أكّد المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير مضامين خطاب رئيس الشورى بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ولا سيّما رسالته المؤكّدة سيادة البلاد وإحياء «اليوم الوطني لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين»، وتوقّف عند ذكرى اعتقال الرموز القادة، معربًا عن وفائه لجهادهم الكبير وثباتهم الأسطوريّ.
ورأى في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 18 مارس/ آذار 2024 أنّ صمود الرموز داخل السّجون هو العنوان الأكبر لاستمرار الثّورة وانتصارها على المعاناةِ والمؤامرات، حيث قدّموا بتضحياتهم وعطاءاتهم خزّانًا هائلًا من البطولةِ والفداء الذي ألهمَ الشعب والشباب الثّوريّ، ومهّد الطريقَ لاستمرار الحراك الشّعبيّ وتماسُك قوى المعارضة وتسديد نضالها من أجل الحريّة والكرامة وتقرير المصير.
وأكّد المجلسُ السّياسيّ أنّ حلم البحرانيّين بإقامة دولةٍ دستوريّة شعبيّة كاد يتحقّق في العام 2011 لولا القرار الأمريكيّ – السّعوديّ بإرسال قوّات درع الجزيرة لتدمير مقرّ الاعتصام الشّعبيّ (ميدان الشهداء) وارتكاب أفظع الجرائم بحقّ الشّعب، حيث اجتاحت قوّاتُ آل سعود البحرينَ وهاجمت دوّار الشهداء (اللؤلؤة) ومناطقَ البلاد بهدف الانقضاض على الاعتصام الجماهيريّ في الدوّار، والتّظاهرات العارمة الدّاعية إلى إسقاط نظام الفساد والاستبداد، مؤكّدًا أنّ البحرين أضحت ساحةً محتلّة من قوى إقليميّةٍ ودوليّة وجودها غير شرعيّ ومعادٍ للشعب، ولا سيّما مع انتشار الوجود الصّهيونيّ ومقرّات التجسّس الأجنبيّة، وهو ما يعطي الشعب حقّ مقاومتها.
ولفت إلى أنّ الطاغية حمد، وعلى الرغم من أنّه أصبح «ملكًا كرتونيًّا»، لا اعتبار له ولقبيلته الغازية؛ فإنّه لا يزال يسعى لتقديم صورةٍ كاذبةٍ عن واقع البحرين السّياسيّ والاجتماعيّ، حيث أقامَ حفلًا لاستقبال رؤساء البعثات الدّبلوماسيّة في البلاد، وارتشاء مواقف حكوماتهم بكلماتٍ مضلّلة وخادعة، والتّغطية على الأزمات المأساويةِ التي ترزحُ فيها البلادُ منذ أكثر من ثلاثة عشرة عامًا.
ووضع المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير اللّقاءَ الأخير الذي جمعَ رئيسَ حكومة الكيان الخليفيّ مع وزير الخارجيّة الأمريكيّ في إطار سياسةِ التّبعية الكاملة التي ينخرط فيها آلُ خليفة لتنفيذ الأجندة العدوانيّة والاستعماريّة للإدارة الأمريكيّة في فلسطين المحتلّة وعموم المنطقة، معتبرًا أنّ هذه اللّقاءات تندرجُ ضمن هرولة الخليفيّين المحمومة للحصولِ على وعودٍ إضافيّة لحماية وجودهم غير الشّرعيّ في ظلّ اشتداد مخاوف حكّام المنطقة الطّغاة جرّاء ما تمخّضت عنه معركة طوفان الأقصى البطوليّة، وانكشاف عمالة الحكّام للمشروع الأمريكيّ الصّهيونيّ، ورفض الشّعوب لاستمرار حكمهم البغيض، مشدّدًا على أنّ استمرار شعب البحرين، مع بقية الشّعوب في إعلاء الصّوت ضدّ التّطبيع ومقاومة التّبعيّة للمشاريع العدوانيّة، والنّصرة لغزّة وصمود شعبها الأبيّ ومقاومتها البطوليّة؛ هو الخيارُ الشّريف الذي سيجذّر المفاصلة مع هذه الأنظمة العميلة ويُعرّيها أمام الجميع، حتّى بلوغ مرحلة الحسم وإزاحتها عن طريقِ الشّعوب وتطلّعاتها في الحريّة والسّيادة.
واستهجن العلاقات العسكريّة المريبة التي يقيمها الكيانُ الخليفيّ مع قيادات الجيش الباكستانيّ، حيث رأى انّها تكشفُ ديمومة تغذية الجهاز الأمنيّ والعسكريّ في البحرين بالمرتزقة الأجانب، وتدريبه على وسائل القمع والترصُّد للحراك الشّعبيّ، جنبًا إلى جنب التدريبات والاستشارات الأمنيّة التي يوفّرها البريطانيّون والأمريكيّون والصّهاينة، والتي تسبّبت في إنهاك ميزانيّة الدّولة وتعميق العسكرة في البلاد وربطها بالأحلاف المعادية.
وحثّ المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير القوى الوطنيّة الشّريفة على تسليط الضّوء على هذه القضيّة الخطرة والنّظر إليها بجديّة في إطار النّضال الوطنيّ المتواصل في البلاد.
وجدّد تضامنه ونصرته للمعتقلين السياسيّين في سجون الكيان الخليفيّ، معلنًا وقوفه الكامل مع ثورتهم داخل السّجون في مواجهة المعاناة الممنهجة التي يتعرّضون لها ومنعهم من حقوقهم الطّبيعيّة في الرّعاية الصّحيّة وممارسة حريّاتهم الدّينيّة، فضلًا عن حقهم الثّابت في الحريّة الكاملة ومحاسبة المتورّطين في الانتهاكات داخل السّجون. كما استنكر استمرار المحاكم الصّوريّة وإصدار أحكام ظالمة بحقّ الشباب، انتقامًا من مواقفهم السّياسيّة المعارضة للاستبداد، وإصرارهم على نصرة غزّة ومناهضة التّطبيع والتّنديد بالعدوان الصّهيونيّ المجرم.