صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، وهذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يشيد المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالحراك الشّعبيّ والثّوريّ الذي شهدته البلاد إحياءً لذكرى ثورة البحرين المجيدة، وينوّه بالحيويّةِ الاستثنائيّة البطوليّة التي امتازت بها هذه الثّورة على مدى ثلاثة عشر عامًا، بوجود هذا الشّعب المؤمن والثّابت والمضحّي على طريق انتزاع كامل حقوقه السّياسيّة والدّستوريّة، وإقامة نظام عادل يرتضيه ويحقّق تطلّعاته في الحريّة والسّيادة الكاملة.
ويؤكّد المجلسُ السّياسيّ أنّ المسار المتنامي لثورة 14 فبراير يرتكز على رؤيةٍ بصيرة لطبيعةِ الأزمة العميقة بين الشّعب والكيان الخليفيّ المحتلّ، وأنّ العودة إلى الوراء باتت مستحيلة في ظلّ رسوخ هذه الرّؤية وعزيمة أبناء الشّعب وقواه الحيّة على التخلّص من كلّ الموروث الاحتلاليّ المظلم الذي خلّفته القبيلة الخليفيّة منذ غزوها البلاد في العام 1783م حتّى اليوم، وليس إعلان الطّاغية حمد الأخير برفع سقف الدين العام إلى 16 مليار دينار بحرينيّ (نحو 43 مليار دولار)، بذريعة سدّ العجز في الموازنة العامّة سوى صورة مصغّرة للإجرام والفساد الذي تتعرّض له البحرين على أيدي هؤلاء الغزاة، من سرقةِ خيراتها وأراضيها، واستنزاف أموال الشّعب والتّلاعب في مواردِ البلاد لصالح مخصّصات أفراد القبيلة الخليفيّة وأهوائهم، ومن دون رقيب أو حسيب. وإنّنا – مع القوى المعارضة الوطنيّة – جادون في إنهاء هذا الفساد والاستبداد، ومواصلة مسيرة 14 فبراير وتحقيق أهدافها الكبرى، مهما كانت التّحديّات والتّضحيات الباهظة.
ويتوقف المجلسُ السّياسيّ في هذا السّياق عند العناوين الآتية:
1- نؤكّد استجابتنا الكاملة لمضامين كلمة سماحة الوالد القائد آية الله الشّيخ عيسى قاسم (حفظه الله تعالى) في ذكرى الثّورة، ونرى أنّها تشكّل نهجًا ونبراسًا للشّعب والوطن والثّورة على طريق التّغيير وتحقيق الانتصار، ولن نتردّد في تحويلها إلى رؤى وبرامج في العمل المعارض والثّوريّ، وتهيئة كلّ السّبل لأن تكون حاضرةً في مشاريع المعارضة وخطواتها المختلفة.
2- نشيد بمضمون كلمة القائد الميدانيّ «أبو باقر البحرانيّ» التي وجّهها إلى ثوّار البحرين في ذكرى الثّورة، وأكّد فيها الرّوح الثّابتة للطّلائع الثّوريّة الحاضرة في الميدان، والعزيمة الأكيدة على استمرار الثّوار على عهدهم مع الشّعب وقادته المضحّين، وعدم التّواني عن تقويةِ الحراك الثّوريّ الميدانيّ وتصعيده في المرحلة المقبلة، حتّى إسقاط نظام الاستبداد والفساد في البحرين.
3- ندينُ العنف الخليفيّ الذي واجه به المتظاهرين السّلميّين في ذكرى الثّورة، والذي تسبّب في سقوط جرحى واعتقال عدد من المشاركين في الاحتجاجات. ونحذّر الكيان الخليفيّ من العودةِ إلى استعمال القمع القاتل، والاستهانة بصلابة الثّوار المدافعين عن الثّورة وشعبها، مؤكّدين في الوقت نفسه أنّ هذا العنف المتجدّد هو تعبيرٌ عن استفحال مأزوميّة الشرعيّة المفقودة للنّظام الخليفيّ، وهلعه الكبير من تصاعد الرّوح الثوريّة، ولا سيّما في ظلّ النّهضة الشّعبيّة والوطنيّة الأخيرة بعد طوفان الأقصى وبطولات المقاومة ومحورها الشّريف في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا.
4- ندعو أبناء شعبنا العزيز إلى مواصلة الفعاليّات التّضامنيّة مع شعبنا المقاوم في غزّة وفلسطين، وعدم التّراجع أو التّراخي في تنظيم كلّ أشكال الدّعم والمساندة مع المقاومة المظفرة، ونشدّد على أهميّة توسيع أشكال التّضامن في الوقت الذي يواصل الصّهاينة المجرمون العدوانَ وحرب الإبادة على الشّعب الفلسطينيّ، وما تشهده غزّة ورفح من مخاطر جمّة على الأهالي الصّامدين، في ظلّ تآمر مخزٍ من الأنظمة القمعيّة المطبّعة، والدعم الأمريكيّ واسع النّطاق.
5- نجدّد التحيّة لأبطال المقاومة وقادتها الكبار الشّرفاء في لبنان، ونتقدّم بالعزاء والتّهنئة إلى ذوي الشّهداء من المقاومين والمواطنين الأبرياء الذين قضوا في المجزرة الصّهيونيّة الأخيرة بمدينة النّبطيّة، ونؤكّد وقوف شعبنا في البحرين مع المقاومة الشّريفة في لبنان والاعتزاز بموقفها النّبيل والعظيم في نصرة المقاومين في غزّة، وتقديمها التّضحيات الغالية في هذا السّبيل، ما يُرسّخ وحدة المسير والمصير في استراتيجيّة وحدة السّاحات وهدفها الأكبر في إسقاط الكيان الصّهيونيّ وتحرير الأقصى الشّريف وكلّ حبّة من أرض فلسطين.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 19 فبراير/ شباط 2024م
البحرين المحتلّة