في المحطة السنويّة لاستشهاد البطل «زكريا راشد حسن علي العشيري» نشعر بعمق الألم وشديد الرغبة في تحقيق العدالة للشهيد والقصاص من القتلة.
كانت حياة الشهيد معركة مستمرّة وتضحية ملحوظة من أجل حقوق شعبنا الشجاع، هذا الرجل كان له معنى الشهادة بكلّ تفاصيلها، وكان أحد الأبطال الذين أفرغوا أرواحهم في المضي قدمًا نحو حرية الشعب وكرامته. هو شهيد لا يُنسى، لأنّه خلّد اسمه في قلوب الجميع.
استُشهِد «زكريا راشد حسن علي العشيري» بعد سلسلة من الأحداث المأساويّة بدأت باقتحام منزله وخطفه على أيدي مليشيات مسلّحة مدنيّة ومجموعة من المرتزقة، نقلته إلى مركز التحقيق حيث تعرّض لأبشع معاملة قاسية وغير إنسانيّة إذ احتُجز في المركز المعروف بسمعته السيّئة لمدّة أسبوع كامل، ثمّ نقل إلى سجن الحوض الجاف، كلّ ذلك وعائلته لا تعرف أي خبر عنه، فقد جابهت جدار صمت عندما حاولت الاستفسار عن مكانه أو حالته، لتصعق لاحقًا بخبر رحيله الذي نُشر فجأة على موقع وزارة الداخليّة. وكأنّ هول الصدمة وحده لم يكن كافيًا، فقد كان على العائلة أن ترى جثمان الشهيد وعليه أدلّة واضحة على تعرّضه للتعذيب الوحشيّ والضرب المبرح قبل أن يُختطف منها إلى الأبد.
لقد كان الشهيد زكريا العشيري رمزًا للثورة والمقاومة ضدّ الطغيان والظلم، بالرغم من محاولات النظام الخليفي إسكاته بالقوّة مرارًا، فقد تحدى الشهيد القمع والاضطهاد وواصل نضاله حتى اللحظة الأخيرة من حياته، لقد كان صوت الشهيد صوت الحقيقة والعدالة، وقد استشهد وهو يدافع عن حقوق الشعب ويسعى لتحقيق الحريّة والديمقراطيّة.
فليحي الشعب ذكرى الشهيد «زكريا راشد العشيري» بالسير على خطاه، والعمل والسعي نحو تحقيق الأحلام التي بذل من أجلها حياته، وأن يجعل من ذكراه منارة تضيء دربنا نحو مستقبل يسوده السلام والعدالة.