته هذه الهزيمة لا تصيبه حالة نابليون، ولا أي طاغوت من الطواغيت، كما توفي راضياً إن شاء الله بالله، وهو منتصر، لو توفي مهزوماً منبوذاً في الناس قد انحسرت الجحافل من حوله والمؤيدون أيضاً سيموت عزيزاً في داخله راضياً، هذا هو الإيمان يا أحبّتي، صعب.. لأنّ عطاءه كبير، وتحصيله ليس سهل، يحتاج لمراقبة دائمة للنفس، ومجاهدة دائمة للنفس، يحتاج إلى أن تقبل عداوة ولدك، عداوة زوجتك، عداوة عشيرتك، تحتاج أن يكون معك ما كان مع الإمام الخميني من جماهير مضحين، ومن يتمنى أن يعطي دمه ويعطي قلبه للسيد الإمام ثم ينقلب كلّ هؤلاء ضدّه، وهو يعيش في داخله رؤية صادقة أنّه على الحقّ، وأنّ سعيه من أجل الله-.
خذ علي بن أبي طالب “عليه السلام”، النبي إبراهيم لوحده، هل ذلّت نفسه؟ هل شعر بالدونيّة حينما كان يلقى به في النار؟ من أين له هذه العزّة؟ هذا الشعور الصلب بالعزّة، بالكرامة بالقدرة على مواجهة الدنيا؟ هذا من أين أتى عند الأنبياء؟ الأوصياء؟ من الإيمان الصادق.
فلا ننسى أن نطلب ولو حرفاً من الإسلام، نتعلّم، نفهم شيء جديد من الإسلام ما كنّا نعرفه. كلّ ما عرفنا من الإسلام وأخذنا بنفسنا على طريقه انبنينا، قبل أن تعطي أنت تأخذ كثير وتكون قوي ومواجه وغير منهزم القادر على مواجهة الملمات الشخصيّة والاجتماعيّة وما إلى ذلك، صناعتك القوية في إسلامك القوي، وفي ارتباطك بإسلامك القوي.
سؤال أحد الحاضرين: سماحة الشيخ.. هل من كلمة أو خاطرة في أجواء عيد الفطر؟
هذا الموقف من المؤمنين في البحرين التآزري موقف التآزر، وموقف السجناء الذين خرجوا لحظة خروجهم من السجن، وهي عزيزة بلا شكّ، لم ينسوا إخوانهم في السجن، قلبهم مع من في السجن منشد أكثر من انشداده لمن خرجوا لهم في الساحة العامة، هذا شيء جيّد وعظيم وواعي وقوّة وإنسانية وتديُّن ويعطي مهابة