قال مدير المكتب السياسيّ لائتلاف شباب ثورة 14 فبراير في بيروت الدكتور إبراهيم العرادي إنّ شعب البحرين يعيش ذكرى اعتقال الرموز القادة الثالثة عشرة الذين اعتقلهم النظام الخليفي الفاشي، لكي يعزلهم عن محيطهم وعن شعبهم، وعن كلّ محبيهم في البحرين.
وفي كلمته في المهرجان الخطابيّ الذي نظّمه مركز الإمام الخميني (قدّه) تضامنًا مع هؤلاء الرموز منذ أيّام، أكّد العرادي أنّ اعتقالهم هو فصل من فصول الصراع بين النظام والشعب، وهذا يؤكّد أنّ تاريخ حكّام آل خليفة ضدّ شيعة البحرين بشكل خاصّ، وكلّ المطالبين بالحقوق، هو تاريخ دموي مليء بالقتل والذبح والتهجير والإذلال والإهانة.
ورأى أنّ ذكرى اعتقال الرموز القادة وأسرهم هي أيضًا ذكرى صمودهم، لأنّهم وعلى الرغم من تغييبهم في السجن، لا يزالون في الصفوف الأماميّة كما كانوا، يدافعون عن الشعب والوطن، وقد قدّموا في سبيل ذلك زهرة أعمارهم وشبابهم وكرّسوا حياتهم خدمة لهذا الجيل والأجيال القادمة، وألغوا أنفسهم لكي يعيش الشعب بحريّة، وتحمّلوا التهجير والظلم وإسقاط الجنسية والتعذيب والسجون ولا يزالون.
وشدّد العرادي على أنّ خير ما يقدّم شعب البحرين لهؤلاء الرموز هو الوحدة الوطنيّة الحقيقيّة بين قوى المعارضة، والثبات على الأسس الوطنيّة التي رسخوها، وعدم التنازل عن الحقوق، مستشهدًا بنماذج حيّة من صمود أبناء الشعب أمام عنجهيّة النظام كالشهيد جميل العلي، والشهيد السيّد أحمد الغريفي، والراحل الكبير الشيخ عبد الأمير الجمري، والفقيه القائد الشيخ عيسى قاسم، الذين رفضوا التنازل للنظام الخليفيّ، وكذلك هؤلاء الرموز لم يقدّموا أيّ تنازل بل على العكس فهم من يدعمون الشارع وحراكه، ويدعمون كلّ القوى الثوريّة بكلامهم ودعمهم المعنوي.
وقال العرادي إنّ هذا النظام رأى أيضًا أنّ شعب البحرين وبيئته الحاضنة للثورة لم يتنازلا عن المطالبة بحقوقه ولن يتنازلا مهما هُشم أبناؤه أو غُيّب صوته في الإعلام، ولن يستسلم لحكّام آل خليفة طالما رموز قادة بهذا المستوى موجودون.
وأوضح أنّ حكّام آل خليفة يحاولون من خلال اعتقال الرموز القادة عزلهم ليس فقط جسديًّا عن محيطهم، بل عزلهم معنويًّا ووجدانيًّا وثوريًّا وسياسيًّا عن قاعدتهم السياسيّة، ولكنّه فشل في تحقيق ذلك، إذ إنّ الشعب بكلّ أطيافه يدرك أن لا كرامة له من دون الإفراج عن هؤلاء الأسرى جميعًا: الرموز وكلّ معتقلي الرأي السياسيّين، فالشعب لن يتنازل عن حقوقه، وعن المطالبة بالإفراج عنهم، ويعلم النظام الذي يعيش عقدة 14 فبراير، أنّ هؤلاء الرموز القادة هم من يملكون الشرعيّة الأصليّة لهذا الشعب، وهم حماة الحقّ السياسي، ولهذا حكم عليهم بأحكام مغلّظة، وأخرجهم في بداية اعتقالهم على شاشات التلفاز بصورة حاول من خلالها أن يكسر عزيمة هذا الشعب ومعنوياته، وفشل في تحقيق هذا الأمر أيضًا.
وتطرّق العرادي إلى لقاء المعارضة في الخارج الذي عقد للعام الثاني على التوالي، والذي أعرب المعنيّون من خلاله عن استعدادهم لتكفّل جيل الشباب وتدريبهم على المستوى السياسيّ والإعلاميّ وغيرها، داعيًا هؤلاء الشباب إلى الانخراط أكثر في العمل السياسيّ والإعلاميّ ليكونوا منبرًا لهؤلاء الرموز ولوطنهم.
وبيّن كيف يحاول النظام إعدام الرموز سياسيًّا وجسديًّا عبر القتل البطيء المتعمّد، عبر سياسة الإهمال الطبّي وحرمانهم حقوقهم.
ووجّه مدير المكتب السياسيّ في ختام كلمته رسالة للرموز القادة كلّهم من دون استثناء، قائلًا: «إنّنا ثابتون على عهدكم، لن ننكس الراية، سنبقى نناضل كما ناضلتم، وسنواصل التحدّي في المهجر والداخل، حتى تنالوا حريّتكم، فلا كرامة لنا ولا حقّ سياسيّ من دونكم».