بسم الله الرحمن الرحيم
يشيد المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالمشاركةِ الشعبيّة المشرّفة في إحياءِ ذكرى «عيد الشّهداء» وذكرى «رحيل الشّيخ عبد الأمير الجمري»، ويدعو أبناء شعب البحرين إلى مواصلةِ فعاليّات هذه الذّكرى حتّى نهاية الشّهر الجاري، تأكيدًا لمركزيّتها في النَّضال الوطنيّ، وإحباطًا للأعيادِ المزيّفة التي يواصل الكيانُ الخليفيّ إقامتها رغم تصاعد المجازر الصّهيونيّة بحقّ شعب فلسطين، إمعانًا منه في التّشويش على المواقف الوطنيّةِ لشعب البحرين الأصيل.
ويؤكّد المجلسُ في هذا السّياق ما جاء في بيانِ «سماحة آية الله الشّيخ عيسى قاسم» بمناسبةِ عيد الشّهداء، وعدّ هذا اليوم «يومَ عيدٍ وافتخار»، وضرورة تعظيم قيمةِ الشّهادة في إحياءِ الأمّة والدّفاع عن مبادئها الحقّة، وكذلك تمجيد ذكرى الرّاحل الجمري «الذي بعثَ النّهضة في البحرين وغذّاها بكلماته ومواقفه»، متحمّلًا في هذه الطّريق كلّ أنواع التّضحيات حتّى ارتقاءِ روحه الطّاهرة إلى البارئ «عزّ وجلّ».
وفي إطار المستجدات الرّاهنة، يسجّل المجلسُ السّياسي في هذا الموقف الأسبوعيّ الآتي:
أوّلًا: ندعو إلى اعتمادِ الرّؤيةِ التي ثبّتها أخيرًا «القائد آية الله الشّيخ قاسم» تجاه آل خليفة وطبيعةِ وجودهم في البلاد، حيث عدّ سماحته الوجود الطّارئ لـ«كيان» آل خليفة في البحرين فاقدًا للشّرعيّة، بسبب إجهازهم على كلّ حقوق المواطنين، بما في ذلك الحقّ الدّينيّ والسّياسيّ، ونشدّد على أنّ هذه الرّؤية الاستراتيجيّة تستدعي ضرورةِ إعادة النّهوض بالمشروع السّياسيّ والدّستوريّ للمعارضة، انطلاقًا من عدم الإقرار بشرعيّةِ الواقع القائم في البلاد، واستنادًا إلى حقّ الشّعب في تقرير مصيره، وإقامة نظام دستوريّ يلبّي تطلّعاته. ونجدّد في هذا السّياق أهميّةَ الالتفاف حول «مشروع الإعلان الدّستوريّ» الذي أعلنته قوى المعارضة في نوفمبر 2022م، وتحويله إلى وثيقةٍ وطنيّة جامعةٍ استعدادًا للمرحلةِ المقبلة التي تتهيّأ لها المنطقة وشعوبها في المعركةِ المصيريّة الجارية بين الحقّ والباطل.
ثانيًا: نحثّ أبناءَ شعبنا العزيز المقاوم على الاستعدادِ الكبير لاستقبال العام الثّوريّ الجديد، وذكرى انطلاق ثورة 14 فبراير المجيدة، والاستفادة في ذلك من الإنجازات العظيمة التي حقّقها شعبنا خلال الأعوام الماضية، ولا سيّما على صعيد إفشال السّياسات التآمريّة للكيانِ الخليفيّ، وما تمّ من تقدُّم مهمّ على صعيد تثبيتِ ثلاثيّة «الثّورة والشّعب والقيادة» في كلّ الظّروف الصّعبة التي مرّت بالبلاد، وهو ما تجلّى مع نجاح المعارضة في الإبقاء على جذوةِ ثورة 14 فبراير، واستمرار صمود شعبنا ورموزه المضّحين داخل السّجون، والتحام الجميع مع قيادةِ آية الله قاسم وتوجيهاته الرّشيدة.
ثالثًا: نعبّر عن تضامننا المتجدّد مع الرّموز الرّهائن في سجون آل خليفة، ونرى أنّ الانتهاكات المتكرّرة التي يتعرّض لها «الأستاذ حسن مشيمع» و«الشّيخ سعيد النّوري» و«الأستاذ عبد الهادي الخوّاجة» وبقيّة الرّموز القادة تعبيرٌ عن الإخفاقِ المرير في كسْر إرادة هؤلاء القادة الأبطال، ويأس الكيانِ الخليفيّ من إجبارهم على التّنازل ولو قيد أنملةٍ عن كرامتهم ودفاعهم عن حقوق الشّعب العادلة. إنّنا نرفعُ هاماتنا بهؤلاءِ الأبطال الكبار، فهم مفخرةُ الشّعبِ وضميره الحيّ، ونجدّد موقفنا الرّاسخ في الوفاءِ لأهل التّضحيةِ، والعزْم الواثق على استمرار الثّورةِ والمقاومة حتّى تحريرهم من القيود الظّالمة، وإسقاط كيان الاستبداد.
رابعًا: نشيد بنجاحِ شعبنا وفاعليّاته الوطنيّة في ترسيخ معادلةِ الصّراع ضدّ المشروع الأمريكيّ- الصّهيونيّ، ونؤيّد الإطارَ العام لمشروع المقاومة الشّعبيّة في البحرين الذي تثبّت خلال الأشهر القليلة الماضية، وخصوصًا بعد العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ على غزّة ومقاومتها المظفّرة، حيث استطاع شعبُنا وقواه الحيّة في تجذيرِ العناوين الآتية:
أ- التمسُّك بقضيّةِ تحرير فلسطين ودعم المقاومة حتّى زوال الكيان الصّهيونيّ.
ب- مقاومة التّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ.
ت- تحريك العرائض الشّعبيّة لإغلاق سفارة التّجسّس الصّهيونيّة.
ث- تنفيذ المقاطعة الجادة ضدّ الدّاعمين لهذا الكيان المجرم.
ج- عدّ القواعد الأمريكيّة في البلاد قواعد احتلالٍ غير مرغوب بها.
خامسًا: نعبّر عن استنكار شعبنا لاستفزاز الصّهاينة الذين يحتضنهم الكيانُ الخليفيّ في البحرين، ومحاولتهم النيل من الإجماع الوطنيّ المناهض للمجازر الصّهيونيّة في غزّة، ونعلنُ براءة شعبنا من الدّور الخبيث للكيانُ الخليفيّ في تنفيذ أهدافِ العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ على غزّة، حيث يقدّم هذا الكيان المتصهين خدماته المتعدّدة لتسهيلِ الممرّ البرّيّ البديلِ عن مضيقِ باب المندب، بغرَض إيصالِ البضائع إلى الكيانِ الصّهيونيّ، إلحاقًا بموقفِ آل خليفة المؤيّد للحربِ على غزّة، والذي أعلنه المسؤولون الخليفيّون في أكثر من مناسبة، وهنا نحذّر كيانَ الخليفيّين من التّمادي في استعداءِ شعبنا بانخراطهم في التّحالف الأمريكيّ- الصّهيونيّ الجديد لمحاصرةِ اليمن وشعبه العظيم انتقامًا من تضامنه الباسل مع غزّة، ونؤكّد أنّ شعبنا المقاوم أصبح أكثر مضيًّا وقناعةً في الانحياز للمقاومةِ ومحورها الشّريف، ولن يقفَ مكتوف الأيدي في مواجهةِ الحروب العدوانيّة التي يخطّط لها الأعداءُ بقيادةِ الشّيطان الأمريكيّ الأكبر ضدّ هذا المحور الممتدّ في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا، ونجدّد وقوفَ شعب البحرين صفًّا واحدًا مع المقاومة في غزّة والاستعداد الكامل لدعمها بكلّ الطّرق المتاحة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 18 ديسمبر/ كانون الأول 2023م
البحرين المحتلّة