صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يشدّد المجلسُ السّياسي في ائتلافِ شباب ثورة 14 فبراير على أهميّة الموقفِ الشجاع لآية الله الشّيخ عيسى قاسم (حفظه الله) الذي جدّدَ فيه الدّعوة إلى طرد الصّهاينةِ المجرمين من البحرين، ويرى أنّ هذه الدّعوة- وما سبقها من مواقف استراتيجيّةٍ لسماحته بخصوص مقاومةِ التّطبيع – تُمثّل المنهاج الفكريّ والعمليّ لشعبِ البحرين في المعركةِ القائمة بين الحقّ والباطل، ولا سيّما بعد العدوانِ الصّهيونيّ- الأمريكيّ على غزّة.
وندعو في ائتلاف 14 فبراير إلى تحويلِ هذا المنهاج التحرُّريّ إلى برنامجٍ سياسيّ وميدانيّ شامل وفعّال، يُسْهمُ في ترسيخ الموقفِ الثّابت لشعبنا في المواجهةِ المصيريّة القائمة ضدّ المحور الاستكباريّ. وفي هذا السّياق، نشدّد على ضرورةِ الجمع بين مسعى تحرير البلاد من التّطبيع والقواعد الاحتلاليّة وتصعيدِ الحراكِ الشّعبيّ والثّوريّ في إطار انتزاع حقّ شعبنا في تقريرِ المصير، واستعادةِ الحريّة والكرامة والسّيادة، ونحثّ إخواننا في المعارضة على اقتناصِ هذه اللّحظة التّاريخيّة، والتّكاتف من أجل صياغةِ مشروع نضاليّ مشترك للوصول إلى الأهداف العليا لثورتنا المجيدة، وعلى رأسها إقامة نظام دستوريّ حقيقيّ، يُلبّي تطلّعات شعبنا وآماله في الحريّة والعدالة.
ويسجّل المجلسُ السّياسي في هذا الموقف الأسبوعيّ الآتي:
أوّلًا: ندينُ بأشدّ العبارات مشاركة الطّاغية (حمد) في مؤتمر المناخ بدبي إلى جانبِ رئيس الكيان الصّهيونيّ المجرم على الرغم من المجازر المستمرّة بحقّ أهلنا في فلسطين المحتلّة، وننظرُ إلى هذه المشاركة على أنّها دليل قاطع على عدم انتماءِ المشيخيّات الدّيكتاتوريّة في الخليج إلى قيم شعوبِ المنطقة، وأنّها رهينة للأجندةِ الاستعماريّة، ويحدونا ذلك إلى تجديد الدّعوة إلى بناء إطار شعبيّ واسع للوقوف في وجه المشروع التّدميريّ الخطر الذي يستهدفُ محو وجودنا وتاريخنا وإحلال القيم الغربيّة المتوحّشة في أوطاننا، وإجبار الشّعوب على الخضوع للقوى الإمبرياليّة – الصهيونيّة.
ثانيًا: ندعو شعبَنا العزيز وبقيّة شعوبِ المنطقة الحرّة إلى مواصلةِ الحضور الواسع والغاضب في كلّ السّاحات والميادين، ورفع راياتُ الوفاءِ والولاء لفلسطين ولمقاومتها الباسلة، والاستمرار في التّنديد بالجرائم الصّهيونيّة الأمريكيّة وفضحها على كلّ المنابر وقنوات التّواصل الاجتماعيّ، وعدم التّراخي عن شجبِ المواقفِ الرّسميّة المهينة لأمّتنا وتاريخها، وتنويع الضّغوطِ الشّعبيّة والثّوريّة لإجبار الأنظمةِ على إنهاءِ اتّفاقات التّطبيع وإغلاق أوكار التجسُّس الصّهيونيّة في أوطاننا.
ثالثًا: نحيّي المبادرات الأهليّة التي يتّخذها شعبُنا المقاوم في البحرين، ومن بينها إطلاق العرائض الاحتجاجيّة التي تدعو إلى غسل عار التّطبيع والخيانة، وطرد السّفير الصّهيونيّ من المنامة، وندعو في هذا الإطار إلى تكثيفِ التّوقيع على العريضة الشّعبيّة التي يديرها الناشطون المحليّون، والمشاركة في كلّ الأنشطة التي تدعو إليها القوى الوطنيّة في البلاد، ومن كلّ الاتّجاهات والانتماءات، والالتفاف حولها ودعمها بكلّ السّبل، ونرى أنّ هذه الموجة الوطنيّة التي تلتحمُ تحت راية فلسطين والمقاومة هي تجسيدٌ ناصع لأصالةِ شعبنا العزيز وتاريخه، وستكون الصّفعة القاضية التي تُسْقط مؤامرات الكيان الخليفيّ ومكائده.
رابعًا: نتوّجه بتحيّة فخر واعتزاز بالمقاومةِ وأبطالها وشعبها في غزّة العزّة، التي أسقطت الرّهان الصّهيونيّ- الأمريكيّ بالقضاءِ على المقاومة وكسر إرادة شعبها الأسطوريّ، حيث أفشلت المقاومة الفلسطينيّة وشعبها الصّامد خدعةَ الهدنة المؤقتة وحوّلتها إلى فرصةٍ أخرى لإظهار قوّتها وأخلاقها العالية، على الرغم من الحصار والإبادة وجرائم القتل الجماعيّ، وكلّ أشكال التّرهيب. لقد أثبتت المقاومة الفلسطينيّة المظفّرة أنّها أقوى من آلتهم الحربيّة، وأنّ جذورها محفورة في شرايين الأرض وفي عقول شعبها ووجدانه، وهم جميعًا يقدّمون لكلّ العالم دروسًا غير مسبوقة في الصّبر والإيمان والتّحدي، وأنّهم بذلك قادرون على إنزال الهزيمةِ تلو الأخرى بالأعداء الصّهاينة وسيّدهم الأمريكيّ، وتحقيق الانتصار الكبير بإذن الله تعالى.
خامسًا: نعبّر عن فخرنا الكبير بالانتماءِ إلى محور المقاومة الشّريف والشّجاع الذي أثبتَ أنّه الأقربُ إلى فلسطين وشعبها ومقاومتها، وكان الأقوى والأكبر والأصدق في الدّفاع عنها والوقوف إلى جانبها والتّضحية من أجلها بكلّ غال ونفيس، ودون منّة أو فضل، مقدّمًا خيرة القادة وأنبل المقاومين فداء للقدسِ والأقصى المبارك، ولم يهتزّ قيد أنملة أمام تهديدات الأمريكيّين والصّهاينة الجوفاء، حيث يشتعل هذا المحور الأبيّ على امتدادِ الجبهات في لبنان والعراق واليمن وسوريا لدعم المقاومة الفلسطينيّة، وتأكيد استراتيجيّة السّاحات الموحَّدة والثّابتة على طريق القدس.
وحقّ لشعوبنا الحرّة أن ترفعَ هاماتها اعتزازًا بهذا المحور الذي لم يبدّل تبديلًا، حيث أنار الأملَ والشّهامةَ والبطولة في زمنِ الخيانات والانبطاح أمام الطواغيت الأمريكان.
سادسًا: مع اقتراب الذّكرى العطرة لعيد شهداء البحرين (16 – 17 ديسمبر الجاري)؛ نجدّد الدعوة إلى أوسع إحياءٍ لهذه المناسبة العظيمة والجمع بين شهداء ثورة البحرين وشهداء فلسطين كما أكّدنا في موقفنا السابق، وتجديد العهد مع دمائهم باستمرار مسيرة الثّورة حتى تحرير البلاد من الحكم الخليفيّ الاستبداديّ، كما ننوّه إلى تعزيز ثقافة إحياء هذه المناسبة الكريمة وتأصيلها بين الأجيال والناشئة، وتبيان كذبة الكيان الخليفيّ وفضح مشروعه المزدوج «ما يُسمى العيد الوطنيّ، ويوم الشّهيد» الذي يريد من خلاله تشويه التّاريخ ومحو الهويّة الأصيلة لشعب البحرين عبر ترويج ذكرى هيمنته على مقاليد الحكم في البلاد (عيد الجلوس)، وتمجيد قتلاه في ثورة البحرين والعدوان على اليمن.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 4 ديسمبر/ كانون الأوّل 2023م
البحرين المحتلّة