ترصد الذاكرة البحرانيّة خلال هذه الأيّام حدثًا مشؤومًا، إذ يصادف اليوم ذكرى دخول قوّات المحتلّ السعوديّ إلى البحرين وما رافقه من حملات قمع وقتل واعتقالات.
لقد كانت هذه الأحداث تلك اللحظة السوداء في تاريخ البحرين، حيث تعرّض أبناء الشعب البحرانيّ السلميّ لاستخدام القوّة والقمع لمنع احتجاجاتهم الحقّة ومطالبهم العادلة بحقّ تقرير المصير.
يوم الثلاثاء 15 مارس/ آذار 2011، أعلن الديكتاتور حمد الخليفة حالة الطوارئ لمدّة ثلاثة أشهر، وتمكّنت قوّات الاحتلال السعوديّة والإماراتيّة من الدخول إلى البحرين وتصعيد حملتها لقمع الثورة البحرانيّة. وكانت منطقة سترة إحدى أولى المناطق التي تعرّضت لهجمات القوّات المحتلّة، حيث ارتكبت مجزرة أدّت إلى استشهاد ثلاثة شهداء بينهم «الشهيد المقاوم أحمد فرحان»، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
في اليوم التالي، الأربعاء 16 مارس/ آذار 2011، فضّ اعتصام ميدان الشهداء (اللؤلؤة) بقوّة عسكريّة هائلة، حيث قطعت شبكة الاتصالات واقتحمته القوّات المحتلّة بغطاء جويّ، ما أسفر عن سقوط المزيد من الشهداء والمئات من الجرحى، وخضع مجمع السلمانيّة الطبيّ لحصار محكم إذ منع الدخول إليه والخروج منه لمنع علاج الجرحى، كما عُطّلت حركة المواطنين ومنعوا من التنقّل بحريّة في جميع أرجاء البحرين.
بعد ذلك بيوم واحد، أي الخميس 17 مارس/ آذار 2011، شهدت البحرين حملة اعتقالات واسعة استهدفت الأطبّاء والمهندسين والأساتذة وعلماء الدين، إضافة إلى شريحة واسعة من المواطنين، وكان في طليعة هؤلاء «الرموز القادة»، في محاولة لإسكات الأصوات التي تطالب بالحريّة والعدالة وحقّ تقرير المصير.
تلك الأحداث المؤلمة لن تنساها أبدًا قلوب البحرانيّين ولن تُمحى من ذاكرتهم، فقد فقدوا أحبّاءهم وأصدقاءهم بسبب القمع الوحشيّ والعنف.
في هذه الأيام، يستحضر البحرانيّون ذكرى تلك الحقبة المظلمة بكلّ حزن وألم، ويُصرّون على تمسّكهم بحقّهم العادل في الحريّة والكرامة وحقّ تقرير المصير.
يستحقّ الشعب البحرانيّ العيش في بلده بأمان وسلام وحريّة تامّة إسوة بباقي الشعوب، ما يُلزم المجتمع الدوليّ بالوقوف معه ودعمه في نضاله العادل من أجل الحقوق الأساسيّة والعدالة.
أملنا أن يأتي اليوم الذي تستعيد فيه البحرين حقوقها المغتصبة وتحقّق العدالة لضحايا القمع والقتل.