قالت منظّمة أمريكيّون من أجل الديمقراطيّة وحقوق الإنسان في البحرين إنّ البلاد شهدت في الأشهر الأخيرة موجة مؤلمة من الاعتقالات وقمع النشاط المؤيّد لفلسطين، ما أثار مخاوف بشأن انتهاكات حقوق الإنسان وحريّة التعبير في البلاد.
وفي تقرير لها على موقعها الإلكترونيّ تطرّقت إلى تقارير منظّمة هيومن رايتس ووتش التي سلّطت الضوء على اتجاه مثير للقلق، حيث استهدف النظام الأفراد المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، بما في ذلك القُصّر والمدافعين عبر الإنترنت. وجاءت هذه الاحتجاجات ردًا على الوضع المتردّي في غزة، والذي تفاقم بسبب الجرائم الصهيونيّة التي تسبّبت بكارثة إنسانيّة.
وأكّدت المنظّمة أنّ الأرقام المتزايدة تثير القلق، إذ بدءًا من 15 ديسمبر/ كانون الأول، اعتقل النظام ما لا يقلّ عن 57 شخصًا، من بينهم 25 طفلًا، بسبب مشاركتهم في هذه الاحتجاجات، لافتة إلى أنّه المثير للصدمة أنّ بعضهم اعتقلوا لمجرّد تعبيرهم عن آراء مؤيدة لفلسطين على منصّات التواصل الاجتماعي.
ونقلت عن الباحثة في هيومن رايتس ووتش «نيكو جافارنيا» إدانتها لممارسات النظام، ولا سيّما امتداد حملة القمع إلى المتظاهرين السلميّين الذين يعبّرون عن تضامنهم مع الفلسطينيّين، مشدّدة على أنّ استخدام الغاز المسيّل للدموع وقنابل الصوت والاعتقالات العنيفة ضدّ المتظاهرين يرسم صورة قاتمة لردّ «الحكومة» على المعارضة، معربة عن قلقها من البلاغات عن حالات إساءة معاملة الشرطة المزعومة والتعذيب.
ولفتت إلى اعتقال المناضل «إبراهيم شريف» بسبب منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي التي تنتقد القرارات السياسيّة في البحرين. بالإضافة إلى ذلك، رفض النظام طلبات تنظيم مسيرات سلمية، متذرعًا «بأسباب أمنيّة» مشكوك فيها.
وتابع التقرير أنّ قصص المعتقلين ترسم واقعًا قاتمًا، فقد اعتقل أفراد أبرياء، بما في ذلك القُصّر، وسط تصاعد الاحتجاجات، وواجهوا اتهامات غير واضحة ودون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة. وقد حُرمت العائلات من حقوق الزيارة، كما أنّ التمديد التعسفي للاحتجاز دون تفسير أو محاكمة يزيد من محنتهم.
ورأت المنظّمة أنّ هذه الحملة هي جزء من نمط أكبر لخنق المعارضة في البحرين، مضيفة «يبدو أنّ تطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020 قد أدّى إلى قمع الخطاب المؤيّد للفلسطينيّين، مما يعكس تقليصًا ممنهجًا لحريّة التعبير والتجمّع والمعتقد».
ولفتت إلى أنّ تصرفات النظام يتناقض مع رغبات المواطنين الذين عبّروا عن تضامنهم مع فلسطين، وأنّ إنكار أصواتهم والقمع العنيف من خلال الاعتقالات والتعذيب المزعوم يوضح الواقع المرير لأولئك الذين يدافعون عن حقوق الإنسان الأساسيّة