قال رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس «إسماعيل هنية» إنّ العدوّ الصهيونيّ الذي يواصل جريمة القرن التي كتب فيها بيده شهادة وفاته كمحتلّ سوف يحاسب عليها مهما طال الزمن أم قصر، وما زالت غزّة تقف صابرة محتسبة أمام المجازر والمذابح والتجويع والنزوح.
وأضاف في كلمة متلفزة مساء يوم الأحد 10 مارس/ آذار 2024 أنّ يوم السابع من أكتوبر يوم مفصل تاريخيّ في عمر القضيّة الفلسطينيّة وتحوّل استراتيجيّ في مسار الصراع مع العدو الصهيوني المحتل، فقد أعاد قضية فلسطين لصدارة المشهد العالمي بما يتناسب مع أبعادها السياسيّة والإنسانيّة ومركزيّتها المقدّسة بعد أن حاولت القوى الاستعمارية أن تجعلها في طي النسيان وهامش التاريخ.
وحول تفاصيل محادثات الصفقة أكّد هنيّة أنّ المقاومة وضعت في المسار التفاوضي عبر الوسطاء في قطر ومصر عدّة ضوابط من أجل التوّصل إلى الاتفاق، أهمّها اتفاق يفضي إلى وقف لإطلاق النار شامل، وإنهاء الحرب على غزّة، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من كل أراضي القطاع، وعودة النازحين بشكل كامل وبدون شروط إلى أماكن سكناهم، وكلّ القضايا الإنسانيّة من قبيل الإغاثة والمساعدات والإيواء والإعمار وإنهاء الحصار.
كما أوضح أنّ المقاومة تسعى أيضًا للوصول إلى صفقة مشرّفة بموجبها يتم تبادل الأسرى، وقد تحلّت حماس بمسؤوليّة عالية وإيجابيّة ومرونة واسعة في كلّ جلسات الحوار والمفاوضات، بينما العدوّ حتى الآن يتهرّب من إعطاء ضمانات والتزامات واضحة خاصّة في موضوع وقف إطلاق النار ووقف الحرب العدوانية على القطاع.
ولفت هنيّة إلى أنّ العدوّ يردّد أنّ حماس وفصائل المقاومة لا تريد التوصل لاتفاق لأنها تريد أن تستثمر شهر رمضان المبارك من أجل تثوير الضفّة والداخل والخارج والأمّة، مؤكّدًا أنّ الحركة لا تقايض هذه المناسبة على أيّ قطرة دم لطفل أو امرأة أو شيخ أو عجوز أو مجاهد أو مقاتل من أبناء شعب فلسطين اليوم.
وشدّد على أنّ الصهيونيّ لم ينجح في أيّ من محطّات المواجهة مع شعب فلسطين على مدار عقود الصراع فكيف به ينجح أمام هذه البطولة وهذا الجبروت وهذا الصمود العظيم البطولي الأسطوري للشعب معركة طوفان الأقصى؟ مؤكّدًا أنّه مع دخول المعركة شهرها السادس والعدو لم يحقق أيّا من أهدافه العسكريّة: لم يقض على حماس وعلى المقاومة، ولم يسترد أيًّا من أسراه ولن يستردّ إلّا من خلال اتفاق، وفشل في تهجير الشعب وتفريق قطاع غزّة رغم كلّ المذابح والمجازر وحرب الإبادة والتطهير العرقي الذي مارسه عليه.
ووجّه مدير المكتب السياسيّ لحماس التحيّة لأبناء فلسطين، ولكلّ جبهات المقاومة التي تساند معركة غزّة، ومنها جبهة لبنان، واليمن، والعراق، وحيّا كلّ الجماهير التي تخرج في كلّ العواصم العربيّة والإسلاميّة والغربيّة، وحيّا كذلك جنوب أفريقيا التي جلبت هذا العدو لأوّل مرّة منذ نشوئه كيانًا غاصبًا إلى محكمة العدل الدوليّة، وكلّ الدول التي تساند شعب فلسطين وقضيته