- رأى الأمين العام لحركة النجباء «سماحة الشيخ أكرم الكعبي» أنّ كيان الاحتلال الصهيونيّ أصبح في حالة ضعف شديد، وهو يرتبك في مواجهة مقاوم فلسطينيّ يخرج في الضفة أو القدس، معتبرًا أنّ هروب المستوطنين إلى بلدانهم الأصليّة علامة واضحة على انهيار الكيان.
وقال سماحته بكلمته في الاحتفال الجماهيريّ «منبر القدس» الذي أقامته اللجنة الدوليّة لإحياء يوم القدس، يوم الأربعاء 3 أبريل/ نيسان 2024، في قاعة رسالات في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، إنّ المقاومة الإسلاميّة العراقيّة بكلّ فصائلها المجاهدة لن تتخلّى عن غزّة وأهلها، وإنّ عمليّاتها مستمرّة على مستوطنات الكيان الصهيونيّ في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، وعلى مطاراته ومنشآته وقواعده العسكريّة، لافتًا إلى أنّ يد المقاومة طالت قواعد الكيان الصهيونيّ في الجولان المحتل، وأهدافًا حيويّة قرب البحر الميت، وأسدود، والمستعمرات في حيفا وأم الرشراش أو ما يسميها العدوّ بإيلات، وستطال ما هو أهم وأخطر من ذلك، وفق تعبيره.
وأكّد أنّ العمليّات ستتوسع وستأخذ بعدًا ونوعيّة ووتيرة أعلى، ما دامت الهجمة الوحشيّة على غزّة مستمرّة، لافتًا إلى أنّ المقاومة الإسلاميّة العراقيّة تعتقد بأنّها جزء أساسي ومهمّ وفعّال من محور المقاومة، قائلًا: «منذ بداية الهجمة الصهيونيّة على غزّة تصدّينا وقدّمنا الشهداء والتضحيات في طريق الأقصى، لذلك فإنّ دورنا مفصليّ وأساسيّ في استهداف المواقع الصهيونيّة المحتلّة في الأراضي الفلسطينيّة بالمسيّرات والصواريخ بعيدة المدى، وعندما قلنا أنّنا لن نتخلّى عن القدس ولن نتخلّى عن فلسطين، فإنّ ذلك ليس مجرّد شعارات، إنّما عقيدة ثابتة في خطّنا ومنهجنا».
وشدّد الشيخ الكعبي على أنّ المقاومة العراقيّة لم تتغافل عن الداعم الأساسي للصهاينة، أمريكا الشرّ والإجرام، ولن تتغافل عنه، وفي هذا السياق فإنّها مستمرّة بقرارها بتطهير العراق من دنس المحتلّين.
وقال إنّ المقاومة الإسلامية في العراق ومعها المقاومة في لبنان واليمن وإيران الإسلام سيقفون إلى جانب المقاومة الفلسطينيّة حتى النهاية ولن يهدأوا حتى تحرير القدس وفلسطين، معتبرًا أنّ ما حدث في غزّة والعالم أثبت صواب رؤية سماحة السيّد علي الخامنئي حول زوال هيمنة أمريكا وانهيار الكيان الصهيوني قريبًا، وما يُشاهد اليوم من اقتدار وصمود للمقاومة في العالم هو امتداد لما غرسه الإمام الخمينيّ «قده» منذ 45 عامًا، إذ إنّه عندما أعلن عن يوم عالمي للقدس الشريف في آخر جمعة من شهر رمضان، فإنّه اختار ثلاث مقدّسات للمسلمين، وهي شهر الصيام والجمعة والقدس الشريف، ليستنهض عقيدتهم ويحرّك إسلامهم لأحقيّة القضيّة الفلسطينيّة.
هذا وأعرب الشيخ الكعبي عن أسفه لالتزام غالبيّة الدول الإسلاميّة التفرّج بصمت على المجازر في غزّة، مضيفًا «أمّا الدول العربيّة المطبّعة فلا تفكّر إلّا في مصالح الكيان الصهيونيّ ودعم المحتلّين الغزاة ضد أهلهم وناسهم، وما الجسر البري الذي يحرصون على مده للكيان الصهيونيّ إلّا أوضح دليل على ذلك».
ولفت إلى أنّ الكيان الصهيونيّ أخرج اليوم تعريفًا جديدًا للإنسان والإنسانيّة، وأظهر إلى أيّ مدى ممكن أن تصل الوحشيّة والفظاعة، ففي هذه الحرب أرسلت أمريكا والدول المتحالفة معها للكيان «المسخ» أكثر من 30,000 طنّ من الأسلحة والمتفجرات، فكانت شريكة مع هذا الكيان البشع في جرائمه، فكشفت عن وجهها القبيح للعالم، والذي تحاول أن تغطيه بخداعها بالكيل بمكيالَين وإنزال بعض المساعدات الجويّة على غزّة المحاصرة بسلاحهم ودعمهم، معتبرًا أنّ هذه المساعدات لا تُسمن ولا تغني من جوع، فبعد جرائم الكيان الصهيوني البشعة في غزّة بدعم واضح من أمم المثليّة والانحراف أمريكا والدول الغربيّة المتحالفة معها انكشف للقاصي والداني زيف ادّعائهم حول حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، فما هم إلا وحوش بشرية تفترس كلّ شيء، وتنتهك كلّ الأخلاق والحرمات، وفق تعبيره.
ووجّه الكعبي رسالة للعدو الصهيونيّ وداعمته أمريكا قائلًا: «إنّ استخدام جزء محدود جدًا من سلاح المقاومة خلق تحدّيًا لهيمنتكم، بينما أنتم قمتم بصب كلّ ما في جعبتكم على نساء وأطفال شعب غزّة الأعزل، وبعد مُضي ستة أشهر من الحرب لم تتمكنوا من تركيع غزّة التي كانت محاصرة منذ عقدين لليوم».
وأكّد أنّ الكيان الصهيوني أصبح في حالة ضعف شديد جعلته يرتبك حتى في مواجهة مقاوم فلسطيني واحد يخرج في الضفة أو القدس أو بيت لحم بسلاح فردي، ويهاجم قوّاته الإرهابيّة، موضحًا أنّ هروب العوائل الصهيونيّة المستوطنة في فلسطين، ورجوعهم إلى بلدانهم الأصليّة وقناعتهم بأنّ فكرة الأمن في أرض فلسطين ما هي إلا أكذوبة خدعتهم بها الصهيونيّة العالميّة لجلبهم إلى أرض غير أرضهم، لاحتلالها وتهجير أهلها، وكلّ ذلك وغيره يُعدّ علامات واضحة على انهيار الكيان الصهيونيّ.
وختم الشيخ الكعبيّ كلمته قائلًا: «إنّ غزّة ستنتصر وستداوي جروحها لتعود أقوى من قبل، وستعود القدس وفلسطين لأهلها».