حيّا الأمين العام لمنظمة بدر العراقيّة «هادي العامري» شهداء فلسطين وغزّة وقيادات المقاومة الفلسطينيّة ورجالها «صنّاع ملحمة طوفان الأقصى الذين قضوا على طريق التحرير»، كما حيّا كلّ الأحرار في العالم الذين ساندوا قضيّة غزّة، والذين يخرجون بحرًا بشريًّا رفضًا لنهج النازية الصهيونيّة نهج الإبادة والقسوة والوحشيّة.
وقال بكلمته في الاحتفال الجماهيريّ «منبر القدس» الذي أقامته اللجنة الدوليّة لإحياء يوم القدس، يوم الأربعاء 3 أبريل/ نيسان 2024، في قاعة رسالات في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، إنّ معركة «طوفان الأقصى» شكّلت منعطفًا حقيقيًّا في مسار القضيّة الفلسطينيّة، وأعادت القضيّة إلى الصدارة، بعد أن أرادت دول الاستكبار العالمي، ومن ساندها، تجاهل هذه القضية وطمسها، حيث تجلّى ذلك التحوّل في مسيرة المقاومة واضحًا ومذهلًا، ليكون المجاهدون هم أصحاب المبادرة وهم من يقودون المسار التاريخي لهذه القضيّة المقدّسة، ويصنعون فصولها في الحاضر والمستقبل، وينتزعون الانتصارات، ويفرضون معادلات جديدة فيها، وليدفعوا الكيان الغاصب صاغرًا إلى منحدر الهزيمة والإدبار التاريخي المحتوم.
وأكّد العامري أنّ ذلك ظهر في أحاديث كبار مفكّرين ومنظّرين إسرائيليّين ومراكز الأبحاث الصهيونيّة، الذين يؤكّدون عدم إمكانيّة استمرار هذا الكيان الغاصب، مشيرًا إلى أنّ كلّ أكاذيب العدو ومسمّياته الدعائية الزائفة، كمقولة الجيش الذي لا يقهر، ومقولة القبّة الحديديّة، ومقولة التطبيع والتوسع قد تكشّفت.
ورأى أنّ عمليّة «طوفان الأقصى» أبطلت تلك المقولات بعد أن انطلقت تظاهرات الاحتجاج في كلّ أنحاء المعمورة لتعبّر عن رفض أحرار العالم لوجود هذا الكيان اللقيط الذي أصبح رمزًا للجريمة والانحطاط، وفضحت الأوهام والأساطير التي اتخذها العدو غطاءً لطغيانه طيلة العقود الماضية.
وقال العامري إنّ كلّ القوى الاستكباريّة التي تدعم الكيان الصهيونيّ وتسانده أصبحت في دائرة الإدانة والتقريع والرفض، باعتبارها شريكة في النهج الإجرامي، موضحًا أنّ أمريكا والغرب هم الذين يقفون خلف جرائم الكيان الصهيونيّ، ويمدّونه بالمال والسلاح والرجال، وإدارة المعركة، ويقفون أمام كلّ قرار لمجلس الأمن لوقف هذا الإجرام، بينما يتجّه العالم اليوم إلى محاكمة الصهيونيّة ورموزها وفكرها المأزوم، ومحاكمة كلّ الدول الشريرة التي ساندتها بالمال والسلاح والدعم السياسيّ والإعلاميّ، داعيًا إلى إعادة النظر في المنظومة الدوليّة الظالمة التي تحكم العالم حاليًّا.
وشدّد على ضرورة التركيز على درس صمود المقاومة الإسلاميّة في فلسطين الممتد لأكثر من ستة أشهر مقابل الطغيان الصهيوني المدعوم من أمريكا والغرب، قائلًا «إنّه إذ رغم ذلك، لا تزال المقاومة صامدة، وتدير المعركة بكلّ حكمة وحنكة وقوّة، حتى بات الأمريكان يعترفون اليوم إنّ القضاء على حماس هو ضرب من الخيال، بفعل الصمود الأسطوري، الذي قلّ نظيره في العالم، وبفعل العقيدة الراسخة، والإرادة الصلبة، والعزيمة التي لا تلين، وتأييد والتفاف الشعب الفلسطيني حول مقاومته البطلة»، مشيدًا بالمقاومة التي امتدّت إلى بلاد الإسلام العريقة في عقيدتها وانتمائها، حيث بدأت جبهة المقاومة تتسع وتتحفز وتقتحم، فكان موقف العراق، ولبنان واليمن، والدور الكبير للجمهورية الإسلاميّة في إيران المشرّف في نصرة غزة، والاستجابة لاستغاثتها، وهي تواجه آلة الإبادة والتدمير والتجويع، والتهجير القسري.
وتطرّق العامري إلى دور المقاومة العراقيّة في العراق وموقفها المبدئي المتوقع، إذ شاركت في ثورة الحقّ المشرفة لإنقاذ المستضعفين من أهالي غزّة، وردع العدو ومنعه من تنفيذ المذبح الشاملة، ولم تكن صولة العراقيين في مواجهة العدو الصهيوني جديدة أو مستحدثة في تاريخهم الوطني، بل كانت امتدادًا لمسار جهادي متواصل سجّل فيه العراقيّون بصماتهم واضحة منذ المعارك الأولى مع هذا الكيان الغاصب في نهاية العقد الرابع من القرن الماضي، وما زالت أضرحة شهداء الجيش العراقي ماثلة في الأراضي الفلسطينيّة، لافتًا إلى أنّ فتاوى المراجع في العراق كلّها تدعو إلى الجهاد من أجل تحرير فلسطين.
وأكّد أنّ ما يجري اليوم في غزّة من مخطط إجرامي قد كشف حقيقة أمريكا والغرب، وهم الداعمون الحقيقيّون للكيان الصهيوني وجرائمه، وأنّ موقف الشعب العراقي تجاه الاحتلال الأجنبيّ موقف ثابت ومبدئي، إذ يرفض الشعب العراقي كلّ أنواع الاحتلال، وهو ما ظهر في ثورة الـ20، وكذلك تجاه الاحتلال الأمريكيّ للعراق بعد عام 2003، حيث قاوم العراقيّون هذا الاحتلال حتى تحقق الانسحاب الكامل للقوات الأجنبيّة في 31 ديسمبر/ كانون الأول عام 2011، ولكنّها عادت تحت مسّمى مكافحة الإرهاب، معتبرًا أنّ الانحياز الأمريكيّ الغربيّ إلى الكيان الصهيوني في معركة غزّة، جعل العراقيّين أكثر إصرارًا وتأكيدًا على خروج هذه القوّات وتحقيق السيادة الوطنيّة الكاملة.
ووجّه العامري رسالة إلى الفلسطينيّين قائلًا: «يا أهلنا في غزّة.. إنّ قلوبنا مفجوعة بمصابكم، ومحزونة لفقدان الأحبّة، أفواجًا من الشهداء من النساء والأطفال، تعانق أرواحهم الطاهرة أنوار المسجد الأقصى»، وأضاف خاتمًا: «إنّ بيت المقدس يعيش كربلاءه الدامية، وعاشوراءه الحزينة. إنّ ثأركم هو ثأر الله، ولا مفرّ للقتلة الأراذل من غضب الله تعالى. ونحن نواسيكم بأرواحنا ودمائنا، إذ نسمع نداء الموحدين الخالد: هل من ناصر ينصرنا؟ لم يخذلكم شريف مؤمن صاحب بصيرة، بل خذلكم الأنذال والجبناء والمطبّعون».