عبّر المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عن شكره الجزيلِ للجهودِ التي بُذلت في تنظيم أعمالِ مؤتمر للمعارضين والناشطين في المملكة المتّحدة خلال يومي السبت والأحد الماضيين، والذي حَرص القائمون عليه على أن يكون محاولةً جادة لتعزيزِ التّواصل بين الفاعلين والمهتمّين بالعملِ المعارض، والإسهام في تقديم الأفكارِ والمقترحات العمليّة التي ترفد الحراك السّياسيّ المعارض داخل البلاد وخارجها.
وشدّد في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 26 فبراير/ شباط 2024 على تمسُّكه بضرورةِ توسيع نطاقِ التّنسيق بين قوى المعارضة، مبديًا استعداده لإنجاح كلّ الجهود والمبادرات في هذا السّياق، ملتزمًا في ذلك بتوجيهات الفقيه القائد آية الله الشّيخ عيسى أحمد قاسم.
ورأى المجلس السياسيّ في الائتلاف أنّ الصّراعَ الجاري بين شعب البحرين من جهة والكيان الخليفيّ من جهةٍ أخرى هو تجسيدٌ كامل وحيّ للمعركة الجارية اليوم بين محورَي الحقّ والباطل على مستوى المنطقة، على نحو ما تبيّنَ مع تخندقِ القبيلة الخليفيّة في محور الشّر الأمريكيّ- الصّهيونيّ والتّحالف معه لمواجهةِ قضايا الشّعوب وتطلّعاتها، لافتًا إلى أنّ هذا يتطلّبُ توفيرَ كلّ مقوّمات القوّةِ والإنجاز والتقدّم لصالح جبهةِ الحقّ التي يمثلّها شعب البحرين وقواه الوطنيّة المعارضة، وفي مقدّمةِ ذلك العمل المشترك من أجلِ تصميم المشروع التّغييري الشّامل والدّفع به في كلّ المجالات والجهات، وتذويب الخلافات الجانبيّة، وتفعيل التّنسيق الحقيقيّ بين قوى المعارضة والفاعلين السّياسيين، وإنجاح آليّات العمل المشترك في هذا الاتّجاه، وبما يُسرِّع من هزيمةِ جبهةِ الباطل والعدوان في البحرين والمنطقة.
واستنكر استمرارَ حملات التّرهيب التي تقومُ بها الأجهزة الخليفيّة في البحرين من خلال الاعتقالات ومداهمة منازل المواطنين واختطافهم، مؤكّدًا أنّ استئنافَ الخليفيّين لإرهابهم وقمْعهم أخيرًا، ومنذ إحياء ذكرى ثورة 14 فبراير سيزيد من نبْذ الشّعب لهم ومقتهم ومنع الشّرعيّة عنهم، وسينقلبُ عليهم كلّ هذا الشّر والإرهاب بسوءِ العاقبةِ والمصير.
وندّد المجلس السياسيّ بالإجراءات المتكرّرة من الكيان الخليفيّ بملاحقةِ الشّعائر والإحياءات الدّينيّة – وآخرها منع استقبال الضّيوف من الخطباءِ وقُرّاء القرآن الكريم في شهر رمضان المقبل، واضعًا كلّ ما يصدر عن الكيان المحتلّ في خانةِ المشروع الخبيث الرّامي لتفتيت الهويّةِ الدّينيّة للمواطنين، من السّنّة والشّيعة، وتدمير كلّ بنية القيم الرّوحيّة والاجتماعيّة التي تعبّر عن أصالتهم وتجذّرهم في هذه الأرض وثقافتها الدّينيّة. ودعا مجدّدًا إلى استحضار هذا المشروع في سياق الحراك الشّعبي المعارض، وأخذه بالحسبان على مستوى الخطاب السّياسيّ والإعلاميّ، وفي تنشئةِ الأجيال الجديدة وتعريفها بطبيعةِ العدوّ الخليفيّ وأهدافه.
واستهجن استمرارَ الكيان الخليفيّ في تحالف العدوانِ على الشّعب اليمنيّ مؤكّدًا أنّ انخراطه في هذا التحالف لا يعبّر عن موقف شعب البحرين الذي يعلنُ كلّ يوم مطلبه في خروج القواعد الأجنبيّة المحتلّة من البلاد، وإغلاق وكر التجسّس الصّهيونيّ في المنامة، والتّضامن مع اليمن وشعبه المقاوم للدّفاع عن أرضه وسيادته وحقّه في دعم غزّة ومقاومتها الأبيّة.
ورأى أنّ انخراط الخليفيّين في هذه الأحلاف الشّريرة لا يعدو كونه تنفيذًا لأوامر الاستعماريّين من الأمريكيّين والبريطانيّين، وتعبيرًا عن خضوعهم المطلق لهم باعتبارهم جزءًا من الإرث الاستعماريّ البغيض، وبما يضمن توفير الحماية لكيانهم الفاقد للشّرعيّة الدّستوريّة والشّعبيّة، مشدّدًا على ضرورة صدور مواقف مندّدة تجاه دور الإدارةِ الأمريكيّة والحكومة البريطانيّة في رعاية الاستبداد والفساد وديمومته في البحرين، بما يكذّبُ ادّعاءات الغرب الأمريكيّ حول حقوق الإنسان مقابل مصالحهم الاستعماريّة، ويكشفُ حقيقته الدّمويّة والمتوحّشة، كما يتأكّد مع رفع الفيتو في وجه قرارات وقف الحرب الصّهيونيّة والإبادة الجماعيّة بحقّ الشّعب الفلسطينيّ، وفق تعبيره.