أكّد سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفي أنّ قضيّة غزّة ليست قضيّة مذاهب أو انتماءات ثقافيّة وسياسيّة واجتماعيّة، بل هي قضيَّة أُمَّةٍ بكلِّ مذاهبها وانتماءاتها.
وتساءل سماحته في حديث الجمعة (624) تحت عنوان: «موسم الصِّديقة الزَّهراء (ع) – قضيَّةُ غزَّةَ هَلْ تُوحِّدُنا؟»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، إذا ما كانت قضيّة غزّة توحّد أبناء شعوب المنطقة ومواقفهم.
وقال االعلّامة الغريفي إنّه كان لعلماءِ الدِّينِ في هذا الوطنِ مواقفُ مُشرِّفة، حيث صدرتْ بياناتٌ مِن عُلماء السُّنَّة والشيعة، مثمّنًا هذه البيانات، وشادًا على أيدي العلماءِ الأفاضلِ مِن كلِّ المذاهب.
وأضاف سماحته «وكم هو جميلٌ وكبيرٌ ومهمٌّ لو صدر بيانٌ مُوحَّد يُعبِّر عن وحدةِ هذا الوطن، ووحدةِ هذا الشَّعب، ووحدة علماء هذا البلد، كم يُعطي هذا البيانُ الموحَّد رسالة كبرى لكلِّ المراهنين على خلافاتنا، على تمزُّقاتنا، على صراعاتنا».
ولفت إلى أهميّة توحّد مواقفُ المفكِّرين والمثقَّفين والسياسيِّين، والإعلاميين والجماهير، مشدّدًا على أنّ القِيمة الكبرى تبقى في أنْ يَتَوحَّدَ موقفُ النظام وموقف العلماء، والمثقَّفين، والسياسيِّين، والإعلاميِّين، والجماهير، موضحًا أنّه إذا لم توحّدهم مأساة في حجم مأساةِ غزَّة، ودماء الأطفال الذين قتلوا، ودماء النِّساء، وصرخات الجرحى، ونداءات الأسرى، وجرائم البطشِ، والقتلِ، وكلُّ أعمالِ القمع والقهرِ التي يمارسها الصَّهاينة المجرمون، مدعومين بكلِّ أدواتِ الفَتكِ والإبادةِ والدَّمارِ مِن قِبلِ قُوى كُبرى تآزرتْ وتوحَّدت مِن أجلِ إبادة شعبٍ مظلوم يدافعُ عن كرامتِهِ وعِزَّتِه وشرفِه، وعن كلِّ شبرٍ مِن أرضه، فما الذي يُوحِّدهم ويجمعهم؟
وأكّد الغريفي أنّ التَّاريخ سيكتب مواقف بطولة لكلِّ المجاهدين، ومواقف نُبل لكلِّ الدَّاعمين، ومواقفَ شرفٍ لكلِّ الصَّارخين والغاضبين والرَّافضين، ولكلِّ مَنْ يُسجِّل دَعْمًا ورفضًا، وسوف تأتي الأجيال لتحاسب المواقف، وحساب الله سبحانه أشدُّ وأصعب، محذّرًا من التفريط والصَّمت؛ فمَنْ يملك قُدرةَ الموقف والكلمة والدَّعم والمساندة مطلوبٌ أنْ يُحرِّك قُدرته، في أيِّ موقع يكون، ولا يستصغرنَّ أحدٌ دوره، وموقفه، فحينما تتآزر الأدوار، وحينما تتآزر المواقف فالأثرُ كبير، والعطاءُ كبير، وفق تعبيره.
ورأى سماحته أنّ مأساة غزَّةَ امتحانٌ لإرادةِ هذه الأُمَّةِ، لكلِّ مُكوِّناتها، امتحانٌ لأنظمتها، لِشعُوبِها، لإمكاناتِها، لقدراتها، لاستعداداتها، لمواقفها.