صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يدعو المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إلى الاستعدادِ الواسعِ لإحياءِ الذّكرى الثّالثة عشرة لثورة البحرين المجيدة، ويشير إلى أنّها تأتي هذا العام في ظلّ انخراطِ الكيانِ الخليفيّ غير المحدود بالمحورِ الأمريكيّ- الصّهيونيّ، واستمراره في الاستخفافِ بقيم شعب البحرين ومبادئه الدّينيّة والوطنيّة، بما في ذلك التّعدّي على ثقافةِ المواطنين الأصيلة، إضافة إلى إمعانِ آل خليفة في تكريسِ الاستبداد ورفْض الاستجابة لمطالب الشّعب في بناء دولةٍ دستوريّة حقيقيّة وإرساء الحقوق السّياسيّة الكاملة للمواطنين كافّة.
ويؤكّد المجلسُ السّياسيّ أنّ هذا العام سيكون محطّة مهمّة ليُجدّد فيها شعبُنا رسوخَ ثورته الحقّة وعدم التّنازل عن أهدافها الأساسيّة، وهو ما يتطلّبُ تنسيقًا أكبر بين أبناءِ الشّعب والقوى المعارضة، لترسيخ الحقّ السّياسيّ والدّستوريّ، وعدم التّفريط باستقلالِ البلاد وسيادتها الكاملة، وسيكونُ إحياء ذكرى ثورة 14 فبراير العنوانَ الأمثل لإعلان هذا الإجماع الشّعبيّ، وتأكيد الاستمرار على هذا النّهج المقاوم حتى إسقاط الفساد والاستبداد الذي يمثّله الكيان القبليّ والطّائفيّ لآل خليفة.
وفي هذه المناسبة، وأمام التّطوّرات الأخيرة في المنطقة، يسجّل المجلسُ السّياسيّ العناوين الآتية:
1- نؤكّد أنّ ذكرى ثورة 14 فبراير لا تزال تمثّل هاجسًا مخيفًا لدى الكيان الخليفيّ المجرم، لأنّها كانت المحطّة الفاصلة التي حطّم فيها شعبُنا جبروتَه الوهميّ في العام 2011، ولا تزال أصداؤها ونتائجها باقيةً حتّى اليوم، بعد أنْ نَزَل الشّعبُ إلى السّاحاتِ والميادين متسلّحًا بالإيمانِ والشّجاعةِ والعنفوان، ورفعَ الهتافات والقبضات المنادية بالحريّةِ والعدالةِ والاستقلال، ومذكّرًا بالطباعِ الإجراميّة لآل خليفة ونكْثهم العهود والمواثيق، وعدم الثّقة مجدّدًا بأيّ حلول منقوصة وخادعة يكونون طرفًا فيها.
2- نشدّد على أنّ الجدار العازل الذي أقامته ثورة 14 فبراير بين الشّعب وكيانِ الإجرام الخليفيّ هو جدارٌ صلب وغير قابلٍ للهدمِ أو الاختراق، فهو جدارٌ يفصلُ بين الشّعب وحقوقه العادلة من جهة والنّظام وجرائمه من جهة أخرى، ويتوسّعُ يومًا بعد آخر بتوسّع جرائم الكيانِ وانتهاكاته، حتى أصبح التّلاقي بين الطّرفين مستحيلًا باستحالةِ التّلاقي بين الحقّ والباطل، وهذه المفاصلة هي إحدى منجزات ثورة 14 فبراير التي سعى الخليفيّون مرارًا إلى الالتفافِ عليها بتكرار مخطّطات إعادة اختطاف إرادةِ الشّعب ومصادَرة موقفه الأبيّ؛ فأصبح آل خليفة شرذمةً مذمومةً في نَظَر الشّعب، وهم يعادون جهارًا ونهارًا حقوقه وقيمه ودينه، ويثبتون خيانتهم الكاملة وتطبيعهم مع الكيان الصّهيونيّ ومعاداتهم قضايا الأمّةِ وعلى رأسها قضيّة فلسطين، ولذلك لن يكون لهم أيّ مكانٍ أو اعتراف بين الشّعب مهما روّجوا الخدعَ والأكاذيبَ المكشوفة.
3- إنّ شعب البحرين يعدّ ثورة 14 فبراير منارةً تضيء له طريقَ النّضال المستمرّ، وحضوره في السّاحات والميادين دفاعًا عن حقوقه في الحريّة، وتضامنًا مع غزّة والمقاومة الفلسطينيّة إنّما هو جزء من بركات تلك الثّورة المباركة والتمسُّك بها وبأهدافها النّبيلة. وهنا نُعيد التّذكير بأنّ ما روّجه الخليفيّون من أنّ البلاد تجاوزت أحداثَ 14 فبراير إنّما هو وهْمٌ يُعشعش في نفوسهم المهزومة، ويعبّر عن خوفهم غير المنقطع من الأثر الكبير لثورة 14 فبراير وقدرتها المتواصلة على إلهام الشّعب بمزيدٍ من الصّبر والصّمود والتّحدّي، مهما اشتدّت التّحدّيات وتكالبَ الأعداء وزادت المؤامرات.
4- في هذا السّياق، نكرّر الإشادةَ بمواصلةِ شعبنا العزيز نصرة شعب فلسطين ومقاومته الشّريفة، ونُثني على المبادرات الوطنيّة التي تكرّسُ المفاصلة مع الكيان الخليفيّ وسياساته الخيانيّة، والتبرؤ منها ومن عمالته للعدوّ الصّهيونيّ تحت مظلّة العدوان الأمريكيّ الاستعماريّ على المنطقة وشعوبها. كما نحيّي وعيَ شعبنا بأهمّيةِ التلاحم الشّعبي لإفشال رهان الخليفيّين على إثارة الفتن وتخريب نهضته الكريمة في نصرة الحقّ ومعاداة الباطل، وهو الوعي الذي نراهنُ عليه ونؤكّد ضرورة توسيع مداه ليكون منطلقًا نحو مشروع التّحرير وتقرير المصير.
5- ننوّه إلى أنّ إحياء ذكرى ثورة 14 فبراير هو إحياءٌ لذكرى الأبطال المضحّين من الرّموز القادة والشّجعان الأحرار من أبناء شعبنا، وهو إحياء لدماء الشّهداء الأبرار الذين سيبقون منارات خالدة في مسيرة الكفاح والنّضال حتى تتحقق الآمال والأهداف، ونستذكرُ في هذه المناسبة ذكرى شهادة القياديّ البارز في ائتلاف 14 فبراير «الشّهيد المناضل السّيد علي الموسوي (أبو هادي)»، الذي كان أنموذجًا للشّاب الثّوريّ المقاوم، وحملَ راية الدّفاع الإعلاميّ عن ثورة البحرين رغم التهديدات والمنفى القسري ومحنة المرض، حتّى نالَ وسام الشّهادة على هذا الطّريق الشّريف.
6- نحمّل الكيانَ الخليفيّ كاملَ المسؤولية عن سفْك أيّ قطرة دم من أبناء شعوب المنطقة التي تتعرّض لعدوانٍ أمريكيّ- بريطانيّ- صهيونيّ متواصل، وندين في هذا السّياق تجدّد هذا العدوان على العراق وسوريا واليمن، ما يؤكّد أنّ هذا الحلف الشّيطانيّ هو سببُ الدّمار في المنطقة وتهديد الأمن والاستقرار في بلداننا، وأنّ الأمّة قاطبة أصبحت مدعوّة إلى نفير شعبيّ واسع للعمل على مقاومة قواعد الاحتلال العسكريّ الأمريكي في المنطقة، وبكلّ السّبل المشروعة، حتى إغلاقها وتحرير أراضينا من دنسها وإجرامها ومؤامراتها.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 5 فبراير/ شباط 2024م
البحرين المحتلّة