صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يقدّم المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير تعازيه لأهالي شهداء الإعدام المظلومين في البحرين الأبطال «عبّاس السّميع وسامي مشيمع وعلي السّنكيس» في ذكراهم السّنويّة السّابعة، حيث أقدم الكيان الخليفيّ على جريمة إعدامهم البشعة عام 2017، ويؤكّد أنّ هذه الجريمة الدّمويّة هي استمرارٌ للهويّةِ المتوحّشة لآل خليفة منذ احتلالهم البحرين قبل أكثر من قرنين من الزّمان، وقد شكّلت تأسيسًا جديدًا لروحِ المقاومةِ في بلدنا العزيز، والإصرار الشّعبيّ على اقتلاع الاحتلال وسياساته غير المسبوقة في الاستبداد والإجرام.
وهنا يدعو المجلسُ السّياسيّ إلى تجديدِ ذكرى الوفاء لشهداءِ الإعدام الثّلاثة، وتخليد مواقفهم البطوليّة في ذاكرةِ الأجيال، لتكون نبراسًا في طريق الحريّةِ والتّحرير وإنهاء كابوسِ الاحتلال الخليفيّ الجاثم على بلدنا، وتحقيق آمال أجدادنا وآبائنا وتطلّعاتهم في إقامةِ نظامٍ دستوريّ عادل يصونُ قيمَ المواطنين وحقوقَهم ويحافظُ على أصالةِ الوطن ومبادئه في السّيادةِ والاستقلال.
وفي ظلّ الأحداث والمستجدّات الأخيرة في البحرين والمنطقة؛ يسجّل المجلسُ السّياسيّ العناوينَ الآتية:
1- نؤكّد مرّة أخرى براءة شعبنا العزيز من سياساتِ الكيان الخليفيّ غير الشّرعيّ في الالتحاقِ بالمحور الأمريكيّ الصّهيونيّ، ونؤكّد ما ذكره سماحةُ الأمين العام المفدّى السّيّد حسن نصر الله (حفظه الله تعالى) أنّ انخراط الخليفيّين في التّحالف البحريّ الأمريكيّ ضد اليمن العزيز لا يعبّر عن شعبِ البحرين الذي رفضَ «الموقف الذّليل والخانع والخائن» لآل خليفة، وقد سجّل الحضورُ الجماهيريّ الواسع في مناطق البلاد كلمةَ الشّعبِ الواضحة والحاسمة بالانتماءِ إلى شعوبِ المقاومة في المنطقة، ودعْم صمود أهلنا في غزّة ومقاومتها الباسلة. وقد رفعَ شعبُنا شعارَ «مع اليمن مهما كان الثّمن» تأكيدًا لخياره في الثّبات مع كلّ جبهات المقاومة ضدّ المشروع الأمريكيّ الصّهيونيّ، وأنّه لن يتردّد في تقديم كلّ ما يستطيع من أجل الدّفاع عن المقاومة وشعوبنا الحرّة، مشدّدًا على أنّ معركته الحقّة في إسقاط كيانِ الخيانة والاستبداد هي جزء لا يتجزأ من معركةِ التّحرير الكبرى في وجه الشّيطان الأمريكيّ الأكبر ومشروعه الصّهيونيّ المجرم.
2- في أجواء العام الثّوري الجديد، ومع اقتراب ذكرى ثورة 14 فبراير؛ ندعو كلّ القوى الوطنيّة في بلدنا البحرين إلى قراءةِ المشهد المتغيّر في المنطقة، والاعتبار من التطوّر المهمّ داخل البلاد على صعيد الوعي الوطنيّ والتّحرّريّ، وأنْ يتدارس الجميعُ السُّبلَ الممكنة لتعزيز اللّحمةِ الوطنيّة التي شهدتها البلاد منذ طوفان الأقصى، والتّفاكر من أجل تصعيد هذا الحراك النّوعيّ في اتّجاه استعادةِ الإرادة الشّعبيّة وتحريرها من الكيان المافيويّ الخليفيّ الذي يدنّسُ أرضنا وسيادتنا بالتّطبيع والتّبعيّة للاستكبار العالميّ، ونجدّد موقفنا بأنّه لا سبيل لحفظِ كرامة شعبنا وصوْن عزّته ووحدة موقفه إلّا بالعمل الرّاسخ على انتزاع حقّ تقرير المصير عبر كتابة دستورٍ وطنيّ ينبثقُ منه قيامُ نظام سياسيّ عادل ومستقل.
3- نُدين التّصريحات السّعوديّة المتجدّدة بخصوصِ الاستعداد للتّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ، ونرى أنّ هرولة الكيان السّعوديّ مرّة أخرى نحو العدو الصّهيونيّ تنمّ عن استخفاف دنيء بما يجري من حرب إبادة جماعيّة في غزّة، كما تعكسُ المنحى العام لكيان آل سعود الذي يستعدي المقاومة الفلسطينيّة ويعملُ ليل نهار لإحداث الفتن بين الفلسطينيّين وعموم الأمّة، كما أنّ هويّة هذا الكيان الإجراميّة والذي سفكَ الدّماء البريئة في البحرين واليمن وسوريا ولبنان، وزرعَ الجماعات الإرهابيّة في كلّ مكان هي أشبه ما تكون بهويّةِ الصّهاينة الإرهابيّين ومشروعهم التّدميريّ في المنطقة. ونشدّد على أنّ انجرار آل سعود في مشاريع الفسادِ وإشاعة الانحلال في بلاد الحرمين الشّريفين يجعلهم غير جديرين بإدارةِ المقدّسات الإسلاميّة في مكّة المكرّمة والمدينة المنورّة، وأنّ على عموم أبناء الأمّة أن يحرّروا هذه الأماكنَ المقدّسة من هيمنتهم قبل فوات الأوان.
4- مع مرور مئة يوم من العدوان الأمريكيّ الصّهيونيّ على فلسطين المحتلّة؛ نحيّي شعبنا الصّامد والأسطوريّ في غزّة وشموخ مقاومته المظفّرة التي هزمت الاحتلال وجيشه المدعوم من كلّ دول الشّر في العالم، ونؤكّد شعارِ شعب البحرين الذي رفَعه في تظاهرته الأخيرة: «لا سفارة صهيونيّة، لا قواعد أمريكيّة»، لنؤكّد معه وقوفنا مع كلّ جبهات محور المقاومة في مواجهةِ المشروع الأمريكيّ الصّهيونيّ العدوانيّ، وندعو في هذا الصّدد إلى تثبيت أوسع وأشمل لخطّة المقاومة الشّعبيّة التي عبّر عنها شعبُ البحرين، والتي تحمل العناوينَ الأساسيّة الآتية:
رفْض التّطبيع مع العدو الصّهيوني – رفْع الصّوت الدّاعي إلى إلغاء اتفاقيّات التّطبيع وغلْق سفارات الصّهيونيّة وطرْد موظّفيها – التّمسُّك بمشروع تحرير كلّ فلسطين وإسقاط الكيان المحتلّ – التّضامن مع شعبنا الفلسطينيّ ودعْم مقاومته بكلّ السّبل المتاحة – مقاطعة المنتجات الدّاعمة للصّهاينة وتوسيع حرب المقاطعة لإسقاط الهيمنة التّجارية والثقافيّة الغربيّة – طرْد القواعد العسكريّة الأمريكيّة والغربيّة من دول المنطقة واعتبارها قواعد احتلال معادية للشّعوب – تحريك الجبهات الشعبيّة ومحاور المقاومة والتهيئة لمشروع التّحرير الكبير.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 15 يناير/ كانون الثّاني 2024م
البحرين المحتلّة