صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعي، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يترقّب شعبُنا العزيز في البحرين استقبالَ الذكرى الثالثة عشرة لثورته المجيدة في 14 فبراير، وهو كلّه أملٌ وإصرار على تحقيق تطلّعاته في تقرير مصيره من خلال كتابةِ دستور جديد بيد أبنائه الصّادقين المخلصين، ويجدّد المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير ثقته الكبيرة بأنّ شعبنا المقاوم لن يتوقّف عن الاستمرار في ثورته حتّى تحقيق أهدافها الكبرى، والانتقال بالبحرين إلى دولةٍ دستوريّة ذات سيادة وطنيّة، وتخليصها من الاحتلال الخليفيّ.
ويؤكّد أنّ الثّبات والصّبر والاستقامة على طريق 14 فبراير ستكون لصالح الشّعب وثورته، مهما طال الزّمن وزادت التّضحيات، لأنّ زمن الطّغيان والعمالة قد ولّى بلا رجعة، ولن يكون لهذا الكيان الخليفيّ المجرم أيّ مستقبل في البقاء، وهو زائلٌ مثل حلفائه الصّهاينة المجرمين. وهذا موقفٌ أصبح أكثر رسوخًا لدى شعبنا مع إمعان الخليفيّين في استهدافِ هوية الشّعب الأصيلة، وعدم توانيهم عن محاربةِ كلّ ما له صلة بوجوده وثقافته ودينه، فبعد انكشاف مخطّط إلغاء عطلة يوم الجمعة؛ عاودت المنظومة التّابعة للخليفيّين التّشكيك بأصالةِ السّكان الأصليّين، والتّحريض على المواطنين من خلال الهجوم الممنهج على الأهازيج والردّاديات الشعبيّة التي تعبّر عن معتقداتهم ووجدانهم الدّيني الأصيل، وهو ما يؤكّد ما حذّرنا منه سابقًا من أنّ الكيان الخليفيّ ماضٍ في مشروعه الرّامي إلى محو ثقافة البحرين الأصيلة، ما يستدعي استعادة المبادرة لمقاومة هذا المشروع وبكلّ الوسائل المتاحة.
وبمناسبة قرب حلول ذكرى ثورة 14 فبراير المجيدة، يتوقّف المجلس السّياسيّ عند النّقاط الآتية:
1- نشدّد على الاستعدادِ الواسع لإحياء ذكرى الثّورة هذا العام، وتكاتف الجميع من أجل إنجاح الفعاليّات والأنشطة المخصّصة لها، مؤكّدين أنّ الأولويّة اليوم هي تكريسُ القيم العليا التي رسّختها الثّورة بتضحيات الشّهداء والمعتقلين والجرحى والمبعدين وعوائلهم الكريمة، وعلى رأس هذه القيم عدم القبول بالعودةِ إلى الوراء، وأنّ الحلّ المجدي الذي يرتضيه الشّعبُ هو إزالة أساس الظّلم والطّغيان والفساد، وإقامة نظام سياسيّ جديد بما يتوافقُ مع الإرادة الشّعبيّة، وإحقاق الحقّ الكامل والشّامل في كافة شؤون إدارة البلاد داخليًّا وخارجيًّا، وهو ما لا يكون إلّا بإنهاء الحكم القبليّ الطائفيّ العميل الذي فرضه الكيانُ الخليفيّ على البلاد وشعبها على مدى العقود الماضية، ونرى أنّ أيّ تفاوض أو مناورة خارج هذه القيم والمبادئ لن يكون له أيّ قبول من الشّعب وبكلّ قواه الشّريفة.
2- نجدّد الدّعوة للقوى الوطنيّة في البلاد إلى التحرّك من أجل تفعيل الدّروس المستفادة من الحراك الشّعبي المتضامن مع قضيّة فلسطين ومقاومتها المظفّرة، ولا سيّما بعد أنْ واصلَ كيانُ آل خليفة انخراطه الكامل مع العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ، ومعاداته السّافرة للشّعوب وحقوقها في الحريّة والتحرّر، وهو ما يستدعي أن يأخذ الحراك الشّعبي وجْهةً جديدة على صعيد التّصدّي لهذا الكيانِ والإعلان عن إطار وطنيّ واسع يؤكّد أنّ الكيان الخليفيّ لا يمثّل شعب البحرين ومواقفه في مقاومةِ المشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ، والدّعوة العلنيّة والعمليّة إلى وقْف استباحة صوت الشّعب واختطاف قراره الحرّ والمستقل، وذلك من خلال تجديد المطلب الشّعبي بتقرير المصير وإنهاء حكم هذه الطّغمة الفاسدة. ونحيي في هذا السّياق ثباتَ شعبنا على هذه المواقف الأبيّة وإصراره على رفْع الصوت عاليًا، وفي كلّ الساحات رفْضًا للتّطبيع وللقواعد الأمريكيّة والبريطانيّة الإجراميّة.
3- ندين استمرارَ العدوان الأمريكيّ والبريطانيّ على شعبنا العزيز في اليمن والعراق، وندعو إلى إعلاء الصّوت ضدّ هذا العدوان الذي يأتي لإسناد الكيان الصهيونيّ المجرم وارتكابه الجرائم الوحشيّة بحقّ أبناء الشّعب الفلسطينيّ. ونشدّد على ضرورةِ أن يتواصلَ التّنديد العلنيّ لانخراط كيان آل خليفة في التّحالف العدوانيّ الذي تقوده الإدارةُ الأمريكيّة، والبراءة من مشاركته فيه، واعتبار ذلك دليلًا على أنّ الكيان الخليفيّ شريك في سفْك الدّماء والعدوان على سيادةِ شعوب، خدمةً لمشاريع الشيطان الأمريكيّ.
4- نؤكد أنّ شعب البحرين أصبح أكثر إيمانًا بقوّة الشّعوب وإرادتها على إسقاط العدوان والاستبداد، وأنّه بات على يقين بعد «طوفان الأقصى» بأنّ المقاومة هي السبيل لانتزاع الحقوق، وتحرير الأوطان، ودحْر قوى الاستعمار، وأنّ أي خيار آخر لن يكون مفيدًا ومعوّلًا عليه في ظلّ هذا العالم المتوحّش الذي لا يعرف غيرَ لغة القوّة والمصالح، وهو ما أدركته شعوبُ المنطقة وأحرار العالم قاطبة، من فلسطين إلى لبنان، مرورًا باليمن والعراق وسوريا، حيث نجحت المقاومةُ ومحورها الشّريف في محاصرةِ الأمريكيّين والصّهاينة في غزّة واليمن ولبنان، كما أجبرت المقاومةُ العراقيّة الشّيطانَ الأكبر على تسريع الانسحاب من العراق وسوريا على وقْع ضرباتها المسدّدة الأخيرة.
5- نعبّر عن استنكارنا لعودة الجماعات الدّاعشيّة التّكفيريّة إلى المنطقة ونحذّر منها، وذلك بعد الإعلان عن القبض على إرهابيّين تكفيريّين في الكويت كانوا يخطّطون لاستهداف المساجد والأبرياء. ونؤكّد أنّ هذه الجماعات المرتبطة بالشّيطان الأمريكيّ وعملائه السّعوديين؛ تتولّى تنفيذ أجندة أمريكيّة صهيونيّة خبيثة، وتعمل على تفجير المزيد من الساحات في مواجهة محور المقاومة، والعمل على إشغاله بجيوب تكفيريّة جديدة سَبَق القضاء عليها بفضْل تماسك محور المقاومة. ولا يسعنا هنا إلا الدّعوة إلى أخذ الحيطة والحذر في المنطقة، بما في ذلك البحرين، بسبب وجود نظام طائفيّ تكفيريّ له سوابق في دعْم الإرهاب الداعشي في سوريا والعراق، وهو ما تعزّز مع استباحة أجهزة الموساد الصّهيونيّ لبلادنا، والاندفاع المجنون لآل خليفة في التعلّق بأيّ طوق يتوهّمون بأنّه سينقذهم من السّقوط الوشيك بإذن الله تعالى.
المجلس السّياسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الثلاثاء 30 يناير/ كانون الثّاني 2024م
البحرين المحتلّة