نصّ كلمة ائتلاف 14 فبراير في فعاليّة «قادمونَ يا سترة- 9»، يوم الإثنين 1 يناير/ كانون الثاني 2024م
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم
قال تعالى في محكمِ كتابِهِ الكريمِ: {وَاعْتَصِمُوا بِاللَّـهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الحج/ الآية: 78]
ها هو لقاؤُنا السنويُّ الثوريُّ يتجدّدُ معكم أيّها الأحرارُ.. وها هي القبضاتُ والحناجرُ تؤكّدُ استمرارَ ثورتِنا المباركة في طريقِها نحو تقريرِ المصيرِ.. وها هي الأقدامُ تضربُ بجذورِها في عمقِ الأرضِ لتقولَ: إنّنا ها هنا في الميدانِ باقونَ راسخونَ رسوخَ نخيلِ الأرضِ، إنّنا هنا باقونَ صابرونَ حتى تحقيقِ المطالبِ.. إنّنا ها هنا باقونَ نحملُ آلامَ الشعبِ وآمالَهُ.. نحملُ دماءَ الشهداءِ أمانةً في أعناقِنا.. نحملُ عذاباتِ السجناءِ بين أكفِّنا.. نحملُ تضحياتِ الشعبِ الجسامِ ونمضي بها إلى هدفِهِ ومبتغاه.
نمضي في هذا العامِ بكلِّ صبرٍ وصمودٍ.. بكلِّ عزٍّ وشموخٍ، ونمضي بشعارِه «وحدةٌ ومقاومةٌ»، وحدةٌ بين جميعِ أطيافِ الشعبِ وطوائِفِهِ، وحدةٌ عابرةٌ لحدودِ التقسيماتِ الصغيرةِ التي يعلو عليها هذا الوطنُ بشهدائِهِ ورموزِهِ ومعتقليه ومُبعَدِيهِ، وحدةُ جسدٍ معارضٍ، وحدةُ هدفٍ واحدٍ، وحدةُ دربِ جهادٍ واحدٍ، ووحدةُ عدوٍّ هو النظامُ الخليفيُّ الغاشمُ الذي باعَ سيادةَ هذا الوطنِ للاحتلالِ السعوديِّ المجرمِ، وللعدوِّ الصهيونيِّ الخبيثِ وأسيادِهِ الأمريكان.
نمضي إلى جانبِ الوحدةِ بمقاومةٍ مقتدرةٍ، مقاومةٍ ضاغطةٍ، مقاومةٍ محرِّرةٍ للشعبِ من جميعِ ألوانِ التطبيعِ مع العدوِّ الصهيونيِّ، ومن أيِّ تبعيّةٍ خانعةٍ خاضعةٍ لمطامعِ الاستكبارِ العالميِّ، مقاومةٍ تحمي أبناءَ هذا الشعبِ من مؤامراتِ العدوِّ الخليفيِّ، مقاومةٍ تبثُّ الوعيَ والبصيرةَ في المجتمعِ، مقاومةٍ محورُها التكليفُ الشرعيُّ وبوصلتُها الإسلامُ تأخذُ بأبناءِ الشعبِ إلى حريّةِ تقريرِ المصير.
وكما في كلِّ بدايةِ عامٍ ثوريٍّ جديدٍ، ومن فعاليّةِ «قادمون يا سترة»، نكشفُ شخصيّةَ العامِ المنصرمِ «عهدٌ ورفضٌ»، وهي شخصيّةٌ لمجاهدٍ ارتبطتْ صورتُه في ذاكرةِ الشعبِ بصورةِ الشهيدِ القائدِ المحرّرِ «رضا بو حميد»، إذ كان شاهدًا على خزيِ جيشِ المرتزقةِ الخليفيِ وعارِه، وحملَ الشهيدَ بين يدَيه، كما انطبعتْ صورتُهُ في وجدانِ الشعبِ بمفرداتِ: «الصمود» و«الثبات» و«الصبر» و«المقاومة»، إذ مضى على سجنِهِ أكثرُ من 10 سنواتٍ قاسَى خلالَها صنوفَ التعذيبِ والتضييقِ، وفقدَ في العامِ المنصرمِ ابنَه الأكبرَ «أحمد»، وهو يدخلُ في أيامِنا هذه يومَهُ الـ100 من الإضرابِ عن الطعامِ احتجاجًا على سوءِ المعاملةِ في سجنِ جوِّ المركزيِ، شخصيّةُ العامَ مناضلٌ لا يعرفُ اليأسُ طريقًا إليه.. ملهمٌ وراسخٌ في دربِ الثورةِ رسوخَ الجبالِ، إنّه «المعتقلُ الحاجُ عبدعلي السنكيس» فرّجَ اللهُ تعالى عنه وعن جميعِ معتقلينا الأحرار.
معًا سنمضي بـ«وحدةٍ ومقاومةٍ» تحفظانِ دماءَ الشهداءِ.. تحرّرانِ أبناءَ الشعبِ.. وتؤمّنانِ طريقَ النصرِ.. وما النصرُ إلّا بالله.