استضاف المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، في مكتبه بالعاصمة اللّبنانيّة بيروت يوم الجمعة 23 مارس/ آذار 2024، وضمن نشاطه السّياسيّ في شهر رمضان المبارك مسؤول العلاقات السّياسيّة في حركة أنصار الله الفلسطينيّة «الأستاذ حربي خليل»، وبحضور جمع من أبناء الجالية البحرانيّة.
تطرّق الأستاذ حربي إلى الوضع الفلسطينيّ، مستهلًّا حديثه بمقدّمة موجزة حول المسار الذي تبلور بعد عمليّة «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر/ تشرين الأوّل من العام الماضي، والتي وصفها بأنّها «استثنائيّة».
وأوضح أنّ معظم الحكومات العربيّة تخلّت عن القضيّة الفلسطينيّة منذ سنوات طويلة، واختارت التّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، مشيرًا إلى أنّ قطار التّطبيع كاد أن يبلغ الذّروة عشيّة عمليّة «طوفان الأقصى»، حيث صدرت إشارات واضحة حول التّمهيد لإعلان التّطبيع الرّسميّ بين النّظام السّعوديّ والكيان الصّهيونيّ، بالإضافة إلى تصعيد العدوّ الصهيونيّ اعتداءاته على المسجد الأقصى، وانتهاك حرمته، والتّضييق على الأسرى الفلسطينيّين وحرمانهم حقوقهم، وذلك في سياق العمل على تصفية القضيّة الفلسطينيّة على نحو شامل، وتكريس احتلاله للأراضيّ الفلسطينيّة كاملة.
وأكّد الأستاذ حربي أنّ هذا المنعطف الخطر من تاريخ الصّراع مع العدوّ كان يستوجب عمليّة واسعة بحجم ما حصل في السابع من أكتوبر 2023م، وذلك لإعادة قضيّة فلسطين وشعبها إلى موقعها الطّبيعيّ، وبما هي القضيّة المركزيّة للأمّة.
وبخصوص نتائج الحرب العدوانيّة الصّهيونيّة على غزّة، وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر؛ ذكر الأستاذ حربي أنّ المقاومة الفلسطينيّة الباسلة أثبتت قدرتها على إمكان إزالة الكيان الغاصب، حيث نجحت في تكريس هذه العقيدة في العقل العربيّ، وأصبح «الجيش الذي لا يُقهر» بعد ما شهده العالم في 7 أكتوبر مجرّد «كيان هشّ وأهون من بيت العنكبوت» كما وصفه سماحة السّيد حسن نصر الله، وسقطت دبابات جيش العدوّ أمام بطولات أبناء المقاومة في غزّة، بعد أن كادت تواصل الزّحف في ذلك اليوم إلى الضّفة الغربيّة.
كذلك أوضح الأستاذ حربي أنّ الحرب العدوانيّة على غزّة أعادت تثبيت محور المقاومة حول القدس والمقاومة في فلسطين المحتلّة، وعزّزت إسنادها عبر جبهات ممتدّة من لبنان والعراق واليمن وإيران، إضافة إلى شعوب المقاومة ودولها الدّاعمة لفلسطين ومقاومتها. وأشار كذلك إلى أنّ هذه الحرب أسهمت في تعرية أنظمة التّطبيع والأنظمة المتآمرة على المقاومة الفلسطينيّة، وكشفت خيانتها المدويّة والفاضحة، كما انكشف زيف مؤسّسة «محكمة العدل الدّوليّة» التي أسهم الكيان الصّهيونيّ في تأسيسها لمحاكمة النازية على المحرقة اليهوديّة المزعومة، لكنّ هذه المحكمة اضطرّت إلى أن تحاكمه على جرائم الإبادة التي يقترفها بحقّ الشّعب الفلسطينيّ، ولكن ضمن حدود فرضتها الهيمنة الأمريكيّة على المحكمة والنظام الدّوليّ.
وفي الختام، قال الأستاذ حربي خليل: إنّنا أمام «تحول جيبوليتيكي في المنطقة، بعد أن أثبتت قوى محور المقاومة جدارتها في خوض معركة وحدة السّاحات وإسناد المقاومة الفلسطينيّة من جبهات عدّة»، حيث دفعت بالعدو الصّهيونيّ ومن خلفه الشّيطان الأمريكيّ إلى فتح باب التفاوض مع إيران وحزب الله وأنصار الله والحشد الشعبيّ، على أمل وقف جبهات الإسناد، ولكن ظلّ المحور ثابتًا على موقفه بعدم وقف جبهات الإسناد من دون وقف القتل والحرب في غزّة، وفق تأكيده، مضيفًا «هذا عنوان قوّة سينتج عنه نهضة مهمّة للمحور على مستوى المنطقة في المستقبل القريب بإذن الله تعالى».