قال خطيب الجمعة في البحرين «سماحة الشيخ محمد الصنقور» إنّ العدالة الاجتماعيَّة هي من أكثرِ القيم الانسانيَّة تناغمًا وفطرة الإنسان، وهي كذلك من أهمِّ الغايات التي بُعث الأنبياءُ من أجل تحقيقها لأنّها سرُّ استقرارِ المجتمعات وانتظامِها.
وأوضح سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، يوم الجمعة 1 مارس/ آذار 2024 أنَّ العدالة الاجتماعيَّة تعني الإنصاف وتكافؤ الفرص في مختلف الشؤون، واحترام الإنسان وحقوقِه وكرامتِه والتحسينَ لمعيشته والعملَ على الارتقاء بها لمستوى الرفاه والرخاء، كما أنّها تعني توفير فرص العملِ اللائق وحماية الفقراء والمعدمين وذوي الاحتياجاتِ الخاصَّة وتوفيرَ الضمان الاجتماعيِّ لهم بما يؤمن لهم العيش الكريم.
وأضاف سماحته أنّ العدالة الاجتماعيَّة تعني الإصلاحَ للمؤسسات ومحاربةَ الفساد والتشريعَ للقوانين الرادعةِ عن مقارفتِه والتأسيسَ للآليات القادرةِ على كشف الفسادِ وملاحقته، وكذلك تعني نبذَ التمييزِ وتجريمَه ونبذَ التهميش لأيِّ مكوّنٍ من مكوّناتِ المجتمع، وتعني العملَ الجادَّ والفاعل على تذويب الطبقيَّة ومحاربةِ الفقر والبطالةِ ومختلفِ الآفات التي تضرُّ بأمنِ الناس وقيمهم وأعرافهم، وأيضًا إتاحةَ فرصِ المشاركة في التقويم والبناء التشريعي والعملي، وتعني الشفافيَّةَ وحرية النقد البناء، ونبذَ الطائفيةِ والازدراءِ، والعملَ على شيوع ثقافة احترام الخصوصيَّات الدينيَّة والمذهبيَّة، والوقوفَ على مسافةٍ واحدةٍ من جميع مكوِّنات المجتمع.
وشدّد الشيخ صنقور على أنّه لو التزمها المجتمعُ الإنساني وعمِل صادقًا على إرسائها لكان في عافيةٍ من الحروب والصراعاتِ والآفاتِ الاجتماعية المدمِّرة كالفقرِ والطبقيَّةِ والبطالةِ والجريمة، ولما تهيأ لذوي المشاريع التوسُّعية الاستحواذ على مقدَّرات الناس وخيراتهم والتحكم في مصائرهم، ولما تهيأ لها احتلالُ البلدان واغتصاب أراضيها وثرواتها واستضعافُ أهلها أو تهجيرُهم والسفكُ لدمائهم، والهتكُ لمقدساتهم والتدميرُ لأحيائهم وأسبابِ معاشهم.
وحول غزّة قال سماحته «فما يقعُ على أهل غزَّةَ الكرام من ظلمٍ شنيع تضجُّ منه السماء لم يكن ليقعَ لو كان المجتمعُ الإنساني ينعمُ بالعدالة الاجتماعيَّة، لكنَّ الذي يسودُ العالمَ هو الظلمُ والبغيُ والعدوان، ولذلك صارَ لإسرائيل أنْ تُفحِش في غيِّها واستهتارِها بالأرواح والدماء غيرَ مباليةٍ ولا مُتحسِّبة واثقةً بأنَّ ثمة مَن يَحميها ويرعى مصالحَها ويدرأَ عنها المساءلة والإدانة»، واستنكر وقوف العالم بأسره والذي يزعم أنَّه يحتفلُ بيوم العدالة الاجتماعيّة عاجزًا عن كبح جماح هذه الطغمةِ المارقة بل يقفُ عاجزًا عن إيصال المساعداتِ الإنسانيَّة لشعبٍ منكوب لا مأوى له يحميه من البطش ولا يجد ما يسدُّ به رمقه وما يداوي به جرحاه.
وأعرب الشيخ صنقور عن استهجانه من تضافر الجهود الدوليَّة لإيصال المَدَدِ من الغذاء والعتاةِ والسلاح لكيان إسرائيل الغاصبِ والمعتدي ثم يتلكؤون عن إيصال أبسط المساعدات لشعب غزة المظلوم بل يعلنون الحربَ على كلِّ من دفعته الحميَّةُ إلى مساندة بني جلدته من أبناءِ غزة الكرام.