رأى سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفي أنّ الاستفزازاتُ الصُّهيونيَّةُ تهدِّدُ كلَّ المساعي لإيجادِ هُدنةٍ دائمةٍ، فتصريحاتُ القادةِ الصَّهاينةِ ما زالتْ مُشَبعةً بنَهَمِ البطشِ والقَتْلِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ.
وأكّد سماحته في حديث الجمعة (625) تحت عنوان: «موسم الصِّديقة الزَّهراء (ع) – الهُدْنةُ المُوقَّتةُ في غَزَّةَ»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، أنّه سواءً استمرَّتْ هذه الهُدنةِ أم سقطتْ، فما زالت صَرْخَاتُ غَزَّةَ تَصِلُ إلى الأسماعِ، ومنها صَرْخَاتُ الشُّهداءِ والجرحى والمعتقلين، والمحاصرينَ، والأطفالِ والنِّساء، بل صَرْخاتُ كلِّ أبناءِ غَزَّةَ، وهي تصل إلى أسماع الأنظمة والشعوب وكلّ السياسيّين والمثقَّفين والناشطين، وإلى كلِّ المساجد والمنابر والعُلماء، والخُطباء.
وتساءل العلّامة الغريفي: «فماذا أجبنا؟ ماذا أجابتْ أنظمتُنا؟ ما مواقفُها، ما كلمتُها، ما إعلامُها، ما خياراتها؟ هل تملكُ الأنظمةُ أنْ تصنعَ شيئًا؟».
وشدّد على انّه بإمكان هذه الأنظمة أن تصنع الكثير، وثمّة حاجة إلى توحيد المواقف، واتخاذ القرارات الجريئة.
وأضاف سماحته: «انعقدت لقاءات قمَّة، فهل خرجتْ بقراراتٍ في حجم التَّحدِّي الصُّهيونيّ، في حجم المأساة الفلسطينيَّة، في حجم الضَّحايا؟».
ولفت إلى دور الشُّعوب، حيث أكّد أنّها قالت كلمتَها وعبَّرتْ عن غضبِها، ولا تزال الضَّرورة أنْ يرتفعَ صوتُ الشُّعوبِ والعُلماءِ والخُطباء، والمثقَّفين والسِّياسيِّين، والحُقوقيين، والإعلاميِّن، وكلِّ القدرات، وكلّ الجماهير، منوّهًا إلى أنّ الأمّة العربيّة والإسلاميّة تمرّ بامتحان صعب، فإمّا النجاح وإمّا الفشل، فهي تملك قُدراتٍ وطاقاتٍ وإمكاناتٍ لكنّها مهدورة وضائعة ومشتَّتةٌ، قائلًا إنّ خطاب اليأسِ هو الذّي يسيطرُ على كلِّ واقعها، وخطابُ الفُرقةِ والخِلافِ والصِّراعِ هو الذي يملأ كلَّ مساحاتها، مضيفًا «لهذا تداعتْ علينا الأُمم، تكالبتْ على كلِّ مُقَدَّراتنا، وكلِّ ثرواتِنا، وكلِّ سياستِنا، وكلِّ اقتصادِنا، وكلِّ إعلامنا».