قال سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفي إنّ ما يجري في غزّة هو معركة الحقّ والباطل، حقٌّ يُدافع عن وطنٍ وأرضٍ وشعبٍ وكرامةٍ، وشرف، وباطل سرق وطنًا، وأرضًا، وشعبًا، وكرامةً، وشرفًا.
وأكّد سماحته في حديث الجمعة (627)، تحت عنوان: «من أهداف موسمِ الصِّديقة الزَّهراء (ع): مقاربة ومعالجة قضايا المرأةِ المسلمةِ في هذا العَصْرِ – ويستمرُّ بطشُ الصَّهاينة ويستمرُّ جِهادُ المجاهدين»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 14 ديسمبر/ كانون الأوّل 2023، أنّه مهما طالَ الصِّراعُ بين الحقِّ والباطلِ فالحقُّ هو المنتصرُ، والباطلُ هو المنهزم، ولو كان ثمن النَّصرِ دماءً، أو طال المسير، وكبر البذلُ والعَطاء، واشتدّ البَلاءُ، واستمرّ الجهادُ.
ولفت إلى أنّ الجهاد في غزّة استمرّ على الرغم من أنهّم ذَبحُوا أطفالًا، وقتلوا نِسَاءً، وفتكوا ما شاء لهُمُ الفتك، وأرعبُوا ما شاء لهم الرُّعبُ، وأرهبوا ما شاء لهم الإرهابُ، ودمَّروا ما شاء لهم التَّدمير، وهدموا البيوت والمستشفيات والمساجد والكنائس والمعابد والمدارس، وأبادُوا ما شاءت لهم الإبادة، ومارسوا كلَّ أشكالِ القمع.
وعن سرّ هذا الإصرار على الجهاد وبذل الدِّماءِ والأرواح أوضح العلّامة الغريفيّ قائلًا: «إنَّها القلوبُ حينما تمتلئ إيمانًا، إرادةً، عَزْمًا، ثباتًا، تضحيةً، عُشقًا إلى لقاء الله، عُشقًا إلى الانضمام إلى ركب الشُّهداء، إنَّهم واثقون بالنَّصرِ مهما طال الجهاد، ومهما كان البذل والعطاء».
وأضاف سماحته أنّ الفارق الكبير يكمن هنا، فالصهاينة يُقاتلون وهم لا يملكون عقيدة القِتالِ، إنَّهم مأجورون، وعُشَّاقُ دنيا وحياةٍ ومالٍ وهوى، بينما مجاهدو فلسطين هم عشّاق شهادة وكرامة وعِزَّةٍ وإباءٍ وقِيَمٍ وآخرةٍ وجنَّةٍ، لافتًا إلى أنّ الصهاينة يُقاتلون والرُّعبُ يملأ قلوبهم والمجاهدين مملؤون شَوْقًا إلى الله.
وقال العلّامة الغريفي إنّ عُشَّاق الجهادِ والشَّهادةِ في غزَّة وفلسطين يتحدَّونَ طيشَ الصَّهاينة وغطرسةَ اليهود بكلِّ ما يملكون من أسلحةِ الفتك والبطشِ والدَّمار، أسلحة تنهار أمام صلابةِ الإيمان وشموخ العزائم، وقوَّة التحدِّي، وثبات الإرادةِ، وفي المقابل جيشٌ يُقاتلُ بلا إيمان ولا عزائم، ولا ثبات، ولا صلابة، نعم يملك ترسانة عُظمى من الأسلحة، تملك أنْ تقتلَ، أنْ تَفْتُكَ، أنْ تُدمِّرَ، لكنَّها لا تملك أنْ تنتصر، فالنصر لحملةِ شعارِ الإيمان والكرامة والدِّفاعِ عن الأرضِ والوطن والمقدَّسات.