حيّا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين «زيادة النخالة» أرواح الشهداء في فلسطين وفي كلّ مكان، وبعث سلامه إلى القدس وأهلها وشعب فلسطين المجاهد العظيم، وهو يخوض اليوم معركة من أشرف وأنبل المعارك التي خاضتها الأمّة على مدار تاريخها الطويل من أجل القدس وهي معركة «طوفان الأقصى».
وقال بكلمته في الاحتفال الجماهيريّ «منبر القدس» الذي أقامته اللجنة الدوليّة لإحياء يوم القدس، يوم الأربعاء 3 أبريل/ نيسان 2024، في قاعة رسالات في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، إنّ معركة طوفان الأقصى أتت في سياق جهاد الشعب الفلسطيني لتكون تعبيرًا حقيقيًّا وصادقًا في مواجهة العدوان المستمر الذي لم يتوقف يومًا واحدًا عليه وعلى المقدّسات منذ تأسيس الكيان الصهيوني المجرم حتى اليوم، وحيث يقف الشعب الفلسطيني في غزّة برجاله ونسائه وأطفاله في مواجهة كلّ قوى الشرّ في العالم متمثّلةً بالكيان الصهيوني وداعميه ومؤيديه وعلى رأسهم أمريكا وكلّ أتباعها.
ولفت النخالة إلى أنّ شعب غزّة عانى على مدى أكثر من نصف عام من القتل والمجازر الوحشيّة، وأذهل العالم بصموده وكبريائه وبطولة أبنائه المقاتلين الشجعان الذين يواجهون في الميدان أحدث ما أنتجته صانعة الموت أمريكا من أسلحة وأدوات قتل، ويسيئون كلّ يوم وكلّ ساعة وجوه القتَلة الصهاينة في ميادين المواجهة والقتال، رغم الحصار الصعب والمرير الذي يقتل أهل غزّة وأطفالها من الجوع، ويمنع عنهم مقوّمات الحياة البسيطة.
وقال «اكتشفنا في هذه الحرب أنّ إخواننا العرب والمسلمين لا يستطيعون تقديم شربة ماء للعطشى إلّا بموافقة إسرائيل ومصادقتها، في حين أنّ إسرائيل هذه يتمّ تزويدها بكلّ ما تحتاجه من نفس الدول التي يُمنع عليها تقديم بعض الماء وبعض الطعام لغزّة وأطفالها. لذلك قلنا ونقول، إنّنا نطالب إخواننا العرب أن يعاملوننا كما يعاملون إسرائيل، لأنّ كل ما تحتاجه إسرائيل يأتي إليها من نفس الدول التي تمنع عنّا كلّ شيء».
وأوضح النخالة أنّه لا يسجّل عتبًا هنا، ولكنّ العدو بحلفائه وعلى رأسهم أمريكا وكلّ من معها وهم على بعد آلاف الأميال يقفون مع الكيان الصهيوني القاتل ويمدّونه بكلّ أنواع السلاح وأدوات القتل، مؤكّدًا أهميّة وضرورة وحدة قوى المقاومة ووحدة ساحاتها وجبهتها في مواجهة مشاريع تفتيت المنطقة لصالح المشروع الصهيونيّ، والتي تجسدت بوقوف المقاومة في لبنان وانخراطها في معركة طوفان الأقصى كتفًا إلى كتف مع مقاتلي فلسطين وكذلك أبناء اليمن الذين أبدعوا بحضورهم ومساندتهم لفلسطين وشعبها ومقاومتها، وكذلك أبناء العراق وسوريا.
ونبّه جماهير الأمّة العربيّة والإسلاميّة وأحرار العالم إلى التحدّيات التي تواجهها المنطقة اليوم والتي صارت واضحة وبيّنة، وأنّ معركة طوفان الأقصى قد ميّزت بين الدول، منوّهًا بدور الجمهوريّة الإيرانيّة التاريخي في دعم المقاومة في فلسطين واستمرارها بهذا الدعم على كلّ المستويات، ودورها وتأثيرها في تعزيز وحدة قوى المقاومة وإسنادها.
كما توجّه النخالة بتحيّة إجلال وإكبار لكلّ مجاهدي شعب فلسطين ومقاتليه العظماء الذين أذلّوا قوّات العدو الصهيوني وكسروا هيبته وغطرسته وما زالوا يفعلون، وأيضًا لأهل غزّة ولتضحياتهم التي فاقت وتفوقت على كلّ شعوب الأرض، حيث قدّموا نموذجًا للبشريّة لم يشهده التاريخ من العزّ والإباء والشهامة، ولم يتخلّوا عن قدسهم ووطنهم وكرامتهم ومنحوا أرواحهم لتبقى فلسطين.
هذا وحيّا أيضًا الأهالي في الضفة الغربية الباسلة برجالها ونسائها وشبابها ومقاتليها الشجعان والبواسل الذين يواجهون بإرادتهم الصلبة وكتائبهم المقاتلة وشهدائهم المباركين قوات العدو على مدار الساعة، ويهاجمونهم في كلّ موقع وكلّ مكان، فهم امتداد حقيقي ومتكامل مع أهل غزة ومقاتليها الشجعان.
ودعا أمين عام حركة الجهاد إلى جعل يوم القدس محطة تُعزّز فيها وحدة شعب فلسطين ووحدة مقاتليها ووحدة أهدافهم، مؤكّدًا أنّ غزة باقية بأهلها ومقاومة الأبطال، وستبقى علامةً فارقةً في مسيرة الشعب الفلسطينيّ نحو القدس وستصمد وستقاوم وستنتصر.
ـ