صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يعبّر المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عن شكره الجزيلِ للجهودِ التي بُذلت في تنظيم أعمالِ مؤتمر للمعارضين والناشطين في المملكة المتّحدة خلال اليومين الماضيين، والذي حَرص الإخوةُ القائمون عليه على أن يكون محاولةً جادة لتعزيزِ التّواصل بين الفاعلين والمهتمّين بالعملِ المعارض، والإسهام في تقديم الأفكارِ والمقترحات العمليّة التي ترفد الحراك السّياسيّ المعارض داخل البلاد وخارجها.
وإذ يثمّن المجلسُ السّياسيّ هذه المبادرة الكريمة فإنّه يشدّد على تمسُّكه بضرورةِ توسيع نطاقِ التّنسيق بين قوى المعارضة، واستعداده لإنجاح كلّ الجهود والمبادرات في هذا السّياق، ملتزمًا في ذلك بتوجيهات الفقيه القائد آية الله الشّيخ عيسى أحمد قاسم «حفظه الله تعالى».
وفي هذا الموقف الأسبوعي؛ يسجّل المجلسُ السّياسي العناوينَ الآتية:
1- نؤمنُ إيمانًا ثابتًا بأنّ الصّراعَ الجاري بين شعبنا العزيز في البحرين من جهة والكيان الخليفيّ المجرم المتصهْين من جهةٍ أخرى هو تجسيدٌ كامل وحيّ للمعركة الجارية اليوم بين محورَي الحقّ والباطل على مستوى المنطقة، على نحو ما تبيّنَ مع تخندقِ القبيلة الخليفيّة في محور الشّر الأمريكيّ- الصّهيونيّ والتّحالف معه لمواجهةِ قضايا الشّعوب وتطلّعاتها. وهذا يتطلّبُ توفيرَ كلّ مقوّمات القوّةِ والإنجاز والتقدّم لصالح جبهةِ الحقّ التي يمثلّها شعبنُا وقواه الوطنيّة المعارضة، وفي مقدّمةِ ذلك العمل المشترك من أجلِ تصميم المشروع التّغييري الشّامل والدّفع به في كلّ المجالات والجهات، وتذويب الخلافات الجانبيّة، وتفعيل التّنسيق الحقيقيّ بين قوى المعارضة والفاعلين السّياسيين، وإنجاح آليّات العمل المشترك في هذا الاتّجاه، وبما يُسرِّع من هزيمةِ جبهةِ الباطل والعدوان في البحرين والمنطقة.
2- نستنكر استمرارَ حملات التّرهيب التي تقومُ بها الأجهزة الخليفيّة في البحرين من خلال الاعتقالات ومداهمة منازل المواطنين الآمنين في ساعاتِ اللّيل المتأخرة، واختطافهم تحت جُنح الظّلام كما يفعل اللصوصُ والغزاة. ونرى أنّ استئنافَ الخليفيّين لإرهابهم وقمْعهم أخيرًا، ومنذ إحياء ذكرى ثورة 14 فبراير سيزيد من نبْذ الشّعب لهم ومقتهم ومنع الشّرعيّة عنهم، وسينقلبُ عليهم كلّ هذا الشّر والإرهاب بسوءِ العاقبةِ والمصير، فالغليانُ الشّعبي سينفجرُ في خاتمةِ المطاف وسيتحقّق أملُ الشهداء والسّجناء الأحرار في الحريّة والاستقلال، ولن يكون أمام الخليفيّين غير السّقوط وانهيار هيكلهم الأسود إن شاء الله تعالى.
3- مع الإجراءات المتكرّرة من الكيان الخليفيّ بملاحقةِ الشّعائر والإحياءات الدّينيّة – وآخرها منع استقبال الضّيوف من الخطباءِ وقُرّاء القرآن الكريم في شهر رمضان المقبل – نجدّد التّعبيرَ عن رؤيتنا لطبيعةِ الصّراع القائم ضدّ آل خليفة، من أنّه صراعٌ بين قبيلةٍ غازية استيطانيّةٍ مجرمة وسكّان أصليّين يتعرّضون للاحتلال ومحاولات محو هويّتهم ووجودهم وسرقة خيراتهم وأمنهم في أرضهم. وإنّنا نضعُ كلّ ما يصدر عن هذا الكيان المحتلّ في خانةِ المشروع الخبيث الرّامي لتفتيت الهويّةِ الدّينيّة للمواطنين، من السّنّة والشّيعة، وتدمير كلّ بنية القيم الرّوحيّة والاجتماعيّة التي تعبّر عن أصالتهم وتجذّرهم في هذه الأرض وثقافتها الدّينيّة. وندعو مرّة أخرى إلى استحضار هذا المشروع في سياق الحراك الشّعبي المعارض، وأن يُؤخذ بالحسبان على مستوى الخطاب السّياسيّ والإعلاميّ، وفي تنشئةِ الأجيال الجديدة وتعريفها بطبيعةِ العدوّ الخليفيّ وأهدافه.
4- نستهجن استمرارَ الكيان الخليفيّ في تحالف العدوانِ على الشّعب اليمنيّ العزيز، ونؤكّد أنّ انخراط هذا الكيان غير الشّرعي في تحالف الشّياطين لا يعبّر عن موقف شعب البحرين الذي يعلنُ كلّ يوم مطلبه في خروج القواعد الأجنبيّة المحتلّة من البلاد، وإغلاق وكر التجسّس الصّهيونيّ في المنامة، والتّضامن مع اليمن وشعبه المقاوم للدّفاع عن أرضه وسيادته وحقّه في دعم غزّة ومقاومتها الأبيّة. في الوقت نفسه، فإنّنا نرى أنّ انخراط الخليفيّين في هذه الأحلاف الشّريرة لا يعدو كونه تنفيذًا لأوامر الاستعماريّين من الأمريكيّين والبريطانيّين، وتعبيرًا عن خضوع آل خليفة المطلق لهم باعتبارهم جزءًا من الإرث الاستعماريّ البغيض، وبما يضمن توفير الحماية لكيانهم الفاقد للشّرعيّة الدّستوريّة والشّعبيّة، ونرى كذلك أنّ هذا يتطلّب مواقف مندّدة تجاه دور الإدارةِ الأمريكيّة والحكومة البريطانيّة في رعاية الاستبداد والفساد وديمومته في البحرين، بما يكذّبُ ادّعاءات الغرب الأمريكيّ حول حقوق الإنسان مقابل مصالحهم الاستعماريّة، ويكشفُ حقيقة الشّيطان الأمريكيّ الدّمويّة والمتوحّشة، كما يتأكّد مع رفع الفيتو في وجه قرارات وقف الحرب الصّهيونيّة والإبادة الجماعيّة بحقّ الشّعب الفلسطينيّ، وهي الحرب التي ستبقى وصمة عار محفورة في جبين الغرب الإمبرياليّ الصّهيونيّ برمّته، وحتّى زواله بإذن الواحد القهّار.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 26 فبراير/ شباط 2024م
البحرين المحتلّة