أكّد قائد أنصار الله «السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي» أنّ القضيّة الفلسطينيّة هي القضيّة المركزيّة للأمة وهي متميّزة، وأنّ مظلوميّة الشعب الفلسطينيّ المستمرّة منذ عقود من الزمن معروفة في كلّ العالم، ولم تتحرّك أيّ جهة لإيقاف ذلك الظلم وإعادة الحقّ لأهله، لا من المؤسسات والمنظمات الدوليّة كالأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولا غيرها، بل أسهمت في استمرار الاحتلال واستمرار الظلم.
وقال بكلمته في الاحتفال الجماهيريّ «منبر القدس» الذي أقامته اللجنة الدوليّة لإحياء يوم القدس، يوم الأربعاء 3 أبريل/ نيسان 2024، في قاعة رسالات في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، إنّ الخيار الوحيد والناجح لإعادة الحقّ للفلسطينيّين هو الجهاد في سبيل الله تعالى، وهو الخيار الذي تحرّكت على أساسه حركات المقاومة في فلسطين ومعها أحرار الأمّة، إذ لم ينجح أيّ مسار يعتمد على المقايضة والتفريط بالحقّ تحت عنوان مفاوضات السلام، وخيار الدولتين وغير ذلك من الأطروحات والمبادرات المشابهة التي ثبت فشلها بشكل كامل، وهو الخيار الذي أثبت جدواه سابقًا في لبنان بهزيمة العدو الإسرائيليّ واندحاره عام 2000م وانكساره واندحاره وهزيمته عام 2006، وكذلك اندحاره في ثلاث جولات في غزّة، وفشله المخزي والفاضح في عدوانه الراهن الذي يرتكب فيه جرائم الإبادة الجماعية في غزّة على مدى ستة أشهر، دون أن يتمكن من إنهاء المقاومة ولا استعادة الأسرى ولا إحراز أيّ صورة للنصر، وإنّما صورة بشعة للإجرام.
وتوجه السيّد الحوثي بالتحيّة للمجاهدين الذين قدّموا بصمودهم وثباتهم وصبرهم واستبسالهم أسطورة قلّ نظيرها في التاريخ البشري، ولعواصم محور الجهاد والمقاومة الذين يجتمعون في فعاليّات «منبر القدس»، مؤكّدًا أنّ الشعب اليمنيّ يقف بكلّ إمكانيّاته، ويتحرّك في كلّ المجالات رسميَّا وشعبيًّا لنصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ومقدّسات الأمّة، وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف، ويشمل موقفه العمليّات العسكريّة في البحر الأحمر والبحر العربي، وصولًا إلى المحيط الهندي، إضافة إلى القصف بالصواريخ الباليستية والمجنحة إلى جنوب فلسطين المحتلة لاستهداف أهداف تابعة للعدو «الإسرائيلي»، مشيرًا إلى تكامل هذا الموقف الفاعل والمؤثر مع جبهات الجهاد والمقاومة في غزّة ولبنان والعراق، في إطار محور المقاومة.
ولفت السيد الحوثي إلى أنّه منذ بداية معركة «طوفان الأقصى» اتجهت القوّات المسلّحة اليمنيّة لإسناد فلسطين بكلّ ما تستطيع، وهي تسعى باستمرار لتطوير إمكانيّاتها الصاروخيّة والبحريّة من أجل إسهام أكبر في دعم الشعب الفلسطيني ومساندته واستهداف العدو الصهيونيّ.
واستنكر التقصير الكبير من المسلمين في الوقوف مع الشعب الفلسطيني الذي هو جزء منهم، وتجاه مقدّساتهم في فلسطين، وندّد بتواطؤ بعضهم أخيرًا مع مسار تصفية القضيّة الفلسطينيّة تحت عنوان التطبيع وعنوان صفقة القرن الفاشلة، وبمساندة الدول والحكومات الغربيّة، وصولًا إلى الدور الأمريكي الذي بات شريكًا فعليًّا مع العدوّ الصهيونيّ، وشريكًا كاملًا في جرائمه وعدوانه على الشعب الفلسطيني.
ورأى أنّ من واجب الأمّة الشرعيّ والإنسانيّ والأخلاقيّ، ولمصلحتها، ولمصلحة أمنها القومي أن تتحرّك بجد واجتهاد لإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه بكلّ الوسائل، وأن تدرك أيضًا أنّ العدوّ الإسرائيلي هو عدوّ للجميع، مؤكّدًا أنّ الشعب الفلسطيني يخوض معركة الأمّة بكلّها، وإلّا لكان العدو الإسرائيليّ قد تمكّن من إلحاق الضرر الكبير ببقيّة الدول العربيّة وفي مقدّمتها الدول المجاورة لفلسطين التي استهدفها سابقًا بعدوانه.
وحيّا السيّد الحوثي الشعب الفلسطيني في القدس ومرابطيه الصابرين في الأقصى الشريف، وأحرار الضفة الغربية المقاومين المجاهدين، مشدّدًا على أنّ القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّة شعب اليمن الأولى، وهو لن يألو جهدًا في مناصرة الفلسطينيّين، فهو حمل راية الجهاد، وهو يخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس ويتصدى للعدوان الأمريكيّ والبريطانيّ ويستهدف العدو الإسرائيليّ. ويمنع عليه العبور والملاحة في البحر الأحمر والبحر العربي، وصولًا إلى المحيط الهندي.
وختم بالقول إنّ «ثباتنا على موقف مساندة الشعب الفلسطيني، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من إيماننا وواجبنا الدينيّ والإنسانيّ والأخلاقي.. هو موقف لا مساومة فيه، ولا تراجع عنه، وسنواصل بالتكامل مع إخوتنا في محور المقاومة العمل لتطوير الموقف، وتعزيز التعاون والارتقاء بالأداء والفعل حتى يتحقق النصر الموعود بإذن الله تعالى».