صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وفي أجواء شهر مارس/ آذار الذي شهِدَ منعطفاتٍ كبيرةً في تاريخ ثورة البحرين، ولا سيّما مع الاحتلال السّعوديّ للبلاد؛ ندعو أبناءَ شعبنا العزيز إلى توسيع مظاهر إعلاء العزّةِ والوحدةِ بين مختلف مكوّنات المجتمع المحلّي، ونشدّد على إقامةِ البرامج والأنشطة التي تعزّز التّكاتفَ الاجتماعيّ والإيمانيّ مع السّجناء السّياسيّين وأهاليهم الصّابرين، وإحياء ذكرى الشّهداءِ الأبرار في هذه اللّيالي المباركة واستحضار تضحياتهم العظيمة.
وإذ نشدّ على أيدي الإخوة القائمين على البرامج الرمضانيّة في المساجد والحسينيّات، فإنّنا نحثّ على استحداث المزيدِ من الأنشطةِ المناسبةِ لمواجهةِ التّحديّات التي تتعرّضُ لها الهويّة الدّينيّة والثّقافيّة في البحرين، بما في ذلك المخطّط الرّسميّ الممنهج الرّامي إلى محاصرةِ المواطنين وتشويه ثقافتهم ومحو وجودهم الدّيني الأصيل، ضمن المخطّط الخطر الذي ينفّذه الكيانُ الخليفيّ في سياقِ تثبيت الاستبداد والتّبعية للخارج، وبما يعني المضي في الإجهاز الكامل على السّيادةِ، وتحويل البلاد إلى منصّةٍ مفتوحة لتمرير أجندة قوى الاستكبار العالميّ.
ويسجّل المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف 14 فبراير في هذا الموقف الأسبوعيّ العناوينَ الآتية:
1- نستهجن ما وردَ على لسانِ وزير الدّاخليّة الخليفيّ خلال اجتماع وزراء داخليّة العرب المنعقد أخيرًا في تونس، حيث تحدّثَ عن تقويةِ ما سمّاه بالجبهةِ الأمنيّة العربيّة، ومن ذلك زعمه الغزو الذي يتهدّد الهويّة العربيّة ممّا وصفه بـ«الثقافة المستوردة». وهنا نؤكّد أنّ هذا الكلامَ الهزيل يصدرُ عن وزيرِ القمع والإرهاب الذي تولّى زرع الكراهية العلنيّة ضدّ شعب البحرين وهويّته الأصيلة، والهجومَ على قيم هذا الشّعب وعقائده الدّينيّة والثّقافيّة والتّحريض عليها، وهو من أشرفَ على تنفيذ مشروع إغراقِ البلاد بالمرتزقةِ الأجانب، وتوزيع الجنسيّة على جماعاتٍ معادية لقيم المجتمع البحرانيّ وتقاليده، وتسهيل مشاركة المتشدّدين في الفتن الطّائفيّة بسوريا والعراق، ما تسبّبَ في شيوع أزماتٍ اجتماعيّة مختلفة داخل البلاد، وانتشار المظاهر العنفيّة والفساد الخلقيّ والثّقافيّ في الأحياء السّكنيّة.
2- وفي السّياق نفسه؛ فإنّ وزيرَ الإرهاب الخليفيّ كان ضالعًا في رسم السّياسات الأمنيّةِ وتنفيذها باستهداف أبناءِ شعبنا وقياداته الدّينيّة والوطنيّة والتنكيل بهم، وملاحقة المؤسّسات والمرجعيّات الدّينيّة والثقّافيّة المستقلّة، وإغلاقها بالشّمع الأحمر، فضلًا عن زرع الفتن المذهبيّة وتشطير المجتمع المحلّي وتخريب هويّته القائمة على التّعايشِ والتّسامح. وتشهدُ على ذلك الحربُ المذهبيّة التي كشفها تقريرُ البندر الشّهير، وكذلك ما جرى أخيرًا من مصادرَة أراضٍ شاسعة تابعة للوقف الشّيعيّ، والتّضييق على أبناءِ المذهب الشّيعيّ بمنع جمعيّاتهم الخيريّة من تنظيم زواجات جماعيّة ميسّرة وتخفيف أعباء الأُسر المحرومة.
3- نؤكّد ما جاء على لسانِ الفقيه القائد آية الله الشّيخ عيسى أحمد قاسم (حفظه الله تعالى) من أنّ سياسات الكيان الخليفيّ أوْقعت البحرينَ في بحرٍ متلاطم من الأزمات، على صعيد الوضع الاجتماعيّ والسّياسيّ والثّقافيّ والاقتصاديّ، ولا سيّما خلال العقدين الماضيين، وبخاصّةٍ اتّساع مشاريع اللّهو والفساد التي يقودها أبناءُ العائلة الخليفيّة، مثل سباقات الفورمولا واحد، ومسابقات «ناصر وخالد» نجلَي «الطّاغية حمد»، والتي تعدّ عنوانًا صارخًا على نهب ثروات الوطنِ واستنزاف مقدّراته، والتسبُّب في توسيعِ الحرمان بين المواطنين لصالح صعود طبقةِ الأثرياءِ الفاسدين من الخليفيّين وأعوانهم.
4- نحيّي صمودَ شعبنا وقياداته في مواجهةِ مشاريع الإرهاب والحصار والتّضليل، وننحني أمام قوّة إرادةِ الشّعب وعزيمته في التّصديّ لهذه المشاريع، وإفشاله كلّ محاولات اختراقِ البيئة الحاضنة للمعارضة، ودحض الخطابات المضلّلة التي يسوقها الكيانُ الخليفيّ لتعويمِ نظامه المهترئ والتّغطية على جرائمه وانتهاكاته. ونسجّلُ لشعبنا العزيز هذا الوعي المتقدّم الذي سدّ الطّريقَ أمام اختراق الخليفيّين لقيم المجتمع المحلّي ومبادئه في الحريّةِ والاستقلال، وبالتّوازي مع الجهود الكبيرة التي يبذلها الناشطون والمعارضون خارج البلاد، والتي أسهمت بشكلٍ كبير في تعريةِ الوجه القبيح للقبيلة الخليفيّة وكشف أكاذيبهم ودعاياتهم التي يروّجها في المحافل الدّوليّة، على غرار تصريحات وزير الخارجيّة الخليفيّ في مجلس حقوق الإنسان بجنيف الذي ذرفَ دموع التّماسيح على ما يجري من إبادةٍ صهيونيّة غير مسبوقة في فلسطين المحتلّة، في الوقت الذي يعاني أبناؤنا وقادتنا في السّجون من القتل البطيء والحرمانَ من الرّعاية الصّحيّة الملائمة.
5- نعبّر عن الاعتزاز والفخر باستمرار موقف شعبنا الوفيّ المناصر لأهلنا الصّامدين في غزّة ومقاومتها الباسلة، ومواصلة الفعاليّات التي تندّدُ بالصّمت الرّسميّ العربيّ والدّوليّ أمام حرب الإبادةِ المفتوحة على أيدي الصّهاينة المجرمين، بينما يمتنع الكيان الخليفيّ حتّى الآن عن الاستجابةِ لمطلب شعبنا بإلغاءِ اتفاقات التّطبيع وإغلاق سفارة التّجسّس الصهيونيّة في المنامة، وكذلك يستخفّ بالغضب الشّعبيّ عبر فتح موانئ البحرين أمام سفن المساعدات المتوجّهة إلى الكيان الغاصب، مع الاكتفاء بتصريحاتِ الإدانة الهزيلة خلال الاجتماعات الرّسميّة، ومسرحيّة إلقاء المساعداتِ المحدودة لأهل غزّة عبر الجوّ، في حين يواصل الوقوف المخزي دون حراك أمام شلاّل الدّم المنهمر منذ نحو 5 أشهر. وفي الوقت الذي نعبّر فيه عن القلقِ إزاء التّضييق الرّسمي المفاجئ في الكويت ضدّ حركة التّضامن مع غزّة ومقاومتها؛ فإنّنا على ثقةٍ بأنّ شعوبنا الحرّة ستكون أقوى من المؤامرات والخيانات، ولن يطولَ وقت انفجار البركان الشّعبيّ في وجه المطبّعين والعملاء الصّهاينة.
المجلسُ السّياسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 4 مارس/ آذار 2024م
البحرين المحتلّة