صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير موقفه الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
عشية إحياء شعب البحرين الأبيّ لثورتهِ المجيدة في ذكرى انطلاقتها الثّالثة عشرة؛ يتوجّه المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بأعظم التّحايا إلى أبنائه الأوفياء على جهادهم الأسطوريّ ضدّ حكم الاستبداد، وتمسُّكهم بخيارهم الثّوريّ رغم القبضةِ البوليسيّة.
ويؤكّد أنّ هذا الثّبات القويّ ارتكزَ على جملةٍ من الأسس التي ثبّتها شعبُنا على امتدادِ تاريخه النّضاليّ، ومن ذلك مُراكمة المنجزات، والوفاء العمليّ لأهداف الثّورةِ العليا، وعدم التّفريط في مبادئها الأساسيّة، مع التّمسُّك بالمشتركات الجوهريّة التي تجمعُ أبناءَ الشّعب، والتّغاضي عن الخلافات الصّغيرة، والوعي بدسائس الكيان الخليفيّ ومشاريع التّشطير وزرْع الخلافات، والقدرة على تشخيصِ الأعداء والأصدقاء، وبناء أملٍ حقيقيّ وواقعيّ بالنّصر المؤزّر بإذن الله تعالى.
بهذه المناسبة، وفي ظلّ الأحداث والمستجدات المحيطة، نتوقّف عند العناوين الآتية:
1- نشدّد على المشاركةِ الواسعة في برامج إحياء ذكرى الثّورة التي دعت إليها قوى المعارضة هذا العام تحت شعار «بناء دائم وصبرٌ مقاوم»، ذلك أنّ بناء الأوطان الصّالحة والجامعة يجبُ أن يكون بناءً دائمًا، يستند إلى حلولٍ دائمة وتضمن عدالةً مستمرّة، وأنّ الطّريق إلى ذلك يتطلّب صبرًا مقاومًا لكلّ أوجه الاستبداد والظّلم.
2- نؤكّد أنّ ثورة البحرين استطاعت أن تبني معطيات مهمّة من شأنها أن توفّر الأرضيّة نحو تحقيق الأهداف الأساسيّة، ومن ذلك:
أ- الاستمراريّة وعدم التّراجع: فلم يعُد الشّعب إلى المنازل، ولم يرفع الرّايات البيض، وهذا انتصارٌ معنويّ وواقعيّ من جهة، وهزيمة من جهةٍ أخرى لمشروع القمعِ الذي كان يُراهِنُ على إجبارِ الشّعب على إعلان النّدامةِ والانكسار.
ب- البقاء في السّاحات، وابتكار وسائل المقاومةِ والاحتجاج بحسب الظّروف والمتغيّرات المحيطة، وهو يكشفه المعجمُ الخاصّ لثورةِ 14 فبراير الذي يزخرُ بأساليب جديدة في مواجهةِ القمع.
ت- تعميق الجدار الشّعبيّ العازل حول الكيان الخليفيّ، وتثبيت قواعد إضافيّة من المقاطعةِ والمفاصلةِ مع كلّ ما له صلة بهذا الكيان المجرم، ما ركّز عمليًّا مبدأ إسقاط النّظام الاستبداديّ الفاسد، وحرمانه أيّ شكلٍ من أشكالِ الشّرعيّة الشّعبيّة.
ث- التّلاحم الوطنيّ، ووحدة المعارضة والقيادة، وانطلاقًا من محافظةِ الثّورة على مطالبها الوطنيّة العادلة، وإجهاض مخطط تفتيت المجتمع، والنّجاح في تعزيز الوحدةِ بين قوى المعارضة، ولا سيّما مع ثبات القيادات داخل المعتقلات، والإجماع على قيادة آية الله الشّيخ عيسى قاسم «حفظه الله تعالى».
ج- ترسيخ الهدف الجوهريّ للثّورة، والمتمثّل في إقامةِ تغييرٍ حقيقيّ، والذي يرمز له شعارُ «إسقاط النّظام»، ومشروع حقّ تقرير المصير، وإقامة دولةٍ عادلة بدستورٍ جديد يكتبه ممثلو الشّعب الشّرعيّون.
3- مع مضي ثلاثة عشر عامًا على انفجار ثورةِ البحرين؛ تأكّد لشعبنا العزيز، وأكثر من أيّ يوم مضى؛ أحقيّةِ هذه الثّورة، وصدْق شعاراتها، وأصالةِ أهدافها، ولا سيّما بعد أن بلغَ الكيانُ الاستبداديّ لآل خليفة حدودَ العمالةِ الكاملة بالتّطبيع مع العدوّ الصّهيونيّ، والتّفريط المطلق بسيادةِ البلاد وأمنها بالانخراط في تحالفات العدوانِ التي يقودها الشّيطانُ الأمريكيّ. وقد خلُص شعبُنا من ذلك إلى ضرورةِ الاستمرار في نهضةِ 14 فبراير، مهما استكبرَ الخليفيّون وزادَ بطْشهم، وأنّ أجيالَ الثّورةِ ستواصلُ حمْلَ شعلةِ حقّ تقرير المصير، وستُكمل الطريقَ بإرادةٍ لا تلين، محفوفة بالعهْد مع دماءِ الشّهداء الأبرار، وتضحياتِ الرّموز الأسرى، وكلّ العوائل المضحّية وأبنائهم الأوفياء.
4- نباركُ للجمهوريّةِ الإسلاميّة في إيران ذكرى انتصار ثورتها بقيادةِ الإمام الرّاحل روح الله الموسويّ الخمينيّ العظيم «قدّس سرّه»، ونرى أنّ هذه الثّورة المباركة وقيادتها الرّبانيّة الوفيّة ستظلّ ملهمةً لكلّ الأحرارِ في العالم، وستظلُّ مصدرَ الأملِ الكبيرِ لشعوب الأرضِ والمستضعفين بإسقاطِ أعتى الطّواغيت والخلاص من مشاريعِ الاستكبارِ العالميّ.
5- بمناسبةِ أسبوع الشهداء القادة «الشّيخ راغب حرب، والسّيد عبّاس الموسويّ، والحاج عماد مغنية»؛ نجدّد مع شعبنا في البحرين موقفَ الجهاد والمقاومةِ ضدّ العدو الصّهيونيّ، وعدم التّنازل عن تحرير كلِّ فلسطين والأوطان من الاحتلالات والقواعد الأجنبيّة، مقتدين بالرؤيةِ الثّاقبةِ لهؤلاء القادةِ التي بشّرت بأنّ «إسرائيل سقطت»، وأكّدت أنّ «المصالحة اعتراف والموقف سلاح»، وأنّ الأصلَ هو «الرّوح» التي تقاتلُ الطّغيانَ، وبها يتحقّقُ للشّعوب الحريّةَ والاستقلالَ والكرامة والعزّة.
6- نؤكّد استمرارَ شعب البحرينِ في نصْرةِ أهلنا في غزّة الصّامدة والوقوف مع مقاومتها الباسلة، ونشدّد على أنّ جرائمَ الإبادةِ غير المسبوقة لن تزيد شعوبنا إلا ثباتًا على طريق القدسِ والتمسُّك بدروسِ طوفان الأقصى المجيدة، التي أثبتت قوّةَ المقاومة ومحورها الشّريف، وهوانَ العدوّ الصّهيونيّ وحلفه الشّرير، وهي الدّروسُ التي يستحضرها شعبُنا منذ مجزرة الخميس الدّامي التي شهدها ميدانُ اللؤلؤة في العام 2011م، والهجوم الإجراميّ على المعتصمين بغطاءٍ أمريكيّ- سعوديّ، غير أنّ الثّبات والصّبر والإيمان بالقضيّةِ كان أقوى من المجازرِ وفوهات البنادق والدّبابات ومؤامرات الأعداء، وسيبقى كذلك.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 12 فبراير/ شباط 2024م
البحرين المحتلّة