صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يحيّي المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الحضورَ الحاشد لشعبنا الوفيّ في تشييع الشّهيد السّعيد «حسين خليل إبراهيم»، ويشيد بالشّعارات والمواقف المبدئيّة التي صدحَ بها المشاركون في مسيرات التّشييع، والتي أكّدت مرّة أخرى حيويّة الثّورة وثبات هتافها المدوّي بإسقاط الطّاغية حمد رغم كلّ المعاناة والتّحدّيّات الصّعبة. ويضعُ المجلسُ السّياسيّ هذا الواقعَ برسم كلّ القوى الشّريفة في بلادنا، ويدعوها إلى البناء العمليّ والحكيم عليه، فالوقائع الأخيرة تُعطي إشعارًا أكيدًا بأنّ الحراكَ الشّعبيّ في البحرين على استعدادٍ متصاعدٍ لتبديد كلّ أوهام الكيان الخليفيّ وأكاذيبه، وأنّ هذا الشّعب الأبيّ لا يزال قادرًا على إسقاطِ الرّهانات الخاسرةِ وسياسات الحصار، وهو على أهبّةِ الاستعداد، قولًا وفعلًا، لإحداث نقلةٍ أكبر في مسار الانتفاض الشّامل ضدّ القبيلة الباغية في البلاد، وأنّ مرور أكثر من عقدٍ من القمع والقتل والسّجن والتّهجير لم تفتّ من عضده أو تُضعف إرادته الحرّة، وقد كان ارتقاء الشّهداءِ وجريان الدّماء الزّاكية سببًا في المزيد من علوّ صوت الحقّ وضخّ الحياةِ في شرايين ثورة 14 فبراير، وفي إشعالِ الآمال الأكيدة في تحقيق النّصرِ المبين بإذن الله تعالى.
وعلى ضوء ذلك، يسجّل المجلسُ السّياسيّ في هذا الموقف الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- تمثّل حادثة استشهاد «حسين خليل» داخل السّجون الخليفيّة الأسبوع الماضي، وفي ظلّ الظّروف القائمة؛ اختصارًا لطبيعةِ مشهد الصّراع القائم بين الشّعب وكيان العائلة الخليفيّة، فهذا الكيانُ المجرمُ ماضٍ في عدائه الكاملِ للشّعبِ وعدوانهِ الشّرير على وجودهِ وكرامته، وقد تبيّنَ مجدّدًا أنّ حملة العلاقات العامة وأكاذيب «السّجون المفتوحة» و«العقوبات البديلة» إنّما هي ستارٌ آخر لسياسةِ القتل البطيء وتصفية السّجناء السّياسيّين والقادة الرّهائن، وخصوصًا بعد أنّ أجهزَ صمودُ السّجناءِ وقادة الثّورة وبطولتهم على كلّ المحاولات لإضعاف الثّورةِ وإدخال اليأس في نفوس أبناء الشّعب. إنّ هذا المشهد يؤكّد أنّ الصّراع مع الكيان الخليفيّ هو صراعٌ وجوديّ، وليس من سبيلٍ للتّفاوض مع كيانٍ يصرُّ على اجتثاث الشّعبِ ومحو وجوده وثقافته الأصيلة.
2- ندعو إلى استحضار المستجدّات المتتالية التي تشهدها البلاد، بما في ذلك حادثة استشهاد الشّهيد حسين خليل، وما أعقبها من انتفاض شعبيّ وثوريّ داخل السجون وخارجها، ونؤكّد المعنى الذي ذكره سماحة الفقيه القائد آية الله الشّيخ عيسى قاسم (حفظه الله تعالى)، بما في ذلك التشديد على أنّ «العذاب الدّائم» الذي يعانيه شعبنا والسّجناء السّياسيّون ليس له من علاجٍ إلّا استرجاع حقّ الحريّة، وأنّ المسؤوليّة في ذلك «ملقاة على الشّعب والمعارضة، وكلّ ذي دين حقيقيّ أو ضمير»، ونحثّ كلّ قوى المعارضة على اعتبارِ دعوة سماحته رسالةً للتحرُّك العمليّ والجادّ على أرض الواقع، والنّظر إلى ما يجري من اضطهاد ومعاداة للشّعب على أنّه إنذار للمخاطر الجمّة التي يجب مواجهتها بمبادرات سياسيّة وثوريّة واسعة النّطاق.
3- نتوجّه بالتّحيّة إلى الأحبّة السّجناء والرّهائن في سجون الكيان الخليفيّ، ونقفُ أمام صمودهم ومعاناتهم وقفةَ الفخر والاعتزاز، وندعو إلى إظهار هذا الصّمود بكلّ الوسائل، وتقديم سجنائنا الأبطال على أنّهم نماذج غير مسبوقة من ثورة السّجون التي لا تهدأ ولا تستسلم للقيود وظلام الزنازين. إنّنا نؤكّد أنّ الكلمة الأبيّة العليا التي تخترقُ جدران السّجون هي عنوان للنّهضة المستمرّة في البحرين، وأنّ ما يسطّره السّجناء الأحرار من ثباتٍ وعنفوان على مطلبهم في الحريّة غير المشروطة هو درسٌ عظيم في النّضال ومقاومة الاستبداد ويستحقّ التّمجيد والتّعظيم على مستوى العالم كلّه.
4- على أعتاب يوم القدس العالميّ في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، يستعدّ شعبنا العزيز لإحياء هذه الذّكرى، وفي هذا العام على وجه الخصوص، ليكون في ركب «طوفان الأحرار»، وفي طليعة الشّعوب المناصرة لمظلوميّة شعب فلسطين المحتلّة، ودعم مقاومته الباسلة والشّريفة، ونهيب بكلّ أبناء الشّعب للحضور الحاشد في كلّ ساحات البحرين وميادينها، ورفع القبضات الثوريّة في وجه المطبّعين الخونة الخليفيّين، وإعلاء الصّوت الهادر حتى إغلاق وكر التجسّس الصّهيونيّ في المنامة، وطرد القواعد الأجنبيّة من بلادنا البحرين.
5- أحيا شعبنا وكلّ الشّعوب الحرّة الذكرى الثامنة والأربعين ليوم الأرض، بالتّزامن مع استمرار حرب الإبادة الصّهيونيّة ضدّ أهلنا في غزّة الصّامدة، ونجدّد في هذه المناسبةِ احتفاءنا الكبير والمتواصل بعمليّة «طوفان الأقصى» التي أسقطت أوهام الصّهاينة والمطبّعين، مؤكّدين استمرار الوقوف الكامل مع فلسطين ومقاومتها، وحقّ شعبها في مواجهة المشروع الصّهيونيّ وتحرير كلّ حبّة تراب من الأرض المحتلّة، ورفع رايتها في القدس الشّريف، مع الدّعم الكامل للمقاومة الفلسطينيّة في فرض شروطها المحقّة على كيان العدو، والإيقاف الفوريّ للعدوان وحرب الإبادة الجماعيّة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 1 أبريل/ نيسان 2024م
البحرين المحتلّة