صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير موقفه الأسبوعيّ، وهذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
مع تدشين ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير شعار العام الثّوريّ الجديد تحت عنوان «وحدة ومقاومة» خلال فعاليّة «قادمون يا سترة» في جزيرةِ سترة الصّمود بنسختها التاسعة، يؤكّد عهدَه لشعبنا العزيز المقاوم على المضيّ في طريق ثورة 14 فبراير المجيدة، حتّى تحقيق أهدافها العليا، والحفاظ على المكتسباتِ الرّوحيّة والثقافيّة والسّياسيّة التي تمثّل الحصاد الاستراتيجيّ على مستوى مقاومةِ المشروع الخليفيّ غير الشّرعي، بما في ذلك المفاصلة مع هذا المشروع، وعدّه جزءًا لا يتجزّأ من المشاريع التّدميريّة التي زرعتها القوى الاستعماريّة في المنطقة.
إنّنا في المجلس السّياسي للائتلاف، وبهذه المناسبة، نشدّد على ثابتةِ الوحدةِ الوطنيّة في مقاومة هذا المشروع الاستبداديّ التّطبيعيّ، وأن نكون أوفياء لأهدافِ شهداء الثّورة ومعتقليها وجرحاها ومهجرّيها وتضحياتهم، باذلين الجهد والمسعى لتعزيزِ مقوّمات الوحدة في مواجهةِ الاستبدادِ والتّطبيع، وتقوية هذا الصّمود الشّعبيّ المتفجّر منذ أكثر من عقدٍ من الزّمن، وأنْ لا عودة إلى الوراء، مهما تغطرس الكيانُ الخليفيّ المجرم وتداعت حولنا التّحديّاتُ والمؤامرات.
ويسجّل المجلسُ السّياسيّ في هذا الإطار المواقفَ الآتية:
1- مع اقتراب ذكرى الثّورة في 14 فبراير، نشدّد على أهميّةِ الاستعداد الشّعبيّ والوطنيّ لإحياءِ هذه الذّكرى العظيمةِ من تاريخ شعبنا النّضاليّ، وأن يكون الإحياء داخل البحرين وخارجها، وعلى أوسع نطاقٍ ممكن، آخذين بالحسبان الالتحام الشّعبيّ والوطنيّ في الإحياء، وإنجاز أهدافٍ مرحليّة إضافيّة خلال ذلك، ولا سيّما تعريف الأجيال الجديدةِ بهذه الثّورة ومضامينها، وشرْح الآفاق والقيم العليا التي جذّرتها في معركةِ الصّراع مع الطّغيان الخليفيّ، مع إظهار الفخر والاعتزاز بالجيلِ الثّوريّ الجديد الذي يواصل حمل الرّايةِ بعزيمةٍ ووعي وثبات، رغم العذابات، وقسوة الظّروف، وتكالب الأعداء.
2- نُدين حملات الاعتقالِ والتّرهيبِ التي يشنّها الكيانُ الخليفيّ لملاحقةِ المواطنين والنّاشطين وآباء الشّهداء بتهمةِ المشاركةِ في الحراكِ الشّعبيّ، وأنشطةِ التّضامن مع غزّة ومقاومتها الباسلة، ونضع هذه الحملات المتجدّدة بالتّزامن مع تصعيدِ العدوّ الصّهيونيّ والأمريكيّ لجرائمه في فلسطين، وتنفيذ اغتيالاتٍ جبانة في ساحاتِ محور المقاومة، وبالتّلاقي مع تحريك الشّيطان الأمريكيّ لأدواته الدّاعشيّة لارتكابِ جرائمه مجدّدًا كجريمة كرمان في إيران. إنّنا نؤكّد أنّ الشرذمة الخليفيّة جزءٌ من أدواتِ العدوان التي تستهدفُ شعوب محور المقاومة، ما يعزّز رؤية الائتلاف أنّ كيان الخليفيّين يتماهى – وجودًا واستمرارًا – مع العدوان الصّهيونيّ الأمريكيّ، وأنّ أيّ مواجهةٍ مع هذا العدوان وإسقاطه لا تنفصلُ عن مقارعة الخليفيّين لما يمثّلونه من مرتعٍ للاستبداد والخيانة، فهم قاعدةٌ متقدّمة لتمرْكُز أوكار الأعداء المجرمين وأساطيلهم.
3- غير بعيدٍ من هذا المشروع الثّوريّ والوطنيّ؛ نُكرّر التّحذيرَ من النتائج المترتبة على مشروع الطّاغيةِ في تدميرِ النّسيج الاجتماعيّ المتآلف للبحرين وشعبها، والقضاء على هويّته الأصيلة، معتمدًا في ذلك على سياسةِ «التّجنيس الممنهج» والإخلال العميق في التّركيبةِ السّكانيّة الطّبيعيّة للبلاد. لقد تسبّب هذا المشروع – الذي بدأ منذ قرابة العقدين – في مخاطر جمّةٍ على صعيد تفتيت الهويّةِ المحليّة، والإخلالِ بالسّلم الأهليّ، وتسميم الانسجامِ الوطني العام. وفي كلّ مرّةٍ تظهر على السّطح تداعياتٌ خطرة لهذا المشروع الذي يُثبتُ عدوانيّة الطّاغيةِ حمد وكراهيته الدّفينة للشّعب وتاريخه الأصيل. نجدّد الدّعوة إلى وضع هذا المخطّط الخبيث في الحسبان، وإعادته إلى صُلب دائرةِ البحث والتّخطيط للقوى الوطنيّة، وعلى غرار الحملةِ الوطنيّة لمقاومة التّجنيس التي دشّنها قادةُ المعارضة الرّهائنُ بعد العام 2005م، جنبًا إلى جنبِ قيادتهم لمشروع الحراك الدّستوريّ آنذاك، والتّصديّ لانقلابِ حمد على دستور 73 وتعهّداته العلنيّة بعد خدعةِ الميثاق.
4- نعلنُ تأييدنا الكامل للخطابِ الحاسم الذي ثبّته سماحةُ الأمين العام المفدّى السّيّد حسن نصر الله، وتأكيده لمعادلاتِ محور المقاومة وثوابته الرّاسخة في الدّفاع عن المقاومةِ الفلسطينيّة، والوقوف مع غزّة وشعبها، مهما كانت التّهديدات والتّضحيات، كما نعبّر عن دعمنا الكبيرِ للموقفِ العراقيّ الجهاديّ بالعملِ على طرد القواعد الأمريكيّة من بلاد الرّافدين، واستعادة السّيادةِ الوطنيّة الكاملة، وهو أحد الأهدافِ المشتركة لحراك شعوب المقاومةِ في سوريا واليمن والبحرين، ونحن نجدّد عزّم شعبنا وقواه الحيّة على طرد الصّهاينةِ وإغلاق القواعد الأمريكيّة في المنامة، ونؤكّد أنّ أرضنا لن تكونَ أمانًا للصّهاينةِ المجرمين، وشبابنا المقاومين لن يصّموا آذانهم عن استغاثات أمّهاتِ غزّة وأطفالها، وسيلاحقون العدوّ أينما كان، ولو في بروجٍ مشيّدة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 8 يناير/ كانون الثّاني 2024م
البحرين المحتلّة