بسم الله الرحمن الرحيم
يسجّل المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير إصرارَ الكيانِ الخليفيّ على استمرارِ الانخراط في التّحالف البحريّ الأمريكيّ لمواجهة شعب اليمن العزيز، رغم الرّفض الشّعبي العارم؛ على أنّه دليلٌ قاطع على خضوعِ هذا الكيانِ غير الشّرعيّ للإرادة الأجنبيّة المطلقة، وعدم امتلاكه أيّ شكلٍ من أشكالِ السّيادة والاستقلال، ولا سيّما مع المخاطر المحدقة وراء هذا التّحالف، وانسحاب عدد من الدّول منه.
ويشدّد المجلسُ السّياسيّ على أنّ إمعانَ آل خليفة في الالتحاقِ المخزي بكلّ مشروعٍ استعماريّ هو تعبيرٌ عن اللهاثِ من التّعلُّق بأيّ طوْق يتوهّمون بأنّه سيكون منجاةً لهم من الزّوال الوشيك، ضاربين بعرْض الحائط كلّ ثوابتِ السّيادةِ الشّعبيّة. إنّ هذا الأمرَ يزيد لدى شعبنا العزيز في البحرين الثّبات على التّصدّي لكلّ تحالفاتهم المعادية لقضايا الأمّةِ، وعلى رأسها قضيّة فلسطين.
وفي معرَض المناسباتِ المقبلة والأحداث الجارية في المنطقة؛ يثبّت المجلسُ السّياسيّ المواقفَ الآتية:
1- نؤكّد أنّ التّحالفَ البحريّ الأمريكيّ فشلَ فشلًا كاملًا وقبل أن يرى النّور، وكان لموقفِ الشّعب اليمنيّ المقاوم، وقيادته الشّجاعة كلمةَ الفصْلِ في إجهاضِ هذا المشروع وتحويله إلى وهُم وسراب. وهذا يقدّمُ إثباتًا آخر على قوّةِ إرادة الشّعوبِ وإمكان الرّهانِ عليها في إسقاطِ مشاريع الدّولِ الاستعماريّة الكبرى، على غرار ما تُنجزه المقاومةُ الباسلة في فلسطين كلّ يوم، وهي تمرّغ في التّراب جنودَ الجيش الصّهيونيّ المدعوم بكلّ الأسلحةِ الأمريكيّة وآليّاته.
2- يتوجّه المجلسُ السّياسيّ إلى أبناءِ شعبنا وأمّتنا للتأمُّل في الدّرسِ الأكبر الذي تقدّمه لنا نهضةُ الشّعوبِ ومقاومتها في غزّة واليمن ولبنان وغيرها، والاستفادة من ذلك في ترسيخ الاصطفافِ الوطنيّ الذي أُنجِزَ خلال المرحلة الماضية، وتحت عنوان مواجهةِ المشروع الصّهيوني والتّطبيع، والثّبات في دعْم المقاومةِ، والرّفض القاطع لكلّ أشكالِ التّحالف مع الأعداء الأمريكيّين وأعوانهم، وتحويل هذا الاصطفاف إلى إجماعٍ وطنيّ يُقوّي من المطالب الشّعبيّةِ في الحريّةِ والعدالة.
3- نعرب عن امتنانَنا الكبير للنهضةِ الثّوريّة التي تتكرّسُ يومًا بعد آخر في بلادنا البحرين الحبيبة، ولبركةِ الطّلائع الجديدة من أبناء شعبنا، ممّن تشرّبوا ينابيعَ العزّةِ والكرامة من ثورة 14 فبراير المجيدة، فكانوا الأوفياء للقادة الرّهائن، والدّماء الطّاهرة، والتّضحيات من الجرحى والمعتقلين والمنفيين والمطاردين. إنّ جيلَ 14 فبراير أصبح أكثر قناعةً بصوابِ ثورته العادلة ضدّ كيان آل خليفة الإجراميّ، وهو يؤمنُ اليوم، وأكثر من أيّ يوم مضى بأنّه على حقٍّ كاملٍ في الخيارِ الاستراتيجيّ الرّامي لإسقاطِ حكم الشّرذمةِ الخليفيّة التي ترْهنُ مصيرَ البلادِ للمستعمرين الأمريكيّين والبريطانيّين وربيبتهما (إسرائيل). إنّ شعبنا المقاوم يدخلُ عامًا جديدًا، ويتهيّأ لاستقبالِ ذكرى ثورته المباركة؛ وهو على هذه القناعةِ الثّابتة، رغم القمع والمؤامرات، وإننّا واثقون، بعوْن الله «عزّ وجلّ»، بأنّه يخطو خطواته نحو تحقيق آماله الكبيرة.
4- نتوجّه بالتّحيّةِ المستحقّة إلى القوى الوطنيّة النّبيلةِ في البحرين التي أصرّت على الانتماءِ إلى شعبها المقاوم، وإعلان البراءة من تحالفات الكيان الخليفيّ الهادفة لمحاصرة اليمن والعدوان على غزّة، ونعبّر عن تضامننا مع الرّمز الوطني «الأستاذ إبراهيم شريف» الذي سجّلَ موقفه الصّادق في الانتصارِ لخياراتِ شعبه وأمّته، وندعو إلى الضّغط الشّعبي الواسع للمطالبةِ بالإفراج الفوريّ عنه، دون قيدٍ أو شرط، ومناصرة موقفه الشّجاع، واعتبار اعتقاله انحيازًا دنيئًا للصّهاينةِ، وإرضاء للأمريكيّين.
5- نعبّر عن ثقتنا الكاملة بقادةِ الثّورة الرّهائن، ونحيّي مواقفهم البصيرة والشّجاعة التي يصرّون عليها رغم المعاناة داخل السّجون الخليفيّة. وفي أجواءِ ذكرى اعتقالِ الرّمز الوطني «سماحة الشّيخ علي سلمان» أمين عام جمعيّة الوفاق؛ نخصّه بالتّحيةِ الكبيرة، ونستذكر أثره المهمّ في الدّفاعِ عن ثورة 14 فبراير، وإفشال خطط الخليفيّين في تمزيقِ وحدةِ المعارضة وشعبها، ونؤكّد أنّ اعتقاله الظّالم كان برهانًا إضافيًّا لاستحالةِ التّعايش مع آل خليفة، وكذبة مشروعهم في الإصلاح، والذي سارعَ أكثر بالتحامِ المعارضةِ وتوحّدها تحت قيادة «آية الله الشّيخ عيسى قاسم»، حيث تلاقى الجميعُ على حقّ شعبنا في تقرير مصيره عبر كتابةِ دستوره بيده، وتأسيس دولةٍ ذات سيادةٍ وطنيّة، وتنتصر لقضايا الأمّة.
6- مع اقتراب ذكرى استشهاد قادةِ محور المقاومة: «الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس» ورفاقهم الأبرار؛ نستحضرُ في هذه الأيام الدّورَ الكبير الذي قدّمه هذان القائدان الكبيران في سبيلِ الله تعالى، عبر إفناء حياتهما الشّريفة لإعداد الأمّة لمقاومةِ المشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ، حيث كانا عنوانَ الانتصار على داعش ومشروعه التّدميريّ في سوريا والعراق، وكان لهما الفضل، بعد الله تعالى، في بناء مقدّرات المقاومةِ في لبنان وفلسطين والعراق واليمن، وفي ترسيخ وحدةِ ساحاتِ المحور المقاوم، وهو ما ظهرَ أثره جليًّا مع عمليّة «طوفان الأقصى» المباركة التي زلزلت الكيانَ المجرم.
7- نستقبلُ في الأيام المقبلةِ الذّكرى السّنويّة لشهادةِ الشّيخ المقاوم «الشّهيد نمر باقر النّمر» الذي يمثّل عنوانًا لنهضةِ شعب الحجاز ونصرة ثورة البحرين المباركة، وكانَ (رضوان الله تعالى) عليه رمزًا استثنائيًّا في مقارعة الباطل، دون خوفٍ أو وَجل، وسجّلَ بدمهِ الطّاهر امتدادًا للنّموذج الزّينبيّ في مقاومةِ آل سعود وآل خليفة المجرمين وفضْح عمالتهم للمشاريعِ الإمبرياليّةِ. إنّ الشّهيد المقاوم «الشّيخ النّمر» له حقّ كبير على شعبنا في البحرين والقطيف وشعوب المنطقة قاطبة، وسيُشارك شعبُنا في إحياء ذكراه المجيدة ليبقى منارةً خالدةً للأجيالِ القادمة، تستلهمُ منه الأملَ الكبير في إنهاءِ نظام الاستبدادِ والطّغيان الجاثم على شعبِ الجزيرة العربيّة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 25 ديسمبر/ كانون الأول 2023م
البحرين المحتلّة