دعا المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إلى الاستعدادِ الواسعِ لإحياءِ الذّكرى الثّالثة عشرة لثورة البحرين، مشيرًا إلى أنّها تأتي هذا العام في ظلّ انخراطِ الكيانِ الخليفيّ غير المحدود بالمحورِ الأمريكيّ- الصّهيونيّ، واستمراره في الاستخفافِ بقيم شعب البحرين ومبادئه الدّينيّة والوطنيّة وتعدّيه على ثقافته وإمعانه في تكريسِ الاستبداد ورفْض الاستجابة لمطالبه في بناء دولةٍ دستوريّة حقيقيّة وإرساء الحقوق السّياسيّة الكاملة للمواطنين كافّة.
وأكّد في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 5 فبراير/ شباط 2024 أنّ هذا العام سيكون محطّة مهمّة ليُجدّد فيها الشعب رسوخَ ثورته الحقّة وعدم التّنازل عن أهدافها الأساسيّة، لافتًا إلى أنّ ذلك يتطلّبُ تنسيقًا أكبر بين أبناءِ الشّعب والقوى المعارضة.
ورأى أنّ ذكرى ثورة 14 فبراير لا تزال تمثّل هاجسًا مخيفًا لدى الكيان الخليفيّ المجرم، لأنّها كانت المحطّة الفاصلة التي حطّم فيها الشعب جبروتَه الوهميّ في العام 2011، ولا تزال أصداؤها ونتائجها باقيةً حتّى اليوم عبر النزول إلى السّاحاتِ والميادين، ورفعَ الهتافات والقبضات المنادية بالحريّةِ والعدالةِ والاستقلال، والتذكير بالطباعِ الإجراميّة لآل خليفة ونكْثهم العهود والمواثيق، وعدم الثّقة مجدّدًا بأيّ حلول منقوصة وخادعة يكونون طرفًا فيها.
وشدّد المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير على أنّ المفاصلة بين الشعب والنظام غير قابلة للهدم، لأنها تفصل بين الشّعب وحقوقه العادلة من جهة والنّظام وجرائمه من جهة أخرى، وهي تتوسّعُ يومًا بعد آخر بتوسّع جرائم الكيانِ وانتهاكاته، منوّهًا إلى أنّ هذه المفاصلة هي إحدى منجزات ثورة 14 فبراير التي سعى الخليفيّون مرارًا إلى الالتفافِ عليها بتكرار مخطّطات إعادة اختطاف إرادةِ الشّعب ومصادَرة موقفه الأبيّ عبر خيانتهم الكاملة وتطبيعهم مع الكيان الصّهيونيّ ومعاداتهم قضايا الأمّةِ وعلى رأسها قضيّة فلسطين.
وأشاد بمواصلةِ شعب البحرين نصرته لشعب فلسطين ومقاومته الشّريفة، مثنيًا على المبادرات الوطنيّة التي تكرّسُ المفاصلة مع الكيان الخليفيّ وسياساته الخيانيّة، والتبرؤ منها ومن عمالته للعدوّ الصّهيونيّ تحت مظلّة العدوان الأمريكيّ الاستعماريّ على المنطقة وشعوبها. وحيّا وعيَ الشعب بأهمّيةِ التلاحم الشّعبي لإفشال رهان الخليفيّين على إثارة الفتن وتخريب نهضته في نصرة الحقّ ومعاداة الباطل.
ونوّه المجلس السياسيّ في الائتلاف إلى أنّ إحياء ذكرى ثورة 14 فبراير هو إحياءٌ لذكرى الأبطال المضحّين من الرّموز القادة والشّجعان الأحرار من أبناء الشعب، وهو إحياء لدماء الشّهداء الأبرار، واستذكر في هذه المناسبة ذكرى شهادة القياديّ البارز في ائتلاف 14 فبراير «الشّهيد المناضل السّيد علي الموسوي (أبو هادي)»، الذي كان أنموذجًا للشّاب الثّوريّ المقاوم، وحملَ راية الدّفاع الإعلاميّ عن ثورة البحرين رغم التهديدات والمنفى القسري ومحنة المرض، حتّى نالَ وسام الشّهادة على هذا الطّريق الشريف، وفق تعبيره.
وأدان تجدّد العدوان الأمريكيّ- البريطانيّ على العراق وسوريا واليمن، محمّلًا الكيان الخليفيّ كاملَ المسؤولية عن سفْك دماء أبناء شعوب المنطقة التي تتعرّض لهذا العدوانٍ، داعيًا الأمّة إلى نفير شعبيّ واسع للعمل على مقاومة قواعد الاحتلال العسكريّ الأمريكي في المنطقة، وبكلّ السّبل المشروعة، حتى إغلاقها وتحرير أراضيها من دنسها وإجرامها ومؤامراتها.