صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يطيبُ للمجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير أن يتوجّه بالتّحيةِ إلى أمّهات الشّهداءِ والمعتقلين والجرحى والمقاومين في البحرين، تقديرًا لحرائر البحرين، واعتزازًا بصمودهنّ وصبرهنّ على مواجهةِ التّحديّات والانتهاكات الجسيمةِ التي مرّت بها البلاد على مدى أكثر من ثلاثة عشر عامًا.
وننوّه إلى الدّورِ الأساسيّ للمرأة في ثورةِ البحرين، والعطاءات والتّضحيات التي بذلتها، وعلى كلّ المستويات، ونحثّ كلّ القوى والفعاليّات على تقديم الدّعم والتّضامن المعنويّ والماديّ للأسر والعوائل البحرانيّةِ التي تتولاّها نساؤنا المضحيّات، في ظلّ تغييب الآباء والأبناء وفلذات الأكباد في السّجون والمنافي، وأن يُكرَّسَ ذلك من خلال برامج خيريّةٍ وإعلاميّة وتكريميّة على مدار العام، والسّعي لتشكيل هيئاتٍ وطنيّة مخصّصة لذلك، لتكون عنوانًا من عناوين الوفاءِ والحفاظ على تماسك البيئة الاجتماعيّة للثّورة وقواعدها الشّعبيّة.
وفي هذا الموقف الأسبوعيّ، نتوقّف عند العناوين والأحداث الآتية:
1- نعزّي أهلنا الكرام في سترة الأبيّة بمصابهم الجَلل إثر وفاة جدّين بعد احتراق منزلٍ متهالك لا تتعدّى مساحته 150 مترًا مربّعًا ويحوي أربع عوائل بحرانيّة، ونعبّر عن عظيم المواساةِ للعوائلِ المنكوبة التي فُجِعت البحرين كلّها بمصابها الأليم، ونحمِّل السّلطات الخليفيّة مسؤوليّة هذه الحادثة الأليمة، لامتناعها الممنهج عن تأمين السّكنِ الملائم للمواطنين والتّلكؤ لسنواتٍ طويلةٍ في تلبيةِ طلبات الإسكان لأسبابٍ طائفيّة وسياسيّة، في مقابل توفير السّكن والخدمات الأخرى لعشرات الآلاف من المجنّسين المرتزقة والأجانب الموالين للنّظام. وندعو إلى تضامنٍ شعبيّ واسع مع العوائلِ المنكوبة، وإفشال مسعى الكيان الخليفيّ لإخفاء أسبابِ هذه الجريمة ومحاولته المعهودة في استغلال هذه الحوادث لتلميعِ وجهه القبيح.
2- ندعو، بكلّ محبّةٍ وإخلاص، إلى أخذ العِبْرة من حادثةِ سترة الأليمة، وازدياد حِرص الفعاليّات المجتمعيّة والوطنيّة على تصميم خطواتها وبرامجها وفق الاحتياجات الفعليّة لشعب البحرين، بكلّ فئاته ومكوّناته، وبما تتطلبه الثّورة من جهودٍ وإمكانات مكثّفة. وفي الوقت الذي نثمّن فيه كلّ الخطوات التي تشجّعُ على التّكافل الاجتماعيّ خلال شهر رمضان المبارك، وأهميّة تبادل الزّيارات للمجالسِ الرّمضانيّة؛ فإننّا نطلقُ نداء إلى الجميع لإعادةِ تنظيم الأولويّات بناء على الاعتبارات الوطنيّة الجامعة، والنّأي عن أيّ شكل من أشكالِ التّجزئةِ والتّخصيصِ والتّمييز بين شعبنا المضحّي، لأنّ ذلك يضرّ بالحراكِ الشّعبيّ ومطالبه العادلة، ويخدمُ المشروعَ التّقسيميّ الذي يُعوِّل عليه النّظامُ للاستمرارِ في استبداده وفساده.
3- في ظلّ المعاناة المتواصلة التي يواجهها الأحبّة السّجناء السّياسيّون؛ ندعو شعبنا العزيز إلى تخصيص برامج تضامن واسعة معهم ومع القادة الرّهائن خلال النّصف الثّاني من شهر رمضان وليالي القدر العظيمة، مع مواكبة الحراك الاحتجاجيّ الجاري داخل السّجون في مواجهةِ العقوبات الانتقاميّة التي تُمارَس ضدّ السّجناء الأحرار، وإظهار مظلوميّتهم للرّأي العام، وحقّهم الأصيل في الحريّة ودون قيد أو شرط، مع كشف أكاذيب الكيان الخليفيّ وأضاليله التي روّجها خلال السّنوات الماضية تحت مسمّى «العقوبات البديلة والسّجون المفتوحة»
4-نحيّي الحراكَ الشّعبيّ المتواصل خلال شهر رمضان المبارك، وإحياء ذكرى الشّهداء الأبرار، ومن بينهم شهيد الفداء «مصطفى حمدان»، وتجديد العهد للفقيه القائد آية الله الشّيخ عيسى قاسم (حفظه الله تعالى)، ونشيد بالوعيّ الشّعبيّ الذي يصرّ على إقامةِ الصّلوات في مواقع المساجد المهدَّمة، للتّذكير بهذه الجريمة التي تمرّ ذكراها الثّالثة عشرة، في الوقت الذي يناورُفيه الكيانُ الخليفيّ لإخفاء هذا العار الأسود بإعلان افتتاحِ بعض المساجد بالبلاد. إنّ هذا العنفوانَ الشّعبيّ الحيّ يثبتُ مرّة أخرى استعدادَ شعبنا الحرّ لتجديدِ ثورته المباركة، والحفاظ على أهدافها الوطنيّة، وتأكيد طبيعةِ الصّراع الوجوديّ بين شعب البحرين والقبيلة الخليفيّة الغازية.
5- مع اقتراب نصف عامٍ على الحرب البشعةِ والمجازر الجماعيّة التي يرتكبها الكيانُ الصّهيونيّ بحقّ أهلنا في غزّة الأبيّة، وفي ظلّ جرائم الحصار والتّجويع والقتل والتّنكيل المتواصلة، واستهداف المستشفيّات والجرحى والمرضى؛ ندعو شعبنا في البحرين إلى الاستعدادِ الواسع لإحياء يوم القدس العالميّ في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، ونشدّد على ضرورةِ أن يكون هذا اليوم يومًا استثنائيًّا على صعيد تأكيد موقف شعب البحرين، بكلّ انتماءاته وتوجّهاته، في دعم المقاومة الفلسطينيّة الباسلة، ومناهضة التّطبيع واتّفاقات الخيانة، وإغلاق وكر التجسُّس الصّهيونيّ والقواعد الأجنبيّة في المنامة،وإدانة تحالفات النّظام مع القوى الإمبرياليّة، ومشاركته في التّغطيةِ على جريمة الإبادة غير المسبوقة في غزّة.
المجلس السّياسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 25 مارس/ آذار 2024م
البحرين المحتلّة