13 عامًا على استشهاد عملاق الصحافة البحرانيّة «عبد الكريم فخراوي»، وسيرته لا تزال خالدة في الوجدان، لما قدّمه من عطاء لا يُمحى أثره في أروقة الصحافة البحرانيّة.
فخر الصحافة وقامة من قامات الدفاع عن الحقّ، لم يكن صحفيًّا عاديًّا، بل كان منارة للفكر والحريّة، إذ سلّط الضوء على زوايا المجتمع التي غالبًا ما كانت تُهمل.
الرحلة المُلهمة لفخراوي: من رمز إعلاميّ إلى شهيد الكلمة الحرّة
منذ العام 2002، أصبح فخراوي رمزًا للإعلام الملتزم والصادق من خلال إسهاماته في تأسيس جريدة «الوسط» التي شكّلت منارة للحريّات في البحرين، فهي كانت منصّة للتعبير عن الوجه الآخر في البلاد، متحدّية محاولات إسكاتها واتهامات نشر الأخبار الزائفة التي وجّهت إليها، وكان الشهيد أحد أقلامها الشجاعة الذي ما توانى يومًا عن المواجهة بهذا السلاح مشكّلًا منبرًا للحريّة المكتوبة.
المواجهة الأخيرة والغياب المأساوي
كانت الزيارة الأخيرة لفخراوي إلى مركز الشركة لتقديم شكوى بشأن تهديد منزله، لكنّ هذا العمل البسيط تحوّل إلى مأساة حين احتجزته أجهزة النظام بتهم ملفّقة تتعلّق بفبركة الأخبار. خلال مدّة احتجازه، تعرّض الشهيد لتعذيب وحشيّ أدّى إلى رحيله المؤلم بعد أسبوع من الاختفاء القسريّ، وعلى الرغم من محاولات النظام التستّر على حقيقة استشهاده زاعمة «أنّه توفي نتيجة فشل الكلى»، فإنّ صور جثمانه على المغتسل كشفت الحقيقة الرهيبة وراء استشهاده.
تكريمًا لذكراه، سيظلّ الشهيد كريم فخراوي محفورًا في ذاكرة شعب البحرين وضميره رمزًا للكفاح الإنسانيّ والصحفيّ، وشاهدًا حيًّا على تضحيات الأصوات الشجاعة في سبيل الحقيقة والعدالة.
العدالة ومحاسبة الجناة
مع حلول الذكرى الثالثة عشرة الأليمة لاستشهاد «عبد الكريم فخراوي» يتجدّد معها النداء الحثيث للمطالبة بتحقيق العدالة والقصاص من المسؤولين عن جريمة قتله البشعة، فهذا المطلب واجب أخلاقيّ تجاه ذكرى فخراوي العزيزة، إذ من غير المقبول بأيّ حال من الأحوال أن يظلّ الظلم الذي واجهه فخراوي دون محاسبة، فالصمت عن الظلم تواطؤ مع الجناة، وهو يفتح الباب أمام تكرار هذه الجرائم التي تنتهك أبسط حقوق الإنسان، لذا لا تنازل عن مطلب التحقيق العادل والمنصف، وهو حقّ لا يسقط بالتقادم، ولا بدّ من إنزال العقوبة العادلة بكلّ من تورّط في هذه الجريمة الوحشيّة.