يوم الأحد 26 مارس/ آذار، الذكرى السنويّة لإعدام «الشهيد عيسى قمبر»، المناضل الذي استشهد رميًا بالرصاص في العام 1996.
تُذكّرنا هذه الذكرى بروح القوّة والصمود التي أبداها «عيسى قمبر» في وجه الظلم والاضطهاد السياسيّ في تلك المرحلة المضطربة (التسعينيّات) من تاريخ البحرين.
اتّهم الشهيد عيسى قمبر بقتل رئيس العرفاء في وزارة الداخلية «إبراهيم السعيدي» في 22 مارس/ آذار 1995. وبعد عام من اعتقاله ومحاكمته، أصدرت محكمة التمييز حكمًا بإعدامه رميًا بالرصاص.
نُفّذ حكم الإعدام الجائر في ساعات الصباح الأولى، ودُفن الشهيد عيسى في مقبرة الحورة من دون السماح لأهله بتوديعه أو إقامة مراسم تشييع له، حيث حاصرت قوّات الأمن المقبرة في ذاك اليوم، ورفضت الحكومة إقامة مجلس الفاتحة على روحه، محاولةً منها لإخماد الحركة الاحتجاجيّة التي انطلقت بعد اغتيال الشهيد.
لقد أضحى الشهيد عيسى قمبر رمزًا للصمود والنضال الثوريّ، إذ استشهد من أجل الحقوق والعدالة، ولم يسمح للظلم والاضطهاد بكبح إرادته وروحه الحرّة، وعلى الرغم من مضي سنوات على رحيله، لا يزال حاضرًا في قلوبنا وعلى صفحات تاريخ وطننا، يذكّرنا بأهميّة النضال من أجل حريّة الفرد وكرامته.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ للشهيد عيسى شقيقًا لحق به في ركب الشهداء، هو «الشهيد علي قمبر» الذي اعتقل وعانى مضاعفات المرض بسبب التعذيب الوحشي وإهمال العلاج المتعمّد، حتى فقد فرص نجاته، وارتقى في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
في الذكرى الثامنة والعشرين لاستشهاد «المناضل عيسى قمبر»، نؤكّد التزامنا بمواصلة طريق الثورة لنيل حقوقنا المسلوبة، وتحقيق أحلامه بوطن حرّ وكريم، عبر النضال من أجل العدالة والاستلهام من تضحياته الكبيرة قوةً لمواجهة التحدّيات والتغلّب على الظروف الصعبة.
قد تكون تضحية الشهداء صعبة ومحزنة، ولكنّها تجعلنا مدينين للتصدّي للظلم والفساد والقتال من أجل غدٍ أفضل. فلنحتفل بروح الشهداء ولنبقَ على خطاهم، ولنضع بصماتنا في بناء مستقبلٍ أفضل لأجيالنا القادمة.