ما أقرب مشهد الأمس في فلسطين من مشهد اليوم في البحرين.. قوافل من الأحرار حطّموا القيد رغم أنف العدوّ، وعادوا إلى أحضان أهلهم أبطالًا.
اليوم عمّت فرحة عامرة بلدات البحرين التي طالما اشتاقت إلى شبّانها الذين اعتقلوا ظلمًا وجورًا، هي فرحة وإن لم تكتمل، إذا لا يزال المئات من الأحبّة المعتقلين يقبعون في سجون الظلم الخليفيّ، لكنّها فرحة مشهودة، تكاد تكون فرحة العيد؛ فالعشرات من هؤلاء الأحبّة حطّموا القيود، ورفعوا إشارة النصر وسجدوا شكرًا على تراب الوطن، تخجل الورود التي أحاطت أعناقهم من محيّاهم الباسم.
ولعلّ الفرحة الحقيقيّة الكبرى تكمن في أنّهم خرجوا من المعتقلات وهم منتصرون لا منهزمون، مهما حاول الطاغية حمد تشويه الحقائق، وأنّه صاحب الفضل في خروجهم من سجن هو من أمر بوضعهم به في الأساس، فهم قد خرجوا لأنّهم أصرّوا على حريّتهم، ورفضوا التنازل عن حقوقهم، تحرّروا لأنّ عوائلهم ما تخلّت عنهم يومًا ولم يتركهم الشعب يومًا.
نعم هي فرحة لأنّها تغيظ الطاغية، وتقضّ مضجعه، وتكشف زيف ادّعاءاته، فرحة لأنّها فتحت باب الأمل بعد عدّة انتصارات للمعتقلين في سجونهم ونجاحهم بتحقيق مطالبهم، فهذا النصر لهم وهو كما قالوا: إنجاز وانتصار كبير تحقّق بفضل الدماء الطاهرة لشهيد الفتح ولجهود المعتقلين المخلصة، وهذا يثبت أنّه بالحراك الجماهيري، والإرادة القويّة مع الأمل يمكن تحقيق الكثير.
خرجت الجموع الأبيّة من «تيجان الوطن» مرفوعة الرؤوس والهامات من سجون الظلام، وبقي المئات يواصلون درب النضال فيها، ومن خلفهم الشعب الذي لن يتوقّف عن المطالبة بحريّتهم «حتى آخر أسير».