وجّه رئيس مجلس الشّورى في ائتلاف شباب ثورةِ 14 فبراير عدّة رسائل في خطابه السّنويّ استقبالًا لشهر رمضانَ المباركِ الذي يعدّ إحدى المحطّات المهمّة التي يتطرّق فيها رئيس الشورى إلى قضايا مفصليّة محليّة وخارجيّة.
خصّص رئيس الشورى مقدّمة خطابه لشهر رمضان المبارك، وإبراز أهميّته الكبرى، داعيًا المسلمين إلى استغلاله قدر الإمكان للتنعّم بضيافة الله تعالى والتزوّد من خيراته وبركاته التي لا تحصى ولا تعدّ، فكانت الرسالة الأولى للأمّة الإسلاميّة التي حثّها على تكثيف البرامج الرمضانيّة والأمسيات القرآنيّة والأنشطة الثقافيّة وأيّ مشاريع تواجه مشاريع اللهو والفساد وكلّ ما هو دخيل على الإسلام والهويّة الأصيلة، وهي السبل التي يأتي منها العدوّ لتخريب المجتمعات بهدف السيطرة عليها والتحكّم بها.
الرسالة الثانية كانت للدول العربيّة المطبّعة مع الكيان الصهيونيّ، شديدة اللهجة ومباشرة وصريحة، فحكّام هذه الدول التي طبّعت مع الكيان الصهيونيّ برعاية أمريكيّة إنّما طبّعوا ظنًّا منهم أنّ الأمريكان وحليفهم الصهيونيّ سيحمون عروشهم ويحفظون مناصبهم، وهذا ليس إلا وهمًا ناتجًا عن جهل منهم وإمعان في باطلهم، فأمريكا غير قادرة على حماية نفسها في البحرين «الأحمر والعربيّ» إذ تئنّ تحت ضربات القوّات المسلّحة اليمنيّة، والكيان الصهيونيّ الذي يرتكب إبادة جماعيّة في غزّة بدعم من أمريكا والدول الغربيّة غارق في مأزق كبير بعد فشله في تحقيق أيّ من أهداف حربه التي أعلنها منذ أكثر من 5 أشهر، وأوّلها استعادة أسراه والقضاء على حركة حماس، فهو مهزوم أمام المقاومين والمجاهدين في فلسطين ومحاور قتالها ومآله الاعتراف بهزيمته لتعود فلسطين حرّة لأهلها، فأيّ حماية يرجوها هؤلاء الحكّام الذين تخلّوا عن عروبتهم وعن أرض الإسراء والمعراج؟
ولأنّ إرادة الشعوب في المنطقة تتعارض مع إرادة الأنظمة، وجّه رئيس مجلس شورى ائتلاف 14 فبراير رسالة خاصّة لها، أكّد فيها أنّ الاستقرار في المنطقة لا يكون إلّا بخروج الاحتلال منها، ووقف الإبادة الجماعيّة التي يرتكبها الكيان الصهيونيّ في غزّة، بل أكثر من ذلك إلغاء اتفاقيّات التطبيع التي تمكّن هذا العدوّ أمنيًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا، ولفت إلى أنّ الشعوب لا يمكنها أن تتعايش مع من يريد لها شرًّا ومع كيان أرعن وغاصب، غرضه من التطبيع سرقة البلدان وخيراتها والقضاء على إسلامها وترويج الباطل في أرضها، وهنا يأتي دور الشعوب الحرّة المؤمنة المجاهدة الغيورة على دينها والحريصة على أوطانها، لتجاهد وتقاوم حتى إنهاء هذه الاتفاقيّات الخائنة، وعلى الأنظمة أن تنصاع إليها وتستجيب لمطالبها الحقّة، وكلّ القضايا مردّها إلى فلسطين ففي حريّتها حريّة المنطقة أجمعها.
كانت الرسالة الأخيرة لشعب البحرين، حيث نوّه رئيس مجلس الشورى إلى ما يعانيه هذا الشعب تحت حكم النظام الخليفيّ الجائر من اعتقال لأبنائه أو طردهم وإسقاط جنسيّتهم واستبدالهم بأجانب من بيئات معادية لكلّ القيم والمبادئ المجتمعيّة المتأصّلة فيهم، محذّرًا هنا من نتيجة هذا الفعل السلبيّة على النسيج الاجتماعيّ والتي تهدّد بنيانه وتخلق الأزمات المختلفة والمتنوّعة في المجتمع، فمن أزمة المعيشة والبطالة، إلى أزمة انعدام الأمن والاستقرار المرتبطة بالمجنّسين الغرباء البعيدين عن روح المواطنة، إلى الفساد الأخلاقيّ الناتج عن الفوضى والانفلات والإجرام منهم، وكلّ هذا سيؤثر في هويّة البلاد على المدى البعيد، والنظام الخليفيّ غير آبه بذلك.
وتوقّف رئيس مجلس الشورى في الائتلاف عند التحالفات التي يدخل بها النظام والاتفاقيّات مع أعداء الأمّة، حيث أكّد أن لا سلام ولا أمان مع التطبيع ووجود وكر التجسّس الصهيونيّ في المنامة والقواعد الأجنبيّة على أرض البحرين، داعيًا إلى إحياء «اليوم الوطنيّ لطرد القاعدة الأمريكيّة من البحرين» عبر مقاومة هذا الوجود بما يتاح لأبناء الشعب من وسائل لأنّه يشكّل خطرًا حقيقيًّا على البلد وأهله، خصوصًا مع اقتران هذا الوجود بالتحالف مع الكيان الصهيونيّ الذي لا يعرف دينًا ولا أخلاقًا ولا قوانين عرفيّة ولا معاهدات دوليّة.
وختم رئيس مجلس الشورى في ائتلاف 14 فبراير خطابه بما بدأ به، أيّ شهر رمضان المبارك ليؤكّد أنّه شهر الجهاد والمقاومة، وعلى المسلم في هذا الشهر الفضيل أن يقاوم عدوّه الداخليّ ذاته الأمّارة بالسوء، وأعداءه الخارجيّين الذين يحاربونه في دينه وحريّته ووجوده وهويّته.