السيّد نصر الله: من يُهدّدنا بالتّوسعة في الحرب نُهدّده بالتوسعة
أكّد الأمين العام لحزب الله «سماحة السيّد حسن نصر الله» أنّ من يُهدّد المقاومة في لبنان بالتّوسعة في الحرب تُهدّده بالتوسعة، ومن يتصوّر أنّها تشعر لو للحظة واحدة بخوف أو ارتباك فهو مشتبه ومخطئ تمامًا ويبني على حسابات خاطئة، فهي اليوم أشدّ يقينًا وأقوى عزمًا على مواجهة العدو في أيّ مستوى من مستويات المواجهة.
وحذّر سماحته في كلمته خلال الاحتفال التكريميّ الذي أقامه حزب الله للجرحى والأسرى المقاومين في يوم الجريح المقاوم، يوم الثلاثاء 13 فبراير/ شباط 2024، وزير الحرب الصهيونيّ من أنّه إذا شنّ حربًا على لبنان فإنّه سيكون لديه مليونا نازح من الشمال وليس مئة ألف، وإذا نفّذ العدو تهديداته ضدّ حزب الله عليه أن يدرك أنّ المئة ألف الذين غادروا الشمال لن يعودوا.
وقال إنّ الجرحى والأسرى هم أولى الناس بالحفاظ على الإنجازات، لأنّهم شركاء في ذلك، والمقاومة هي جزء من وجودهم وكرامتهم.
وبارك سماحته للحرس الثوري في إيران يومهم وعيدهم، مؤكّدًا أنّهم بحقّ السند الحقيقي والداعم القوي لكلّ حركات المقاومة، وأنّ ما يعيشه اليوم محور المقاومة من مواقع قوّة فإنّما هو ببركة هذه الثورة الإسلاميّة التي انتصرت في مثل هذه الأيام.
وحول غزّة قال السيّد نصر الله إنّ ما جرى على الناس فيها من رعب وغارات تستهدف المنازل والمساجد والمخيّمات يجب أن يزلزل وجدان كلّ الناس في هذا العالم وأن يستشعروا المسؤوليّة، مضيفًا «130 يومًا من الصمود الأسطوريّ للمقاومين في غزّة، ومن البطولات التي تصل إلى حدّ الإعجاز والصبر الذي لا مثيل له في التاريخ، و130 يومًا من الفشل الإسرائيليّ وعجزه عن تحقيق الأهداف، و129 يومًا من الدعم والإسناد والتضامن من دول محور المقاومة والعديد من شعوب العالم».
ولفت سماحته إلى أنّ الجبهة في جنوب لبنان هي جبهة ضغط ومساندة ومشاركة في إلحاق الهزيمة بالإسرائيلي وإضعافه حتى يصل إلى النقطة التي يقتنع فيها أنّ عليه أن يوقف عدوانه على غزّة، موضحًا أنّ الصهيونيّ مأزوم وليس في موقع من يفرض الشروط، ولبنان هو في الموقع القوي والمبادر ويستطيع أن يفرض الشروط، مضيفًا: «نقاتل في الجنوب وعيننا على غزة، وعندما يتوقف العدوان على غزة سيتوقف إطلاق النار في الجنوب».
وبيّن أنّ فتح الجبهة اللبنانيّة مع الاحتلال شكّل مصلحة وطنيّة بالدرجة الأولى لمنع انتصار «إسرائيل» قائلًا: «أمام ما يجري في غزّة فالمصلحة الوطنية في دول المنطقة قبل المصلحة الفلسطينيّة هي في خروج “إسرائيل” مهزومة»، فإسرائيل المردوعة كما حصل بعد 2006 إلى اليوم هي التي يمكن أن يُحدّ من خطرها على لبنان وعلى دول المنطقة وشعوبها، وإسرائيل القوية تشكل خطرًا على المنطقة، وفق تعبيره.
وحول زيارات الموفدين الغربيّين إلى لبنان، قال سماحته إنّ هذه الزيارات لها هدف وحيد هو حماية «إسرائيل» وإعادة المستوطنين إلى الشمال، فهذه الوفود الغربيّة لا تتناول في أوراقها أي أمر يتعلق بما يحصل في غزّة من عدوان وجرائم، بل تطالب بتنفيذ الإجراءات التي يريدونها ولا يتناولون مسألة الأراضي المحتلّة والاعتداءات الصهيونيّة وغيرها من أمور، بل يركّزون على «أمن إسرائيل»، وهذه الوفود تستعين بتصريحات إسرائيليّة في محاولة منها للتهويل على المقاومة.