عبّر المجلسُ السّياسي في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير عن تقديره للملحمةِ الوطنيّة الكبيرة التي جسّدها شعبُ البحرين للتّضامن مع فلسطين ومقاومتها الباسلة، عبر ملء السّاحات في كلّ مناطق البلاد لإدانة العدوان الصّهيونيّ- الأمريكيّ على غزّة الأبيّة، ورفضًا للتّطبيع مع العدو الصّهيونيّ.
وأشار في موقفه الأسبوعي يوم الإثنين 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 إلى أن التّلاحم الشّعبيّ الموحّد في هذه المواجهة أسقط كلّ الرّهانات التي اشتغل عليها الكيانُ الخليفيّ، طيلة العقود الماضية، لإثارة الشّقاقِ والفتن بين المواطنين، بغية تمرير أجندته المعادية لقضايا الأمّةِ ورسالتها في الحريّة والتّحرُّر من العبوديّة والاستعمار الأجنبيّ، موضحًا أنّ المواطنين، خرجوا من السّنة والشّيعة، ومن كلّ الانتماءات والمناطق رافعين اسم فلسطين والمقاومة، مستنكرين تطبيع النظام مع الصهاينة بما يخالف إرادة الشعب المتمسّك بفلسطين.
ولفت المجلس إلى ذكرى ملحمةَ الاستفتاء الشّعبي في العام 2014 التي أراد الشعب من خلالها تثبيت معادلته السّياسيّة والقانونيّة والشّرعية على طريق نيْل حقّه في تقرير مصيره بكتابةِ دستورٍ يرتضيه، ويفضي إلى بناء دولةٍ عادلة وقويّة وذات سيادة ومتحرّرة من القواعد العسكريّة الأجنبيّة الاحتلاليّة والوجود الصهيونيّ، مضيفًا أنّ المعارضة وأبناء الشعب حرصوا على تثبيت هذا المشروع عبر العريضة الشّعبية في العام 2018م، كما أخذ منحنى إضافيًّا عبر إطلاق مبادئ الإعلان الدّستوريّ في العام 2022م، مجدّدًا التأكيد أنّ النّضال الدستوريّ سيتصاعد أكثر فأكثر، وسيتوالى المزيد من المشاريع والبرامج التي تؤكّد هذا الحقّ الأصيل لشعب البحرين.
وقال إنّ الشعب في البحرين سيستقبل بتاريخ 17 ديسمبر المقبل ذكرى عيد الشّهداء، وهي ذكرى محوريّة في تاريخ النّضالِ والتّضحيات التي تفجّرت في انتفاضةِ التّسعينيّات، داعيًا إلى الاستعدادِ الواسع لإحياء هذه الذّكرى، والتّعبئة المبكرة لاستذكارِ تضحيات الشهداء الأبرار، واستحضار القيم والدّروس العظيمةِ في البذل والعطاء والثّبات، ولا سيّما أنّ الكيان الخليفيّ سعى منذ سنوات لاختطافِ هذه الذّكرى، وهو يتهيّأ هذا العام أيضًا لتنفيذ برامج أخرى من التّضليل والإرجاف لمحو هذا التّاريخ من ذاكرةِ النّضال الوطنيّ، إمعانًا في تزييفِ تاريخ الوطن وهويّته الأصيلة.
ووجّه المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير إلى تخصيص شهر ديسمبر/ كانون الأوّل المقبل لإحياء ذكرى شهداء البحرين وفلسطين جنبًا إلى جنب، ولا سيّما شهداء العدوان الإجراميّ على غزّة، داعيًا إلى رفع صور شهداء البحرين وفلسطين معًا في المسيرات والتجمّعات، وكشْف الجريمة المشتركة للكيانين الخليفيّ والصّهيونيّ، معتبرًا أنّ التوأمة بين شهداء الشّعبين هي عنوانٌ استراتيجيّ في معركةِ الأمّة من أجل إسقاط الكيان المؤقت واتّفاقات التّطبيع الخيانيّة، وهي خطوةٌ تؤكّد بها شعوبُ المنطقة مرابطتها في جبهة الحقّ والمفاصلة المطلقة عن المشروع الاستكباريّ الذي تتخندق فيه الأنظمة الدّيكتاتوريّة في الخليج والمنطقة.
وحيّا المقاومة الفلسطينيّةِ التي أجبرت العدو الصّهيونيّ على القبولِ الذّليل بهدنةٍ إنسانيّةٍ وإنجاز صفقة تبادل الأسرى، ووفق شروطِ المقاومة واقتدارها الحكيم والشّجاع، مشيدًا بما قدّمته المقاومةُ وشعبها في غزّة وأنّه الدّليلَ القاطع على أنّ الصّمود والتّضحيات والمقاومة هي الطّريق الوحيد للتحرُّر وانتزاع الكرامة والسّيادة، لافتًا إلى أنّ شعب البحرين سيواصل حراكه الثّوريّ لاستعادة قراره الحرّ، وتحرير سجنائه الأبطال، وهو اليوم أكثر إصرارًا على إسقاط الطّاغية حمد وكيانه المطبّع، وإنهاء حكمه.