قال خطيب صلاة الجمعة «سماحة الشّيخ محمّد صنقور» إنّ منظّمة الأمم المتَّحدة والمؤسسات المعنيّة تتحدَّث عن حقِّ الأطفال في التعليم والرفاه والرعاية الصحيَّة بينما تتجاهل أطفال غزّة.
وتساءل سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، يوم الجمعة 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023: «أينَ هي من أطفال غزَّة الذين لم يُراعَ حقُّهم حتى في الحياة وحقُّهم في الاستقرار والأمن وحقُّهم في ضرورات المعاش فلعلَّ أطفالَنا ليسوا أطفالاً بنظرهم أو لعلَّ الأطفالَ المعنيين بلزوم الرعاية لحقوقِهم هم أطفالُ الدولِ النافذة وإلا فبأيِّ سلاحٍ تُبضَّعُ أوصالُ أطفالِنا في غزَّة؟! أليس هو السلاحُ الذي تَهبُه الدولُ النافذةُ مجاناً لإسـرائيل؟! ومَن يحمي هذه الدولةَ المارقة ويبعثُ بحاملات الطائرات لتسكين رَوعِها وإغرائها بالمزيد من الفتك والتدمير؟! ومَن يحول دونَ مُساءلتِها وإدانتِها على ما ترتكبُه من مجازرَ وجرائم الحرب بحقِّ الأطفال والنساء والآمنين؟ أليست هي الدولُ النافذة التي تقودُ منظمةَ الأمم المتحدة وتتبجَّح بأنَّها الراعية لحقوق الإنسان وحقوقِ الطفل وحقوقِ المرأة»؟
وأضاف سماحته أنّه تبيَّن للعالمِ حجمَ الكذبِ والنفاقِ الذي تنطوي عليه هذه الدول وأنَّها الراعيةُ للإرهاب والمثيرةُ للفوضى والمؤجِّجةُ للحروب، وأنَّها لا تعرفُ معنىً للأخلاقِ والقيم وإنَّما توظِّفها لتمرير مشاريعِها الشيطانيَّة والخبيثة.
ولفت الشيخ صنقور إلى أنّه قبل أيام احتفلت منظمةُ الأمم المتَّحدة والمؤسَّسات الدولية بيوم الطفل العالمي وهو اليومُ الذي تمَّ اعتمادُه للتذكير بحقوقِ الطفل الأساسيَّة كحقِّه في الحياة، والحماية من العنف، وعدم التمييز والاستغلال والابتزاز، والنمو، ورعاية أموالِه ومصالحِه، والرعاية الصحيَّة، والتربية الصالحة، والتعليم، مؤكّدًا أنّ هذه الحقوق الأساسيَّة – بقطع النظر عن سوء استغلالها والالتواء في تفسيرها من قِبل منظمات دوليَّة – قد أقرَّها الإسلامُ قبل أربعة عشر قرنًا وأكّدها وعاقبَ على الانتهاك لشيءٍ منها، وفرض وسائل قضائية ضامنة وصارمة لحماية هذه الحقوق والرعاية لها.
واستنكر سماحته احتفال العالم في هذا العام بيوم الطفل العالميِّ في الوقتِ الذي يقفُ عاجزًا عن حماية أطفال غزَّة من المجازرِ المروِّعة والإبادةِ الجماعية جرَّاء القصف الصهيونيّ الوحشي والمتعمَّد لمنازل الآمنين والمدارس والمستشفيات ومقرَّات الإيواء، موضحًا أنّ ما يزيد على 5000 طفل راحوا ضحيَّة هذا الاستهتارِ بالأرواح والدماء، غير المفقودين تحت الأنقاضِ وركامِ المباني المدمَّرة، والذين لم تختطفْ آلةُ الحربِ الصهيونيَّة أرواحَهم كان نصيبُهم منها جراحاتٍ نازفة وأطرافًا مبتورة وعاهاتٍ مستدامة، وعدد هؤلاء يشقُّ على الإحصاء، ومن أخطأتهم آلةُ الحرب من أطفال غـزَّة كان حظُهم منها الرعبَ والذعر ومرارةَ الفقدِ واليُتم وقسوةَ النزوح وألمَ الجوعِ وضراوةَ الظمأ، فما من طفلٍ من أطفال غزَّة إلا ونالَه نصيبٌ من حربِ إسـرائيل التي كانت تستهدفُهم بالدرجة الأولى بغية ابتزاز المقاومين والنيلِ من عزائمهم وثباتهم، وفق تعبيره.