أشاد المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالحراك الشّعبيّ والثّوريّ الذي شهدته البلاد إحياءً لذكرى ثورة البحرين، ونوّه بالحيويّةِ الاستثنائيّة البطوليّة التي امتازت بها هذه الثّورة على مدى ثلاثة عشر عامًا بوجود الشّعب المؤمن والثّابت والمضحّي على طريق انتزاع كامل حقوقه السّياسيّة والدّستوريّة، وإقامة نظام عادل يرتضيه ويحقّق تطلّعاته في الحريّة والسّيادة الكاملة.
وأكّد في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 19 فبراير/ شباط 2024 أنّ المسار المتنامي لثورة 14 فبراير يرتكز على رؤيةٍ بصيرة لطبيعةِ الأزمة العميقة بين الشّعب والكيان الخليفيّ المحتلّ، وأنّ العودة إلى الوراء مستحيلة في ظلّ رسوخ هذه الرّؤية وعزيمة أبناء الشّعب وقواه الحيّة على التخلّص من كلّ الموروث الاحتلاليّ المظلم الذي خلّفته القبيلة الخليفيّة منذ غزوها البلاد في العام 1783م حتّى اليوم، لافتًا إلى إعلان الطّاغية حمد الأخير رفع سقف الدين العام إلى 16 مليار دينار بحرينيّ بذريعة سدّ العجز في الموازنة العامّة، وهو ما رآه صورة مصغّرة للإجرام والفساد الذي تتعرّض له البحرين على أيدي آل خليفة من سرقةِ خيراتها وأراضيها، واستنزاف أموال الشّعب والتّلاعب في مواردِ البلاد لصالح مخصّصات أفرادهم وأهوائهم.
وشدّد على أنّ كلّ القوى المعارضة الوطنيّة جادّة في إنهاء هذا الفساد والاستبداد، ومواصلة مسيرة 14 فبراير وتحقيق أهدافها الكبرى، مهما كانت التّحديّات والتّضحيات الباهظة.
وأعرب المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير عن استجابته الكاملة لمضامين كلمة سماحة الشّيخ عيسى قاسم في ذكرى الثّورة، لما تشكّله من نهج للشّعب والوطن والثّورة على طريق التّغيير وتحقيق الانتصار.
ورأى في مضمون كلمة القائد الميدانيّ «أبو باقر البحرانيّ» التي وجّهها للشعب والثوّار الرّوح الثّابتة للطّلائع الثّوريّة الحاضرة في الميدان، والعزيمة الأكيدة على الاستمرار بالثورة حتّى إسقاط النظام، مدينًا عنف النظام الذي واجه به المتظاهرين السّلميّين في ذكرى الثّورة، ومحذّرًا إيّاه من العودةِ إلى استعمال القمع القاتل، والاستهانة بصلابة الثّوار المدافعين عن الثّورة وشعبها، معتبرًا العنف المتجدّد من النظام تعبيرًا عن استفحال مأزوميّة شرعيّته المفقودة، وهلعه الكبير من تصاعد الرّوح الثوريّة، ولا سيّما بعد طوفان الأقصى وبطولات المقاومة ومحورها الشّريف في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا.
ودعا المجلس السياسيّ الشعب البحرانيّ إلى مواصلة الفعاليّات التّضامنيّة مع غزّة وفلسطين، وعدم التّراجع أو التّراخي ولا سيّما مع مواصلة الصّهاينة حرب الإبادة على الشّعب الفلسطينيّ بدعم أمريكيّ.
وفي ختام موقفه الأسبوعيّ جدّد التحيّة لأبطال المقاومة وقادتها في لبنان، مقدّمًا عزاءه وتهنئته إلى ذوي الشّهداء من المقاومين والمواطنين الأبرياء الذين قضوا في المجزرة الصّهيونيّة الأخيرة بمدينة النّبطيّة، كما أكّد وقوف شعب البحرين مع المقاومة في لبنان والاعتزاز بموقفها النّبيل في نصرة المقاومين في غزّة، بما يُرسّخ وحدة المسير والمصير في استراتيجيّة وحدة السّاحات وهدفها الأكبر في إسقاط الكيان الصّهيونيّ وتحرير الأقصى الشّريف وكلّ حبّة من أرض فلسطين.