بسم الله الرحمن الرحيم
مع إطلالة ذكرى عيد الشّهداء وانتفاضة الكرامة في التّسعينيّات؛ يهيبُ المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بشعبنا الوفيّ المقاوم إلى الاستعداد الواسع لإحياءِ هذه الذّكرى المجيدة (17 ديسمبر)، وهو اليوم الذي اختارت له قوى المعارضة هذا العام شعار «أحياء فينا».
ويؤكّد المجلسُ السّياسيّ أنّ هذه الذّكرى تُعدّ واحدةً من المحطّات المركزيّة في تاريخ النّضال الوطنيّ، حيث بذلَ شعبُنا العزيز التّضحيات الجليلة للمحافظةِ على ذكرى الشّهداء وحمايتها من التّحريف والاختطاف، ويرى أنّ أهميّة هذه الذّكرى تنبعُ من كونها تمثّل ركنًا أساسيًّا في تثبيتِ مشروع التّغيير الثّوريّ لشعبِ البحرين، سعيًا إلى إقامة نظامٍ دستوريّ شعبيّ يلبّي تطلّعات الشّعب وأهدافه العليا، بما في ذلك القصاص العادل من القتلةِ والجلاّدين، وعلى رأسهم (الطّاغية حمد)، وابنه (المجرم ناصر)، ووزير داخليّته الإرهابيّ، وقائد الجيش الخليفيّ سيّئ الذّكر.
وفي إطار هذه الذّكرى، وما يجري من تطوّراتٍ على مستوى المنطقة؛ يتوقّف المجلسُ السّياسيّ عند العناوين الآتية:
أوّلًا: نشدّد على ضرورةِ إحياء ذكرى انتفاضة الكرامة التي انطلقت في عقد التّسعينيات من القرن العشرين، جنبًا إلى جنب إحياء مناسبة عيد الشّهداء التي دُشّنت مع ارتقاءِ أوّل شهيدين في الانتفاضةِ المباركة «هاني خميس وهاني الوسطي»، ونؤكّد أنّ هذه الانتفاضة كانت انعطافةً أساسيّة في تعريةِ الإرهاب الخليفيّ، وأسهمت في بناء الجيلِ الثّوريّ الذي تولّى حفظ ميراث النّضال الوطنيّ المُشرّف، والدّفاع عن مشعلِ الانتفاضة بجانبِ القادةِ ورموز النّضال من التّيارات المختلفة. كما ندعو إلى استحضارها في أجواءِ ذكرى الشّهداء الأبرار عبر إقامةِ البرامج والأنشطة التي تُعلي من أمجادِها وتضحياتها، وإبراز دورها في ترسيخ الاتّجاه الدّستوريّ التّغييري، وتعزيز روح المقاومة لدى شعبنا، والتي مهّدت للانطلاقةِ الثّوريّة الأهمّ في تاريخ البحرين في 14 فبراير 2011م.
ثانيًا: لقد شاءَ الله العليّ القدير أنْ يكون رحيل قائدِ انتفاضة التّسعينيّات «العلاّمة المجاهد الشّيخ عبد الأمير الجمري»، في العام 2006م، متزامنًا مع ذكرى إحياء عيد الشّهداء، لتتلاقى ذكرى الشّهداء الأبرار مع ذكرى القائد الاستثنائيّ الذي شكّل عنوانًا للعمامةِ الشّريفة والمتفانية في نصرةِ المظلومين، وكان نموذجًا للقائدِ المضحّي الذي حمَلَ على عاتقه الدّفاع عن حقوق الشّعبِ في تقرير المصير وكتابة دستور حقيقيّ، وتحمّلَ في سبيل ذلك عذابات الحصارِ والسّجن، حتّى آخر أيّامه الشّريفة حينما سجّلَ كلمته التّاريخيّة بعد أن نكثَ الطّاغية (حمد) بوعوده، وفرضَ على الشّعب دستور المنحة الاستبداديّ، فأعلنَ العلاّمةُ الجمري الموقفَ الفاصلَ برفْض انقلاب «حمد» على الدّستور، وأعادَ تصويبَ بوصلة النّضالِ الوطنيّ لاستعادةِ الحياة الدّستوريّة التي يرتضيها الشّعبُ بكلّ فئاته. فحقٌّ علينا جميعًا تعظيم هذا القائد الرّبانيّ وإحياء ذكراه ومواقفه الخالدة.
ثالثًا: ندعو شعبَنا العزيز إلى المقاطعةِ الكاملةِ لكلّ الاحتفالاتِ المزيّفة التي يتحضّرُ لها الكيانُ الخليفيّ بمناسبةِ ما يُسمّى «عيد الجلوس»، وعدم التّعاطي مع برامجه المخصّصة لذكرى قتلاه المرتزقة في البحرين واليمن فيما يُطلِقُ عليه زورًا وكذبًا «يوم الشّهيد»، وهذه الدّعوة تأتي رفضًا للتّاريخ المزوّر المفروض على شعبنا وبلادنا منذ الاحتلال المشؤوم للبحرين، وكذلك احترامًا للدّماءِ الغزيرة التي يسفكها الصّهاينة المجرمون في غزّة منذ أكثر من شهرين، وتجديدًا للوفاء مع فلسطين ومقاومتها المظفّرة، وتنديدًا بالتواطؤ المخزي للأنظمةِ الديكتاتوريّة، ولا سيّما أنظمة التّطبيع في الخليج، ونحثّ في هذا الأسبوع والذي يليه على رفع صور شهداء فلسطين والبحرين معًا خلال برامج عيد الشّهداء، وتظاهرات التّضامن مع غزّة ومقاومتها التي تنطلقُ في مناطق البحرين المختلفة.
رابعًا: نجدّد الدّعوة إلى رفع الصّوت عاليًا ضدّ الوجود الأمريكيّ المحتلّ في البحرين، ونؤكّد موقفنا الثّابت في اعتبارِ الأسطول الأمريكيّ الخامس والقواعد الأجنبيّة في بلادنا عنوانًا عدوانيًّا صارخًا ضدّ شعوب المنطقةِ واستقلالها، وهو ما يتأكّد مع الدّور الأمريكيّ المباشر في قيادة العدوان الصّهيونيّ على غزّة، والفيتو الأمريكيّ المتعجرف لمنع وقف الإبادة الجماعيّة غير المسبوقة المستمرّة بحقّ شعبنا الفلسطينيّ الصّامد، ونعبّر في هذا السّياق عن إشادتنا بالخطوةِ اليمنيّة الشّجاعة باعتراض السّفن المتوجّهة إلى الكيان الصّهيونيّ عبر البحر الأحمر، وتأييدنا الكامل لها، مؤكّدين كذلك أنّ من حقّ شعوب المنطقة أن تدخلَ معركة التّحرير الكبرى مع المقاومة الفلسطينيّة، بتفعيل كلّ أشكال المقاومة، وفي كلّ مكان، ضدّ تعجرف الحكومات الإمبرياليّة، وحتّى وقف العدوان على غزّة، وإجبار العدو الصّهيونيّ على دفع الثّمن غاليًا على جرائمه البشعة، وهذا لن يكون إلّا بإسقاط هذا الكيان اللّقيط واستعادة كلّ حبّة ترابٍ من أرض فلسطين، وهو يوم عظيم نراه قريبًا بسواعد المقاومين الأبطال في فلسطين وفي محور المقاومة الشّريف.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 11 ديسمبر/ كانون الأول 2023م
البحرين المحتلّة