صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يؤكد المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير مضامين خطاب رئيس الشورى بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ولا سيّما رسالته المؤكّدة سيادة البلاد وإحياء «اليوم الوطني لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين»، ويتوقّف على وجه الخصوص عند ذكرى اعتقال الرموز القادة، ويسجّل أعظمَ عبارات الوفاء لجهادهم الكبير وثباتهم الأسطوريّ، فصمودهم داخل السّجون هو العنوان الأكبر لاستمرار الثّورة وانتصارها على المعاناةِ والمؤامرات، وقد قدّموا بتضحياتهم وعطاءاتهم خزّانًا هائلًا من البطولةِ والفداء الذي ألهمَ شعبنا وشبابنا الثّوريّ، ومهّد الطريقَ لاستمرار الحراك الشّعبيّ وتماسُك قوى المعارضة وتسديد نضالها من أجل الحريّة والكرامة وتقرير المصير.
ويسجّل المجلسُ السّياسيّ في هذا الموقف الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- في مثل هذه الأيّام من العام 2011 تمرّ على شعبنا ذكرى أخطر تدخُّل عسكريّ عدوانيّ منذ احتلال البلاد على يد آل خليفة في العام 1783م، حيث اجتاحت قوّاتُ آل سعود البحرينَ وهاجمت دوّار الشهداء (اللؤلؤة) ومناطقَ البلاد بهدف الانقضاض على الاعتصام الجماهيريّ في الدوّار، والتّظاهرات العارمة الدّاعية إلى إسقاط نظام الفساد والاستبداد، حيث كاد أن يتحقّق حلمُ البحرانيّين بإقامة دولةٍ دستوريّة شعبيّة لولا القرار الأمريكيّ – السّعوديّ بإرسال قوّات درع الجزيرة لتدمير مقرّ الاعتصام الشّعبيّ (ميدان الشهداء) وارتكاب أفظع الجرائم بحقّ الشّعب. ونؤكّد أنّ البحرين أضحت ساحةً محتلّة من قوى إقليميّةٍ ودوليّة، ونعدّ وجودَها غير شرعيّ ومعاديًا لشعبنا، ولا سيما مع انتشار الوجود الصّهيونيّ ومقرّات التجسّس الأجنبيّة، ونرى أنّ من حقّ شعبنا مقاومة هذه الاحتلالات وبكلّ السّبل المشروعة.
2- بالتّزامن مع الذّكرى المشؤومة للغزو السّعوديّ للبحرين في مارس من العام 2011، ومصادرة قرارها السّياديّ، وتحويل الطّاغية حمد إلى «ملك كرتونيّ»، لا اعتبار له ولقبيلته الغازية؛ فإنّ هذا الطّاغية لا يزال يسعى لتقديم صورةٍ كاذبةٍ عن واقع البحرين السّياسيّ والاجتماعيّ، حيث أقامَ حفلًا لاستقبال رؤساء البعثات الدّبلوماسيّة في البلاد، وارتشاء مواقف حكوماتهم بكلماتٍ مضلّلة وخادعة، والتّغطية على الأزمات المأساويةِ التي ترزحُ فيها البلادُ منذ أكثر من ثلاثة عشرة عامًا. إنّ هذه المراوغة المفضوحة لم تنطلِ على شعبنا في أيّ يوم من الأيام، فهو يُدرك أنّ الطّاغية يتجرّع الهزيمة والعارَ، ولا يجد مناصًا للحفاظ على عرشه الدّمويّ إلّا بمزيدٍ من الفساد والاستبداد والخيانة، وهو بذلك يسرّعُ من سقوطه المحتوم، وبإذن الله العزيز الجبّار.
3- نضع اللّقاءَ الأخير الذي جمعَ رئيسَ حكومة الكيان الخليفيّ مع وزير خارجيّة الشّيطان الأمريكيّ في إطار سياسةِ التّبعية الكاملة التي ينخرط فيها آلُ خليفة لتنفيذ الأجندة العدوانيّة والاستعماريّة للإدارة الأمريكيّة في فلسطين المحتلّة وعموم المنطقة، كما أنّ هذه اللّقاءات تندرجُ ضمن هرولة الخليفيّين المحمومة للحصولِ على وعودٍ إضافيّة لحماية وجودهم غير الشّرعيّ في ظلّ اشتداد مخاوف حكّام المنطقة الطّغاة جرّاء ما تمخّضت عنه معركة طوفان الأقصى البطوليّة، وانكشاف عمالة الحكّام للمشروع الأمريكيّ الصّهيونيّ، ورفض الشّعوب لاستمرار حكمهم البغيض. ونشدّد على أنّ استمرار شعبنا في البحرين، مع بقية الشّعوب في إعلاء الصّوت ضدّ التّطبيع ومقاومة التّبعيّة للمشاريع العدوانيّة، والنّصرة لغزّة وصمود شعبها الأبيّ ومقاومتها البطوليّة؛ هو الخيارُ الشّريف الذي سيجذّر من المفاصلةِ مع هذه الأنظمة العميلة ويُعرّيها أمام الجميع، حتّى بلوغ مرحلة الحسم وإزاحتها عن طريقِ الشّعوب وتطلّعاتها في الحريّة والسّيادة.
4- نستهجن العلاقات العسكريّة المريبة التي يقيمها الكيانُ الخليفيّ مع قيادات الجيش الباكستانيّ، وخاصة من جانب ما يُسمّى بالحرس الوطنيّ، وهي علاقات تكشفُ ديمومة تغذية الجهاز الأمنيّ والعسكريّ في البحرين بالمرتزقة الأجانب، وتدريبه على وسائل القمع والترصُّد للحراك الشّعبيّ، جنبًا إلى جنب التدريبات والاستشارات الأمنيّة التي يوفّرها البريطانيّون والأمريكيّون والصّهاينة، والتي تسبّبت في إنهاك ميزانيّة الدّولة وتعميق العسكرة في البلاد وربطها بالأحلاف المعادية. ونحثّ القوى الوطنيّة الشّريفة على تسليط الضّوء على هذه القضيّة الخطرة والنّظر إليها بجديّة في إطار النّضال الوطنيّ المتواصل في البلاد.
5- نجدّد تضامننا ونصرتنا للأحرار في سجون الكيان الخليفيّ، ونعلنُ وقوفنا الكامل مع ثورتهم داخل السّجون في مواجهة المعاناة الممنهجة التي يتعرّضون لها ومنعهم من حقوقهم الطّبيعيّة في الرّعاية الصّحيّة وممارسة حريّاتهم الدّينيّة، فضلًا عن حقهم الثّابت في الحريّة الكاملة ومحاسبة المتورّطين في الانتهاكات داخل السّجون. كما نستنكر استمرار المحاكم الصّوريّة وإصدار أحكام ظالمة بحقّ شبابنا الغيور في البحرين، انتقامًا من مواقفهم السّياسيّة المعارضة للاستبداد، وإصرارهم على نصرة غزّة ومناهضة التّطبيع والتّنديد بالعدوان الصّهيونيّ المجرم.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 18مارس/ آذار 2024م