أقام المجلس السّياسي في ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير ضمن «منبر البحرين».. ندوة سياسيّة تحت عنوان: «قادة الثّورة المعتقلون.. ثلاثة عشر عامًا من الصّمود والتّحدي»، وذلك في الذّكرى 13 لاعتقال قادة الثّورة.
شارك في هذه الندوة نائب الأمين لجمعيّة العمل الإسلاميّ «سماحة الشيخ عبد الله الصالح»، والقياديّ في تيّار الوفاء الإسلاميّ «سماحة السيد مرتضى السندي»، وأمين عام حركة أحرار البحرين «الدكتور سعيد الشهابي»، وأدارها مدير المكتب السياسيّ لائتلاف 14 فبراير «الدكتور إبراهيم العرادي».
افتتح العرادي الندوة برسالة خاصّة من المعتقلين السياسيّين تفيد ببدئهم اعتصامًا سلميًّا احتجاجًا على سياسة العزل التي تعتمدها إدارة السجن انتقامًا منهم.
السيّد السندي طمأن الشعب على صحّة الرمز المعتقل «الأستاذ عبد الوهاب حسين»، ونقل تحيّاته لقوى المعارضة وللشعب، وقال إنّ تاريخ الرموز القادة القابعين في سجون النظام يعود إلى ما قبل 14 فبراير 2011 بسنوات، أي منذ بداية الحركة الإسلاميّة في البحرين والتي من رموزها «الدكتور سعيد الشهابي وسماحه الشيخ عيسى قاسم والأستاذ عبد الوهاب حسين وفضيلة الشيخ عبد الجليل المقداد والأستاذ حسن مشيمع» الذين كان لهم دور كبير في الحركة منذ نشأتها إلى الثمانينيّات والتسعينيّات وهي الحقبة التي شهدت توقيع العريضة النخبويّة وانتفاضة الكرامة وصولًا إلى قضيّة الميثاق التي يريد أن يحتفل به الطاغية والمجرم «حمد بن عيسى الخليفة».
وقال سماحته إنّ بعض الرموز كأمثال «الدكتور عبد الجليل السنكيس والأستاذ عبد الهادي الخواجة وسماحة الشيخ محمد حبيب المقداد» قد لا يعرفهم الكثير من شباب اليوم الذين كانوا صغارًا عند اندلاع شرارة الثورة، ولكن لا يمكن فصل تاريخ الرموز القديم عن تاريخهم الحديث، فتاريخهم ممتدّ في الصراع مع الخليفيّين ولهم تاريخ كبير في نضال الشعب البحرين وهم جزء منه، وهم أيقونة للصامدين والثابتين الذين قدّموا أغلب عمرهم في مقارعة الظلم والمنافي والسجون، وكلّ رمز من هؤلاء الرموز له قصه طويلة تحكي معاناه وطن، وتحكي جراحات أثخنت الشعب البحرينيّ.
وأضاف السيّد السندي «لهؤلاء الرموز دين في أعناقنا بين الوفاء لهم ومناصرتهم ودعمهم ومساندتهم والدفاع عنهم، وأن نثبت على المطالب التي سجنوا من أجلها وما زالوا يضحّون ومستمرّين في التضحيات من أجل هذه المطالب».
الشيخ عبد الله صالح أكّد أنّ الرموز لم يعتقلوا لذنب أو جريمة اقترفوها بل اعتقلهم النظام لأنّهم يطالبون بمطالب شعبهم ورفضوا التنازل، فحوكموا وتعرّضوا لانتهاكات جمّة من التعذيب الوحشيّ إلى الضغط عليهم نفسيًّا وحرمانهم العلاج ومنعهم من الزيارة، ضمن سياسة القتل البطيء المتعمّدة.
وشدّد سماحته على أنّ هؤلاء الرموز هم من طلائع المجاهدين، ولهم تاريخ طويل في النضال، وتشهد لهم البحرين في كلّ المجالات: السياسيّة، الثقافيّة، الدينيّة، التربويّة، التوعويّة، حتى صاروا نماذج جهاديّة للأجيال.
الدكتورسعيد الشهابيّ من جهته أكّد أنّ هؤلاء الرموز هم قادة عظماء، ومن أكثرهم التزامًا سياسيًّا ودينيًّا، وقال إنّ النظام الخليفيّ يصرّ على إبقاء الرمزين الأستاذين «عبد الوهاب حسين وحسن مشيمع» معتقلين انتقامًا منهما على ما لقياه من استقبال مهيب عام 2001 حين عانقا الحريّة من سجون النظام، وحين نادى المتظاهرون خلفهما في العام 2011 بشعار «يسقط حمد».
ورأى أنّ احتفال حمد باليوبيل الفضّي لحكمه الجائر لا يمنع أنّ الشعب يكنّ له الكراهية والمقت، فلا قيمة لاحتفالاته المبهرجة والمتباهية، بل إنّ الرموز وهم يعيشون في زنازين ضيّقة وطوامير التعذيب شامخون ولهم على كلّ لسان دعوة حسنة، وأضاف الشهابي أنّ بقاء الرموز مسجونين لـ13 عامًا حتى الآن يؤكّد أنّ حمد يريد أن ينتقم منهم انتقامًا شخصيًّا لأنّهم أذلّوه وأهانوه.
وقال إنّ هذه الأعوام الخمسة والعشرين من حكم حمد هي أعوام ملطخة بالدماء والخيانة والسجون والتعذيب والقتل تحت سياط التعذيب، وتغيير التركيبة الديموغرافيّة، وزيادة البطالة، وسوء الإدارة، والتفريط في سيادة البحرين، وختمها بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، فهذه الـ25 عامًا التي يفتخر بها طاغية البحرين هي كلّها وصمه عار على حكمه.
ودعا الدكتور الشهابي أبناء شعب البحرين إلى أن يثبتوا على المطالب التي ضحّى من أجلها الرموز القادة، ويعملون على إيصال قضيّتهم إلى كلّ العالم، وعدم نسيانهم في دعواتهم وصلواتهم ولا سيّما في شهر رمضان، والوفاء لهم والإصرار على المطالبة بحريّتهم ومواصلة مسيرتهم التي انطلقوا بها حتى تحقيق المطالب التي ضحّوا من أجلها.