حيّا المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير شعب البحرين على تلبيته نداءَ «يوم القدس العالميّ» في آخر جمعة من شهر رمضان، وخرجَ في كلّ ساحات البلاد؛ رافعًا صوت فلسطين وغزّة ومقاومتها الباسلة، ومجدّدًا رفضه القاطع للكيانِ الخليفيّ المطبّع الخائن.
ولفت في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 8 أبريل/ نيسان 2024 إلى أنّ النظام أكّدَ مرّة أخرى عمالته للصّهاينةِ المحتلّين بقمعهِ تظاهرات الشعب ومحاصرته البلداتِ وإرهاب المواطنين ومنعهم من إعلاءِ الموقف ضدّ المجازر الصّهيونيّة والخنوع العربيّ الرّسميّ للأوامر الإمبرياليّةِ المعادية للأمّة وشعوب المنطقة.
ورأى أنّ هذا الحضور الشّعبيّ والثّوريّ عزّز نجاح الثورة المجيدة في إسقاط سياساتِ القمع والاستسلام، وتوفّرت لدى الشعب مستوياتٌ أكبر من القدرةِ والإرادة للدّخول في مسارٍ جديدٍ من النّهوض الثّوري الذي يستكملُ انطلاقة 14 فبراير، وهو ما يدعو كلّ القوى الحيّة إلى التّلاقي العمليّ والحكيم مع هذه المستجدّات المهمّة، وإعادة ترتيب الأوراق وبرامج النّضال السّياسيّ بما يتناسبُ مع الصّعودِ الشّعبيّ المتراكم، وانهيار رهانات الخليفيّين في القمع والحصار، فضلًا عن التقوّض المتتابع لبنيةِ هذا الكيان غير الشّرعيّ وإفلاسه الأخلاقيّ الكامل، وفق تعبيره.
وأكّد المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير أنّ خيارَ شعب البحرين في الوقوفِ مع فلسطين وشعبها مقاومتها هو خيارٌ واعٍ وأصيلٌ، وهو لا ينقطعُ بصلةٍ عن خيارهِ الوطنيّ في مناهضةِ الظّلم والاستبداد، فإسقاط الكيان الخليفيّ – بما هو بؤرة استيطانيّة استعماريّة – يتلاقى وظيفيًّا ونضاليًّا وشرعيًّا مع إسقاط الكيان الصّهيونيّ، موضحًا أنّ الشعب حرص بعد عمليّة «طوفان الأقصى» على بناء خطواتٍ عمليّة متصاعدة من أجل تحويل أهداف هذه العمليّة ونتائجها إلى مواد أساسيّة للاستنهاض الشّعبيّ الواسع، إذ وقف علنًا معها، وعدّ مقاومة غزّة عنوانَ الأمّةِ الأكبر في هذه المرحلة، وجسّد ذلك على الأرض من خلال تنظيم الاحتجاجات والوقفات التضامنيّة المتواصلة، وتطوير الشّعار الاحتجاجيّ بحسب الظّروف والتّحديات المحليّة والخارجيّة، حيث شدّد الموقفُ الشّعبيّ على إلغاء اتّفاقات التّطبيع، وطرد وكر التجسّس الصّهيونيّ في المنامة، ومن ثمّ إغلاق القواعد الأمريكيّة في البلاد. ودعا كلّ القوى التحرّريّة في المنطقة إلى الأخذ بتجربة شعب البحرين، والتّلاقي معها، في بناء إطار تحرُّريّ واسع على امتداد كلّ ساحات التحرّر والمقاومة.
وقال إنّ الحراك الشّعبيّ والثّوريّ عبّر عن وفائه ونصرته للسّجناء الأحرار وقادة الثّورة المغيّبين في سجون الكيان الخليفيّ المجرم، مشدّدًا في هذا السّياق على أهميّة ملف السّجناء السّياسيّين، والنّظر إليه على أنّه انعكاس لطبيعةِ الصّراع الوجوديّ مع آل خليفة، وضرورة تحريكه من خلال الحقّ الكامل للسّجناء في الحريّة الفوريّة وغير المشروطة، ومحاكمة المجرمين والجلّادين الذين ارتكبوا الجرائم بحقّ السّجناء، بما في ذلك التّعذيب والحرمان من العلاج المفضي إلى الموت، معربًا عن استهجانه محاولات الطّاغية حمد امتصاص هذا الملفّ من خلال الإفراجات المجتزأة التي لن تُسقط الحقّ في حريّةِ كافة المعتقلين السياسيّين وتبييض السجون من آخر معتقل سياسيّ وفي مقدّمتهم الرموز القادة، وملاحقة القتلة والجلاّدين وعلى رأسهم الطّاغية حمد وزمرته المجرمة.
وشدّد المجلس السياسيّ على مضامين بيان ائتلاف 14 فبراير حول الجريمةِ الإرهابيّة التي ارتكبها الكيانُ الصّهيونيّ بحقِّ قادةِ قوّة القدس في الحرس الثّوري، بعد قصف القنصليّة الإيرانيّة في العاصمةِ السّوريّة دمشق الأسبوع الماضي، مسجّلًا الدّعمَ الطّبيعيّ والمطلق للحقّ الإيرانيّ في الدّفاع المقدّس والرّد على هذه الجريمةِ النّكراء.
ووضع الكيانَ الخليفيّ في البحرين في وجهِ التّطوّرات المقبلة على مستوى الإقليم والعالم، حيث إنّ وجود سفارة العدوّ الصّهيونيّ والقواعد الأجنبيّة التي تحتلّ البلاد، وانخراط النظام في التّحالفات والمؤامرات العدوانيّة التي تقودها واشنطن؛ لن يكون خارج إطار الأهداف المحتملة لمشروع قطع أيادي الشّر في المنطقة، داعيًا إلى اتخاذ ترتيبات وطنيّة متعدّدة الجهات، بما في ذلك التّهيئة السّياسيّة للمرحلةِ القادمة، وإعداد خطط طوارئ عالية المستوى للإمساك بالوضع الجديد الذي سيترتّب على التّغيرات الوشيكة على صعيد الخرائط الجيوسياسيّة والعلاقات ومستقبل الأنظمة الديكتاتوريّة في المنطقة.