صدر عن ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بيان في الذكرى الثالثة عشرة للاحتلال السعوديّ- الإماراتيّ للبحرين، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُ
ونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} تحلّ اليوم الرابع عشر من شهر مارس المقاومة الذكرى الثالثة عشرة لدخول قوّات الاحتلال السعوديّ – الإماراتيّ الغازية لأرضنا العزيزة، مستترة بعنوان «درع الجزيرة» وبضوء أخضر أمريكيّ – بريطانيّ، وبتنازل تامّ عن السيادة الوطنيّة من النظام الخليفيّ؛ الأمر الذي يشكّل وصمة عار كبيرة تضاف إلى التاريخ غير المشرّف للعائلة الخليفيّة الحاكمة جورًا في البحرين، وقد جاء هذا التنازل المذلّ حينما اهتزت أركان الحكم الخليفيّ بفعل ثورة 14 فبراير المجيدة وعلوّ صوت الشعب ومطالبته بحقّه في تقرير مصيره.
وتتزامن هذه الذكرى المشؤومة مع «اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين»، التي تصادف غدًا في يوم الجمعة الأوّل من شهر رمضان المبارك، وهو اليوم الذي اتّخذه شعب البحرين يومًا وطنيًّا ومشروعًا استراتيجيًّا للعمل عليه حتى تحقيق أهدافه؛ إذ إنّ هذه القاعدة المشؤومة لطالما غطّت على جرائم النظام الخليفيّ، بل كانت مشاركة معه في أغلبها، كما أنّها إحدى الركائز التي تعتمد عليها الإدارة الأمريكيّة لتعزيز وجودها العسكريّ في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط بهدف تحقيق أطماعها الاستراتيجيّة والاقتصاديّة، ودعمها الكيان الصهيونيّ وضربها دول محور المقاومة.
إنّ واقع الأزمة السياديّة التي تعيشها البلاد يكشف بوضوح أنّ نظامَ آل خليفة لا يزال يخضعُ لإملاءاتٍ ورهاناتٍ وتدخّلاتٍ خارجيّة تضرّ بسيادةِ الوطن واستقلاله على نطاقٍ واسع ومدمّر، بل تعرّضه للخطر المحدق من قوى وازنة ومقتدرة في المحيط الدوليّ والإقليميّ، كما أنّ هذه التبعيّة وبيع السيادة يعزلان البحرين عن محطيها العربيّ والإسلاميّ.
لقد برهنت العائلة الحاكمة في البحرين طوال هذه السنوات من الانصياع والارتهان لقوى الاستكبار أنّ السيادة الوطنيّة لا تهمّها البتة بقدر ما يهمّها الحفاظ على عرشها ومصالحها، وإن عنى ذلك بيع الوطن والمواطن، بل وإن عنى ذلك بيع الدين والعروبة والقيم، وقد أكّدت ذلك بما لا يدع مجالاً للشكّ فيه عبر تطبيع العلاقات مع العدوّ الصهيونيّ وفتح جميع الإمكانات له على أرضنا للانطلاق بمشاريعه الخبيثة التخريبيّة في المنطقة، ضاربة بعرض الجدار الإجماع الوطنيّ على رفض هذا التطبيع الإجراميّ.
إنّنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير نقف وقفة إجلال واحترام لكلّ من ضحّى وقاوم هذا الغزو السعوديّ والإماراتيّ طوال العقد الماضي، ونترحّم على شهداء مجزرة ذلك اليوم وجميع شهدائنا الأبرار، ونؤكّد أنّ مقاومة الغزو والاحتلال بالوسائل الممكنة والمتاحة أمر مشروع في جميع الأعراف والديانات، ولهذا، وانطلاقًا من ثوابت الدفاع عن الأرض والوطن والمقدّسات، نقول إنّ لشعب البحرين الحقّ الكامل في مقاومة الاحتلال السعوديّ – الإماراتيّ حتى دحره، وله الحقّ الكامل بحكم سيادته بالعمل على طرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين.
كما أنّنا ندعو في سياق تزامن ذكرى الاحتلال المشؤومة مع اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة إلى مزيد من العمل والخطوات الفعّالة في مقاومة كلّ احتلال لأرضنا، والإصرار على تحريرها من أيّ وجود عسكريّ دخيل مهما تخفّى بعناوين مختلفة، فلا يمكن أن نتجاهل ما يجري على إخوتنا في فلسطين وحرب الإبادة الوحشيّة في غزّة برضا سعوديّ – إماراتيّ ودعم أمريكيّ، وهو ما يجعل من مقاومة هذين الاحتلالين واجبًا وطنيًّا على كلّ فرد فينا، وكلّ من موقعه.
ختامًا، تحيّة عزّ وفخر لشعبنا الأبيّ على صموده الكبير وتضحياته الجسام وعلى إصراره على عدم التنازل عن حقّه بالحريّة وتحرير أرضه وتمسّكه بقضيّة الأمّة المركزيّة «فلسطين»
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وثبّت لنا ولهم قدم صدق عندك يا كريم.
ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الخميس 14 مارس/ آذار 2024م
البحرين المحتلّة