صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يدين المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير مواصلةَ الكيان الخليفيّ الإخلال الممنهج بتركيبةِ البحرين الثٍّقافيّة والدّينيّة الأصيلة، ويضع مسعاه الأخير إلى إصدار قانون بتغيير إجازة يوم الجمعة إلى يوم آخر في إطار المخطّط الحثيث للإجهاز على كلّ ما له صلة بالمواطنين الأصليّين، من السّنة والشّيعة، بما في ذلك الحذف التّدريجيّ للفضاء الرّوحيّ والاجتماعيّ الذي توارثته الأجيال عن الآباء والأجداد، والذي يتعارضُ مع بنية الاحتلال التي يتآمر الخليفيّون، منذ غزوهم البحرين، لإحلالها محلّ بنية القيم الأصيلة التي يتميّز بها شعبُ البحرين الأصيل.
إنّنا نشدّد على المواقف الرّافضة للتوجّه الخليفيّ الجديد لاستهداف يوم الجمعة، بما هو رمزٌ دينيّ واجتماعيّ في بلدنا المسلم، ونجدّد التّحذيرَ من المرامي الخطرة لاستهداف منبر صلاة الجمعة، لما لهذا المنبر من خصوصيّةٍ على مستوى التّوجيه الدّينيّ والسّياسيّ والاجتماعيّ، وهو ما يلتقي مع أصْل المشروعِ الخليفيّ الأسود الذي انكشفَ منذ أكثر من عقدين، لاقتلاع جذور أهالي البلاد الأصليّين، والإجهاز على مواطن قوّتهم وتمسّكهم بوجودهم الدّينيّ والثّقافيّ ومقاومتهم لمشاريع المحو والاحتلال.
ويسجّل المجلسُ السّياسيّ العناوينَ الآتية في سياقِ المستجدّات الجاريةِ في البحرين والمنطقة:
1- نستنكر الزّيارات الأخيرة المشبوهة للمسؤولين العسكريّين الأمريكيّين والبريطانيّين للبحرين، وندعو مجدّدًا إلى إسقاط مشروع تحويل بلادنا لمقرّ رئيسيّ للتّحالف البحريّ الأمريكيّ، لتكون منطلقًا للعمليّاتِ العدوانيّة التي تستهدفُ أهلَنا في اليمن العزيز المقاوم، ونرى أنّ هذا الانتهاكَ الصّارخ لسيادةِ البحرين وقيم شعبها تأكيد آخر للسّقوط الأخلاقيّ للكيان الخليفيّ وارتباط الطّاغية (حمد) بكلّ ما هو معادٍ للشّعوب واستقلالها وحرّيتها، وغير بعيدٍ ذلك عن المشروع التّدميريّ الذي أشرفَ عليه هذا الطّاغية بنفسه لاستعادةِ تاريخ أجداده الغزاة في استباحةِ الأرض والسّكان، والعمالة للقوى الأجنبيّة وتقديم الخدمات الوضيعة لهم لضمان سيطرةِ القبيلة الخليفيّة واستمرار احتلالها للبلاد. إنّنا ندعو هنا شعبنا وقوانا الحيّة، ونحن على مشارف ذكرى ثورة ١٤ فبراير؛ إلى تحمُّل المسؤوليّة الوطنيّة للنّهوض الأوسع والأقوى لإسقاط هذا العتوّ والاستخفاف الخليفيّ غير المسبوق، ونرى أنّ بوصلة العودةِ إلى ميدان اللّؤلؤة؛ ستكون انطلاقةً مُثلى نحو انتزاع حقّ تقرير المصير، وإعلان التّحدّي في وجه غطرسةِ آل خليفة وعمالتهم للمشاريع الصّهيونيّة الأمريكيّة.
2- نهيب بأبناءَ شعبنا إلى تكثيف المشاركةِ في كلّ الفعاليّات والأنشطة التي تُقام في البحرين تضامنًا مع غزّة الأبيّة ومقاومتها الشّريفة، وذلك لتقويةِ الموقف الشّعبيّ وحراكه الحرّ في الدّفاع عن قضيّة فلسطين المحتلّة ومناهضة التّطبيع في بلدنا. ونؤكّد أنّ هذه المشاركة الواسعة والمتنوّعة باتت ضرورةً ملحّةً للحفاظ على التّلاحم الشّعبيّ الذي أُنجز بعد طوفان الأقصى، ولقطْع الطّريق أمام الخُطط التي تبيّتها أجهزةُ الكيان الخليفيّ لكسْر هذا التّلاحم والصّمود الشّعبيّ والوطنيّ، والحدّ من تصاعده على المستوى المحلّي والخارجيّ، ولا سيّما بعد أن نجحَ حراكُ شعبنا في ترسيخ المفاصلةِ والقطيعة التّامة عن مشاريع الخليفيّين وسياساتهم التّابعة للعدوان الأمريكيّ- الصّهيونيّ، وهو ما عزّز من عزْلةِ كيان آل خليفة وعدم شرعيّتهم الشّعبيّة والدّستوريّة.
3- إنّنا نحذّر كيانَ آل خليفة من مغبّة توريط بلادنا البحرين في محاور الشّرّ التي يديرها الأمريكيّون والبريطانيّون، خدمةً لمصالحهم وللصّهاينة المجرمين، وفي الوقت الذي ندعو إلى الضّغط الشّعبيّ والثّوريّ لإجبار آل خليفة على الخروج من التّحالفات والاتّفاقات الأمنيّة والعسكريّة التي تستهدفُ شعوبَ المنطقة وأمنها القوميّ، وتحديدًا في اليمن وإيران وفلسطين المحتلّة، فإننّا نحمّلهم المسؤوليةَ الكاملة عن أيّ استهدافٍ دفاعيّ قد يطال أوكارَ التجسُّس والقواعدَ الأجنبيّة الجاثمة في أرضنا البحرين، وينبغي أن يدرك آل خليفة أنّ هذا الاستهداف سيجلبُ عليهم مخاطرَ غير مسبوقة، ولن يكون الشّعب حينها بمنأى عن تسجيل موقفه الثّابت في طرْد قواعد الاحتلال والتجسّس وإنجاح الطّريق نحو معركة التّحرير الكبرى.
4- نجدّد ثقتنا بالمحور المقاوم الشّريف الذي يمثّل عنوانَ الأمل والكرامةِ لهذه الأمّة، وتأكيد صمودنا معه، وندين العدوانَ الأمريكيّ- البريطانيّ ضدّ اليمن وقيادته الشّريفة، ونؤكّد أنّ الاتّهام الأمريكيّ لحركة أنصار الله بـ«الإرهاب» هو وسامُ شرفٍ لهذه الطّليعة المؤمنة والمجاهدة التي تقدّم التّضحيات الكبرى على طريق القدس ونصرةً لأهلنا الصّابرين والمقاومين في غزّة، ولن تزيدها هذه الخطوات الرّعناء إلّا إصرارًا على هذا الطّريق مع شعبها وجيشها الباسل، والمضيّ أكثر في تقويةِ ساحات المقاومة ومدّها، كلّ يوم، بالبطولات والضّربات الموْجِعة للصّهاينة والقوى الاستعماريّة المجرمة.
المجلس السّياسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 22 يناير/ كانون الثّاني 2024م
البحرين المحتلّة