قال خطيب صلاة الجمعة «سماحة الشّيخ علي رحمة» إنّ إراقة الدم الحرام دون حقٍّ ذنب عظيم وجريمة بشعة خصوصًا إذا كان دمَ نفوس بريئة لا تدري ما الغاية ولم تأت بجناية كالأطفال والرضع، لافتًا إلى أنّ من أعان على سفك دم حرام ولو بشَطر كلمة فهو شريك للقاتل في القتل.
وأضاف سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، يوم الجمعة 15 ديسمبر/ كانون الأوّل 2023 أنّ الدماء البريئة التي أسرف الكِيان الصهيوني وبكلّ وحشية إراقتها على أرض غزّة الجريحة بمعونة دول الاستكبار والغطرسة في العالم يتكشف مدى مصداقيِّة شعارات حقوق الإنسان والمساواة بين الناس وتجريم الإرهاب ورفض التشدد التي يرفعها الغرب وتتبجح بها أمريكا والدول الأوربيّة.
ورأى الشيخ رحمة أنّ أقنعة الغرب سقطت على أعتاب غزّة عن وجوه كالحة غاية في القبيح، وقلوب متحجّرة غاية في القسوة، وبان زيف تلك الشعارات والدعاوى الفارغة، مشيرًا إلى أنّ غزّة استطاعت أن تكشف أنّ قلوبَ الآباء القاسية التي سمَحت لهم في زمن مضى أن يكذبوا أنبياءهم ويريقوا دماءهم ويرتكبوا الفظائع في حقّهم، هي بعينها اليوم في صدور أبنائهم، والقوم أبناء القوم، وبتلك القلوب القاسية نفسها يريقون دماء أطفال غزّة ويهدمون المستشفياتِ والمساجدَ والمدارس والأسواق على رؤوس من فيها.
وأكّد أنّ النّصر في المعركة مع غـزّة ليس كما يتوهّم الكثير أنّه محسوم لصالح الكِيان الصهيونيّ المعتدي الغاشم بزعم أنّه الأقوى سلاحًا وعَتادًا ويحظى بدعم لوجِستيّ وإعلامي وسياسيّ وعسكريّ غيرِ محدود من دول عظمى وشركات كبرى وعدد لا يأتي عليه الحصر من أثرياء العالم، فإنّ مجموع كلّ هذه الأرقام الضخمة صفر أمام عزائمِ فتية حملوا أرواحهم على أكتافهم وقدّموها رخيصة في سبيل الله تعالى والوطن والدفاع عن المقدسات، متوكلين على الله تعالى صابرين محتسبين صامدين مترقبين وعد الله تعالى، والله لا يخلف وعده.
وقال سماحته إنّ رئيس وزراء الكِيان الغاصب «نِتِنْياهو» وعد بسحق المقـاومة الإسلامية في غزة والقضاء على حركتي حماس والجهاد والفصائل المقاومة، والآن وبعد مضي أكثر من 65 يومًا – وهي مدة طويلة تكفي لتنفيذ ما هدد به وزيادة – لم يُلمس أيّ إنجاز مهمّ بما توعّد وهدّد وأرعد وأزبد، إلّا هدم المباني على رؤوس ساكنيها، أمّا غزّة فلا تزال شامخة أبيّة، تعيش الصمود والتحدي والمواجهة، وقوى المقاومة الباسلة لا تزال تحتفظ بقواها وعَتادها وعدّتها وأنفاقِها ومتارسها، ، ولا تزال تمتلك نفسًا طويلًا وعزمًا شديدًا وإرادة صلبة على مواصلة القتال، وفي المقابل العالم يسمع ويشاهد يوميًا ما يتكبّده العدو من خسائر في جنوده وأسلحته.
وشدّد الشيخ علي رحمة على أنّ الروح القتالية المعنوية لأبطال حماس والجهاد وباقي الفصائل المقاومة تفوق بمراتب الروح العدوانيّة المنهزمة الخاوية المنهارة لقوات العدو الصـهـيوني وجنوده، مؤكّدًا أنّ هذا من أكبر أسباب صمود المقاومة الشريفة وفشل الأعداء في إنجاز شيء يَستحقُ أن يذكر، وهو مؤشر واضح على انتصار أبطال المقاومة وهزيمة قوى الاحتلال وتمريغ أنوفهم في الوحل، وذلك للتفوّق البطولي والمعنوي والتسديد الإلهي لقوى المقاومة.