شدّد خطيب الجمعة في البحرين «سماحة الشيخ علي الصددي» على لزوم اتّخاذ الظالم خصمًا وعدوًّا، وإعانة المظلوم ومعاضدته ونصرته، وذلك حيث وُجدا.
وقال سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، يوم الجمعة 23 فبراير/ شباط 2024 إنّ الحياد هو تخلٍّ عن الوظيفة والمسؤولية، ويعرب عن استكانة وخنوع للظالم، وعن خذلانٍ وإدارةٍ للظهر للمظلوم.
ورأى الشيخ الصددي أنّ إعانة الظالم شَرِكَةٌ في الظلم وهو المنكر البواح والجرم المبيّن، موضحًا أنّه في الصراع بين المحتلّ الصهيوني الغاشم والظلوم وإخوة الدين ومسلوبي الحقوق في فلسطين الإباء وغَزّةَ العِزّة يجب نصرة المظلوم ونجدته وإغاثته؛ موضحًا أنّ هذه النصرة من كلّ أحد بحسبه فللشعوب نصرتها، ومن أدوات نصرتها اعتماد المقاطعة لمنتجات الشركات الداعمة للصهاينة المعتدين واستمرار المقاطعة والتزامها بلا هوادة وتسامح. وللحكومات- هي الأخرى- نصرتها، وقد عمدت دولة جنوب أفريقيا إلى رفع دعوى بالإبادة الجماعيّة ضدّ كيان الاحتلال، وعمدت البرازيل إلى طرد سفير كيان الاحتلال وسحب سفيرها من تل أبيب، وتكفي نصرة هاتين الحكومتين حجّة على حكومات المسلمين ومزدجرًا لها عمّا هي عليه من الصمت والموادعة لكيان الاحتلال السفّاك للدماء، وفق تعبيره.
وأضاف خطيب الجمعة أنّه لطالما انطلى نفاق أمريكا- وكذا الغرب عمومًا- على ضعفاء العقول بشعاراتها البرّاقة كالحريّة والديموقراطيّة وما إليهما، ولطالما تدّثرت وغيّبت وجهها القبيح بمطالباتها بحقوق الإنسان، ولكنّ غزّة الشموخ قد أسقطت عن وجه أمريكا كلّ الأقنعة، وما عاد من شيء يخفي نفاقها على أحد أو يطيل أمده، وانكشف إفلاسها أخلاقيًّا وثقافيًّا، وانكشفت بتبعه تمام منظومتها الفكريّة، وما عاد لها شيء يضاف إلى الحضارة سوى ما يتصل بالمادّة ويشدّ الإنسان إلى الأرض.
وقال إنّ أمريكا وللمرة الثالثة تعترض بالڤيتو على مشروع قرار لمجلس الأمن الدُوَليّ بالإيقاف الفوري لإطلاق النار في غزّة، وهو ما يعطي ذريعة للكيان المؤقّت للإمعان في القتل والإبادة الجماعيّة، وهو ما يعكس بوضوح أنّ أمريكا قاتل كما الصهيونيّ المجرم، وكذلك الغرب وبمعيّة أمريكا قد تحزّب لنجدة الكيان اللقيط وإنقاذ اقتصاده، وأجمعوا أمرهم في محاولة لتمرير البضائع والمنتجات إلى الكيان الصهيونيّ عبر البحر الأحمر وبحر العرب غير مبالٍ بما يسفك من الدم الحرام.